الأحد القادم يوافق مرور 45 عاماً علي استشهاد بطل مصر الفريق عبدالمنعم رياض 1919 - 1969 والذي أصبح "يوماً للشهيد" رمزاً لبطولة رجال القوات المسلحة العزيزة والأعز جندا.. استشهد بين جنوده في يوم 9 مارس 1969 بالضفة الغربية من القناة بالإسماعيلية.. ويوم الشهيد هو تكريم لكل من قدم جسده وروحه مصداً لكل من حاول التعدي علي حرية وحياة شعب مصر وأرضها. ونحن نحتفل بيوم الشهيد الأحد القادم لن ننسي شهداء حرب أكتوبر الأبطال العظام.. ولن ننسي " شهداء رفح" شهداء الجيش المصري الستة عشر الذين سقطوا ضحية الغدر في أحد أيام الله من رمضان أغسطس قبل الماضي.. مثلما لن ننسي استشهاد خمسة وعشرين جندياً في الأمن المركزي تم اغتيالهم غدراً بيد الإرهاب في مذبحة أخري بمدينة رفح.. ولن ننسي المئات من شهداء الشرطة طوال السنوات الثلاث الأخيرة وكان أول أبطال الشهادة اللواء البطران.. رحمهم الله جميعاً وهم الأجزاء الحية من الجسد المصري التي انتزعت غدراً بيد أبناء لها ضالين اتخذوا الإرهاب سبيلهم لمغانم أهل الكفر بقتل الأبرياء وأغلي الرجال وهم ساهرون علي أمن وسلامة مصر المذكورة في كتب الله المقدسة. ويذهب الشهيد مطمئناً راضياً الي ربه.. ويعيش أهله ما بين إحساس الفقد لفلذات أكباد لا ولن تُعوض أبداً ولن يرونهم ثانية وقد قُطع ما بين تواجدهم معاً للأبد وبين رضاء بقضاء الله وحكمه بأن آتوه شهداء مُكرمين.. هؤلاء الأهل يعيشون شهادة أبنائهم آلاف المرات ويتخيلون يومياً في عذاب لا يُطاق كيف كانت ميتتهم بشعة وكيف مثُلت بأجسادهم أو ذبحوا أو حُرقوا أحياء .. ولن ينقطع عن أم أو أب شهيد استشعارهم اليومي وبإلحاح ما مر بابنهم من عذاب لا يُطاق حتي لفظ الأنفاس.. وعلي هذا التصور إلي حد المعايشة اليومية تستمر الحياة قاسية موجعة علي أهل الشهيد ولا يُخفف عنهم إلا أملهم بأن أبناءهم إن شاء الله في جنات النعيم.. هؤلاء الأهل الموتي يومياً بعذاب فلذات أكبادهم لا يشعر بهم أحد منا نحن الآمنين. وفي اللوحات أمامنا نجد تعبيرا لفنانين نحتاً وتصويراً عن آلام ما تحت الجلد التي أصبحت جزءاً بل كُلاً من ألم مدفون ما بين اللحم ومجري الدم يتجدد يومياً يُعانيه أبوي الشهيد.. فنري أعمال الفنانين: في عمل نحتي للفنان علي حبيش يقدم تصورا لمصر الأم وقد انتزع من جسدها شهيدها جزءاً من دمها ولحمها ومع ذلك لم تنهار بل استمرت في مسيرتها مع خطوتها الواسعة مرفوعة الرأس.. والفنان محمد العلاوي قدم في عمله النحتي بكاء ابن الشهيد ويد الأم فوق كتفه تخفف من آلام فقد الصغير لأبويه.. و الفنان سامي صلاح قدم أم الشهيد في كبر حياتها وقد فقدت وحيدها شهيداً لنراها نموذجا للرضاء بقضاء الله في ابنها وقد رفعت يديها متوسلة الله بالدعاء.. وفي لوحة سيد سعد الدين طفلة تحتضن خوذة أبيها الشهيد .. ولوحة الفنان طه قرني الذي قدم فيها شهداء رفح الأولي ممن توفرت صورهم أثناء استعدادهم لتناول إفطار رمضان. أننا نجد في النهاية أهل الشهيد هم بيننا الأكثر عطاء.. ويجب في احتفالنا بالذكري الخامسة والأربعين ليوم الشهيد أن يتأكد لنا معناه بعدم السماح للهدر المجاني لدماء رجال قواتنا المسلحة الأعلي هامة فوق جنود الأرض جميعهم جميعاً والذين وصفهم رسول الله الكريم بأنهم خير جند الأرض وسيظلون حتي قيام الساعة علي وصف من لا ينطق عن الهوي.