عندما يتعلق الأمر بتكريم أمهات شهداء.. يجب أن نقف احترامًا وتقديرًا لهن.. فمن عام 1956 الذى كرم فيه عبد الحكيم عامر أمهات الشهداء، إلى بعض الجهات الحكومية التى تقوم بتكريم أمهات شهداء 25 يناير، نرى سيناريو احتفاليا متكررا، وكان التاريخ يعيد نفسه عند تكريم أمهات الأبطال.. لكن لا شىء يداوى جراحهن. ما بين عام 1956 الذى يعد أول عام للاحتفال بعيد الأم فى مصر، وعامنا الحالى 2012، تشابهت عناوين بعض القصص الإخبارية ولكن اختلف أبطالها، ففى 56 نشرت الصحف تحت عنوان "عبد الحكيم عامر يحيى أمهات الشهداء" فى إشارة إلى تكريم أهالى شهداء مقاومة الاحتلال والشهداء من الجنود البواسل الذين يضحون بأنفسهم فى سبيل حماية الوطن. وفى 2012، سيتلقى أهالى شهداء ثورة 25 يناير التكريم فى ظل غياب القصاص من قتلة أبنائهم. حيث قام عدد من الجهات الحكومية بتكريم أمهات شهداء ثورة 25 يناير قبل حلول عيد الأم بأيام قليلة، بعد مرور أكثر من عام على استشهاد أبنائهن، ولا يزال جرحهن غائرًا، وبعضهن يرفض فكرة التكريم متمنيا فقط الثأر ممن أفقدوهم أبنائهم، ومتروكين دون مواجهة أى عقاب حتى الآن. هذا بالإضافة إلى ما سيشهده عيد الأم هذا العام حالة من الحزن الشديد على شهداء الأحداث الدامية التى وقعت فى بورسعيد وراح ضحيتها شباب وأطفال، وغيرها من الأحداث التى شهدتها مصر على مدار المرحلة الماضية مثل أحداث وزارة الداخلية وأحداث مجلس الوزراء. وفى عام 1956، قام البكباشى أركان حرب محمد حمدى عاشور مدير إدارة الشئون العامة للقوات المسلحة بالإنابة عن اللواء أركان حرب عبد الحكيم عامر وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة، فى تحية أمهات الشهداء فى عيد الأم، وكان من بين ما تضمنته الرسالة: "يا أم الشهيد.. فى هذا اليوم الذى تكرم فيه الأم، وقد خصها الله بالتكريم، وحباها النبى (ص) بأكرم ما حبا به مخلوقا على ظهر البسيطة، فكان الحديث الشريف "الجنة تحت أقدام الأمهات"، حديثا خالدا على الزمن. أيها الأم الكريمة.. إن الفداء الذى قدمه وليدك لهذا الوطن هو فداؤك أنت.. والتضحية العظمى التى بذلها ولدك وهى تضحيتك أنت.. فأنت من تشعرين بفقد الولد ووحشة الفقيد". فكان الشعار فى يوم الأم "الوطن لن ينسى أم الشهيد وسيظل حافظا لها الجميل". لكن علينا أن نضع فى اعتبارنا أنه مهما بلغ تكريم أمهات الشهداء، ومهما كثر التعويض المادي، فذلك لن يداوى جراحهن، ولن ينسيهن فقدان فلذات أكبادهن.. لكن المؤكد أن القصاص من قتلة هؤلاء الشهداء سيخفف عنهن جزءًا مما يعانينه.