الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأممالمتحدة - رويترز تلقى المسعى الفلسطيني للاعتراف بالدولة بصورة غير مباشرة في الأممالمتحدة وعودا بالدعم من أكثر من 12 دولة أوروبية حتى الأربعاء 28 نوفمبر. وقال دبلوماسيون إن هذا الدعم قد يثني إسرائيل عن أي انتقام شديد من السلطة الفلسطينية لسعيها إلى ترقية وضعها في الأممالمتحدة. والقرار الذي سيغير وضع الفلسطينيين يوم الخميس من "كيان" إلى "دولة بصفة مراقب" في الأممالمتحدة سيعترف ضمنيا بقيام دولة فلسطين ذات السيادة ومن المتوقع أن تتم الموافقة على القرار بسهولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 دولة. لكن من المتوقع ان تصوت إسرائيل والولاياتالمتحدة ومجموعة اخرى من الدول الأعضاء برفض القرار. ويقود الرئيس الفلسطيني محمود عباس المسعى وتريد حكومات أوروبية عديدة دعمه بعد صراع دام ثمانية ايام بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة. وتعهدت حماس بتدمير إسرائيل وتعارض عباس في تفاوضه من اجل السلام. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن نائب وزيرة الخارجية بيل بيرنز والمبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط ديفيد هيل سافرا إلى نيويورك يوم الاربعاء في محاولة أخيرة لإقناع عباس بإعادة النظر. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند "لقد كنا واضحين مع الفلسطينيين في أننا نعارض وضع الدولة بصفة مراقب في الجمعية العامة وهذا القرار." وكررت نولاند التحذيرات الأمريكية من أن هذه الخطوة قد تؤثر على الدعم الاقتصادي الأمريكي للفلسطينيين. وحذر الإسرائيليون أيضا من أنهم قد يخفضون التحويلات الشهرية من الرسوم التي تجمعها إسرائيل نيابة عن السلطة الفلسطينية. وتقول الولاياتالمتحدة وإسرائيل إن الطريق الوحيد لاقامة دولة فلسطينية حقيقية على طاولة المفاوضات من خلال اتفاق سلام يتم التوصل اليه في محادثات مباشرة مع إسرائيل. ولا يرقى منح الفلسطينيين صفة "دولة مراقبة غير عضو" إلى العضوية الكاملة في الأممالمتحدة الأمر الذي حاول الفلسطينيون بلوغه لكنهم فشلوا العام الماضي. لكنه يتيح لهم إمكانية اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية وبعض الهيئات الدولية الأخرى إذا اختاروا الانضمام اليها. والفاتيكان من بين الدول غير الأعضاء في الأممالمتحدة. وقالت حنان عشراوي المسؤولة الكبيرة بمنظمة التحرير الفلسطينية في مؤتمر صحفي في رام الله إنه لا يمكن ابتزاز الفلسطينيين بالمال في كل وقت. و أضافت عشراوي أن بعض الحقوق ليست للبيع. وأضافت "إذا كانت إسرائيل تريد زعزعة استقرار المنطقة بأسرها فإن ذلك بإمكانها. نحن نتحدث إلى العالم العربي عن دعمهم إذا ردت إسرائيل بإجراءات مالية وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أنه لن يوقف دعمه لنا." وقال دبلوماسيون إنه نظرا لأنه لا يوجد شك في كيفية تصويت الولاياتالمتحدة على القرار الفلسطيني في الأممالمتحدة في الساعة 2000 بتوقيت جرينتش يوم الخميس فإن السلطة الفلسطينية تركز جهودها في الضغط على الدول الأوروبية الثرية. ومع التأييد الكاسح من العالم النامي الذي يشكل أغلبية أعضاء الأممالمتحدة فإن القرار الفلسطيني يضمن تقريبا الفوز بتأييد أكثر من الأغلبية البسيطة المطلوبة. لكن عباس يسعى لجمع أكبر عدد من الأصوات الأوروبية الممكنة. وقال مبعوث غربي طلب عدم نشر اسمه "الأداء القوي في أوروبا سيؤكد لإسرائيل والولاياتالمتحدة على أن السلطة الفلسطينية ينظر اليها على نطاق واسع على أنها شرعية... وقد يجعل إسرائيل تعيد النظر في محاولة إفلاس الفلسطينيين على شيء رمزي في الحقيقة." وتوقع دبلوماسي غربي رفيع المستوى أن ما بين 120 و130 دولة ستصوت لصالح القرار الفلسطيني. وحتى ظهر الاربعاء تعهدت النمسا والدنمرك والنرويج وفنلندا وفرنسا واليونان وايسلندا وايرلندا ولوكسمبورج ومالطا والبرتغال واسبانيا وسويسرا بدعم القرار الفلسطيني. وقالت بريطانيا انها مستعدة للتصويت لصالح القرار إذا أوفى الفلسطينيون بشروط معينة.