في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، أصبحت سياسة الرئيس الأمريكي «جو بايدن» تجاه إسرائيل محورًا رئيسيًا فى النقاشات حول إمكانية اندلاع حرب شاملة ضد إيران، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة المتوترة بين الأخيرة وإسرائيل. دعمت الإدارة الأمريكية الكيان الصهيوني منذ اليوم الأول من حرب غزة وتصعيد صراعاته فى جبهات جديدة بالمنطقة. شجع هذا النهج إسرائيل على التصرف بشكل أكثر عدوانية؛ والآن يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» فرصة لضرب إيران، والاستفادة من الدعم الأمريكى كخلفية لأعمالها العسكرية. ◄ نتنياهو يرى في الدعم الأمريكي فرصة لضرب إيران ◄ واشنطن دعمت تل أبيب وقدمت لها التكنولوجيا العسكرية المتقدمة لقد أثارت الهجمات الصاروخية الإيرانية والضربات المضادة المحتملة من جانب إسرائيل ناقوس الخطر بشأن احتمال اندلاع حرب شاملة فى المنطقة. اتسم الصراع بين إسرائيل وإيران بسلسلة من الحروب بالوكالة والعمليات السرية والتهديدات العسكرية، ومع ذلك، أدت الأحداث الأخيرة إلى تصعيد هذه التوترات إلى مواجهة مباشرة. في الأول من أكتوبر 2024، أطلقت إيران وابلًا صاروخيًا كبيرًا ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، حيث ورد أنها أطلقت ما يقرب من 200 صاروخ باليستى فيما وُصف بأنه أكبر هجوم لها حتى الآن، ردا على اغتيال إسرائيل مؤخرا قادة الحرس الثورى الإيرانى وحزب الله وحماس، وفقًا لشبكة «CNN» الإخبارية الأمريكية. ■ التصعيد بين إسرائيل وحزب الله وإيران ◄ هجوم تحذيري وقد صاغ المسئولون الإيرانيون هذا الهجوم على أنه تحذير لإسرائيل من المزيد من العدوان، خاصة بعد العمليات الإسرائيلية التى استهدفت حزب الله فى لبنان. وتفكر إسرائيل الآن فى شن هجوم مضاد قد يدفعها إلى حرب شاملة مع إيران، حيث أثارت الهجمات الإيرانية ردود فعل قوية من قبل الحكومة الإسرائيلية، وتوعد نتنياهو بأن «إيران ستدفع ثمنًا باهظًا» نتيجة لهذه الهجمات، حيث يرى رئيس الوزراء الإسرائيلى الفرصة التى طال انتظارها لجر الولاياتالمتحدة إلى حرب مع إيران، وفقًا لموقع «بيزنس إنسايدر» الأمريكى، فمن خلال قتل القادة العسكريين الإيرانيين وزعيم حماس إسماعيل هنية على الأراضى الإيرانية، فضلاً عن مهاجمة حلفاء إيران فى لبنان واليمن، استفز نتنياهو رداً عسكرياً من إيران أعطاه ذريعة لتوسيع الصراع إلى أبعد من ذلك. ومن المؤسف أن هناك مسئولين أمريكيين محبين للحرب يرحبون بالحرب على إيران، وكثيرين غيرهم ممن قد يؤيدونها بشكل أعمى، وتشير التوقعات إلى أن إسرائيل قد ترد بهجوم جوى مدروس يستهدف البنية التحتية العسكرية الإيرانية، مثل مواقع الصواريخ ومراكز الاتصالات، ومع ذلك، هناك مخاوف من أن أى هجوم على المنشآت النووية الإيرانية قد يؤدى إلى تصعيد غير مرغوب فيه. ■ تعاون إسرائيل الشامل مع الولاياتالمتحدة ◄ تجنب الحرب لسنوات، كانت هناك محاولات لتجنب مثل هذه الحرب، ولهذا السبب وقعت إيران على الاتفاق النووى ل2015 مع الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبى. انسحب الرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب، من جانب واحد من خطة العمل الشاملة المشتركة 2018، ورغم الخلافات التى طال انتظارها بين جو بايدن وترامب، إلا أنه فشل فى استعادة التزام الولاياتالمتحدة، وبدلاً من ذلك، حاول استخدام انتهاك ترامب للمعاهدة كوسيلة ضغط للمطالبة بمزيد من التنازلات من إيران. ودعمت إدارة بايدن إسرائيل وقدمت لها التكنولوجيا العسكرية المتقدمة والدعم الاستخباراتى، وفقًا لموقع «بيزنس إنسايدر» الأمريكى. وتثير هذه الثنائية تساؤلات حول مدى استعداد الولاياتالمتحدة لدعم هجوم إسرائيلى يمكن أن يتحول إلى صراع أوسع نطاقًا. كما أشار المحللون إلى أهمية تجنب تصعيد الصراع الذى قد يهدد المصالح الأمريكية والإسرائيلية. ◄ اقرأ أيضًا | بايدن يدعو إسرائيل للكف عن استهداف قوات «اليونيفيل» في لبنان ■ جالانت وبلينكن ◄ انتقادات أمريكية ويواجه بايدن انتقادات متزايدة من داخل الولاياتالمتحدة بسبب دعمه العسكرى لإسرائيل، مما يزيد من تعقيد موقفه فى التعامل مع الأزمة الحالية، بحسب ما ذكره مركز «الدراسات الاستراتيجية والدولية». لقد أمضى نتنياهو سنوات عديدة فى محاولة جر الولاياتالمتحدة إلى حرب مع إيران، واستمر فى تصعيد أزمة غزة لمدة عام، على حساب عشرات الآلاف من الأرواح البريئة، مع وضع هذا الهدف بوضوح فى الاعتبار. وعلى الصعيد الدبلوماسى، استخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض ضد قرارات وقف إطلاق النار المتعاقبة فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فيما كان بايدن خارج نطاق قدراته طوال هذه الأزمة، معتمدًا على الغرائز السياسية بدعم إسرائيل بشكل أعمى. ■ غارة جوية إسرائيلية على بيروت تودي بحياة العشرات مع تصاعد إطلاق النار عبر الحدود ◄ حرب كارثية لذا فإننا نتجه نحو حرب كارثية مع إيران، فى غياب القيادة الدبلوماسية الأمريكية وترامب وهاريس فقط فى الانتظار. إن سياسة بايدن تجاه إسرائيل فى مرحلة حرجة حيث وصلت التوترات مع إيران إلى مستويات غير مسبوقة، حيث مهدت عمليات تبادل الصواريخ الأخيرة الطريق لمواجهات عسكرية محتملة قد تبتلع المنطقة فى حرب. وبينما تزن إسرائيل خياراتها للانتقام، فإن آثار هذه الإجراءات تمتد إلى ما هو أبعد من العلاقات الثنائية؛ إن هذه الأحداث تهدد بإعادة تشكيل الديناميكيات الإقليمية وجذب قوى عالمية مثل الولاياتالمتحدة. وإذا نفذت إسرائيل عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد أهداف إيرانية، فإنها تخاطر بإثارة صراع أوسع نطاقًا قد يشمل حزب الله وجماعات أخرى فى المنطقة. لقد أظهر حزب الله بالفعل استعداده للانخراط عسكريًا؛ يمكن لأى ضربة إسرائيلية أن تؤدى إلى أعمال انتقامية من حزب الله أو حتى تتصاعد إلى حرب متعددة الجبهات، وفقًا لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، وعلاوة على ذلك، هناك قلق من أن يصبح تورط الولاياتالمتحدة أكثر وضوحًا إذا تصاعدت الأعمال العدائية بشكل أكبر.