قال السفير حمد عبدالمجيد، قنصل عام مصر في جدة، إن ذكرى انتصار حرب أكتوبر المجيدة هي ذكرى يوم عظيم علينا يوم نتذكر فيه بالعرفان أبطالنا الذين صنعوا هذه المعجزة التاريخية بكل المقاييس العسكرية. جاء ذلك في احتفال الجالية المصرية والقنصلية المصرية العامة بجدة بالذكري ال51 لانتصار 6 أكتوبر المجيد وذلك بحضور العشرات من أبناء الجالية المصرية والشعب السعودي. وتابع عبدالمجيد: أتوجه بالتهنئة للرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية وللجيش المصري العظيم بهذه المناسبة والانتصار الذي مازال يتردد صداه في العالم كله حتى اليوم. اقرأ أيضًا: 51 عامًا من النصر.. كيف وثقت السينما المصرية حرب أكتوبر؟ وتابع عبدالمجيد: أنه وبرعاية من الله والدعم من الأمة العربية انتصرت مصر على المحتل الغاصب واخترق جيشنا العظيم خط بارليف المنيع مظهرا قوة غير مسبوقة فقلب مجرى الأحداث فحقق النصر العظيم فاستعدنا الأرض والكرامة العربية. وأوضح عبدالمجيد لقد خضنا هذه المعركة بدعم من الأشقاء العرب وخاصة بدعم من المملكة العربية السعودية والتي قدمت الدعم المالي والعشرات من الدبابات والمدرعات والمدفعية والأسلحة فضلا عن الدعم السياسي لجبهتي مصر وسوريا في هذه الحرب المجيدة. وأكد عبدالمجيد أن مصر والسعودية يعملان معا لضمان حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقيةالمحتلة وذلك في إطار العمل معا لتحقيق الاستقرار والرخاء والسلام في المنطقة. ومن جانبه قال الدكتور سعيد يحيي رئيس اتحاد المصريين في الخارج فرع السعودية أن 6 أكتوبر 1973 هو أغلى الأيام في ذاكرة مصر والأمة العربية الذي عشناه انتصارا وإرادة وكرامة، مضيفا "إن أبناءنا الذين ولدوا في هذا اليوم عمرهم الآن واحد وخمسون عاماً فلم يعرفوا شيئاً عنه إلا من كتب التاريخ ومقالات الكتاب، وشواهد الحرب، وواجبنا نحن في مثل هذه المناسبات أن ننقل شيئا من الحقيقة لأنها يمكن أن تغيب بعض الوقت خلف غبار الأحداث والزمن وهموم الأيام. وتابع يحيي في كلمته، كان عبور أول جندي مصري الى أرض سيناء صرخة احتجاج ضارية ضد كل مشاعر العجز والخوف التي سيطرت على الكثيرين منا بعد هزيمة 67، وبدأ تدفق القوات المصرية عبر قناة السويس الى سيناء على أشلاء خط بارليف واسطورة الجيش الذي لا يقهر، وتكسرت الأسطورة امام صيحات الجنود العابرين وهم يصيحون الله أكبر الله أكبر وبقي أكتوبر في أكبر تلك اللحظات التي تجاوزنا فيها ضميرنا يوما عزيزاً من أيام مصر الخالدة نستعيد معه دائما كل الحسابات لنصنع شيئا عظيماً لوطن عظيم. وأضاف يحيي لقد استطاعت قوات مصر المسلحة ان تكبد الجيش الاسرائيلي خسائر فادحة في الأرواح جعلت القادة الإسرائيليين يفكرون في أي وسيلة لوقف الحرب مهما يكن الثمن حتى لا تقع خسائر أكبر، مشددا على أن 6 اكتوبر أعاد لنا إيماننا الذي لم يتزعزع يوما بقدرة جيش مصر على أن يحمى ترابها في كل الأحوال والظروف. وقال يحيي أعاد لنا اكتوبر مشاعر كثيرة كنا قد فقدناها حيث عادت لنا مشاعر الثقة والايمان بقدرتنا على أن نتجاوز المحنة ونتعلم الدرس ونمضي نحو المستقبل بخطى أكثر ثباتا ويقينا ويعود لنا طيف أكتوبر وخلفه تطل وجوه الشهداء الذين سطروا أجمل وأعظم صفحات تاريخنا إن هذه الوجوه التي توشك أن تتلاشى وسط زحام حياتنا هي أعظم وأنقى صفحات تاريخنا. وأضاف يحيي إن من حق الأجيال الجديدة أن تجد القدوة والمثل في هذه الكوكبة من البشر الذين خرجوا بنا وطنا وشعبا من سحابات اليأس إلى آفاق الأمل والمستقبل، وإذا كانت القدوة قد تراجعت في حياتنا كثيرا وظهرت نماذج غريبة في الأخلاق والسلوك فالواجب والمسئولية يحتمان أن يبقى شهداء مصر في أعلى مراتب التقدير والعرفان، يجب أن تظل للدماء قدسيتها في ضمير الأجيال ويبقى للتراب مكانته في أعماق أبنائنا لأن الدماء التي سالت يوماً على أرض سيناء يجب أن تبقى وثيقة شرف بين الوطن وشهدائه ولا ينبغي أن يختفي أكتوبر ويتحول إلى حدث عابر في ذاكرة الأمة، لأن في ذلك خيانة للدماء والشهداء والتضحية ومعنى الانتماء ويجب أن يدق أكتوبر أبوابنا في كل لحظة حتى لا تغفو العيون ولا تجنح الإرادة ولا يحتوينا إحساس باليأس العاجز. وشدد يحيي علي اننا في حاجة هذه الأيام، وفي كل الأيام، إلى أن نرى روح اكتوبر إصرارا وعزيمة حيث لم تكن حرب اكتوبر نصرا عسكريا فقط و ولكن وساما للأمة العربية كلها , فمثل هذه الأيام لا ينبغي أبدا أن تدخل ساحة النسيان. ووجه يحيي التحية للقوات المسلحة بقيادة القائد الأعلي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي درع مصر وحصنها الحصين، وتحية لكل نقطة دم تسلل عطرها يوما فوق رمال سيناء الحبيبة لتكتب ملحمة يوم من أيام مصر الخالدة. كما وجه الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان على ما تحظى به الجالية المصرية من كريم الرعاية في وطنهم الثاني المملكة العربية السعودية، مؤكدا أن ما يجمع بين المملكة العربية السعودية ومصر على مر التاريخ يفوق كل وصف وكل تعبير، لأنها العلاقة الأزلية التي أرادها المولى العلي القدير، مصدر رفعة وخير للأمتين العربية والإسلامية.