هل يحكم العالم إمرأة..؟ هذا السؤال تبادر إلى ذهنى وأنا أتابع المناظرة الرئاسية بين المرشح الجمهورى ترامب والمرشحة الديمقراطية كاميلا هاريس، فجر أمس الأربعاء بالتوقيت المحلى لمصر، لفت نظرى الرصانة فى الأداء والأسئلة السريعة الاستفزازية الشرسة الموجهة منها لترامب، وهيً الرصانة التى اكتسبتها خلال مسيرتها السياسية كمدعية عامة وأربع سنوات قضتها فى مجلس الشيوخ، لقد واجهت كاميلا هاريس منافسها الشرس ترامب بثقة متزايدة خاصة وأنه يواجه العديد من القضايا والاتهامات فى ساحة القضاء الأمريكى ومنها ما تحول من جناية إلى جريمة. ورغم عدم تحيزى لأى منهما ومقتى لهذه الدولة الاستعمارية التى تفرض سلطاتها على العالم، إلا أننى شعرت بالفخر لأداء وقوة كاميلا هاريس التى أثبتت أن المرأة قادرة على أن تحكم ليس دولة فقط بل العالم أجمع !. لقد استطاعت هاريس السيطرة على الحديث فى المناظرة وطرحت نقاطاً واضحة فى الشأن الداخلى الأمريكى وخارجه، بينما توتر ترامب وتهور فى مهاجمتها ومهاجمة خصومه، ولكن ما يهمنا إذا فازت هاريس كيف ستنظر لقضايا الشرق الأوسط ؟! لقد دعت هاريس خلال الشهور الماضية إلى وقف الحرب على غزة، وضرورة حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، فهل يتحقق ذلك فعلاً أم أن تصريحاتها لكسب الأصوات..! خاصة وأننا لا نتوقع أن تشهد السياسة الأمريكية الداعمة لإسرائيل تغيراً جذرياً إذا فازت هاريس بالرئاسة..! لقد أصبحت القضية الفلسطينية جزءاً من الصراع الداخلى للحزب الديمقراطى الذى تمثله هاريس، وهوً التحدى الذى تواجهه كاميلا هاريس، فالجناح اليسارى للحزب يطالب بتغيير السياسة الأمريكية التى تدعم إسرائيل إضافة إلى عدد كبير من الناخبين الأمريكيين من العرب والمسلمين. هذا السجال الرئاسى الأمريكى الذى يشاهده العالم إلى ماذا سينتهى ؟ وهل تنجح هاريس فعلاً لتكون أول إمرأة تقود العالم فى التاريخ الحديث..؟! هذا ماسنراه بعد شهرين من خلال صناديق الاقتراع.