د. أيمن الرقب كاميلا هاريس إذا فازت ستكون أول امرأة تفوز بمنصب الرئاسة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ تأسيسها عام 1776م منذ الإخفاق الذى منى به الرئيس الأمريكى الحالى جوزيف بايدن فى مناظرته نهاية يونيو الماضى مع المرشح الجمهورى دونالد ترامب وكل العيون تنتظر المناظرة القادمة فى سبتمبر الجارى خاصة بعد انسحاب بايدن من السباق الرئاسي، وكانت المناظرة مع دونالد ترامب مثل الشعرة التى قصمت ظهر البعير، ودقت ناقوس خطر أمام الديموقراطيين بأن إكمال السباق الانتخابى بالمرشح جوزيف بايدن كمغامرة غير محسوبة.. وبعد قرار المرشح الديموقراطى جوزيف بايدن التنحى عن جولة الانتخابات القادمة أوصى بترشيح نائبته كاميلا هاريس لخوض هذه الجولة الانتخابية التى ستفضى لانتخاب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدةالأمريكية.. قررت قناة (ABC) الأمريكية استضافة المناظرة الجديدة بين المرشحين لمنصب الرئاسة فى الخامس والعشرين من سبتمبر الحالى، وفى هذه المناظرة المرتقبة سنرى ما ستقدمه المرشحة الجديدة للديموقراطيين كاميلا هاريس فى ملفات عدة، وما يهمنا هو الملف الفلسطينى والعربى ورؤيتها تجاه إدارة الصراع بشكل عام. كاميلا هاريس إذا فازت ستكون أول امرأة تفوز بمنصب الرئاسة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ تأسيسها عام 1776م، وقد أعلن طواقم حملتها أنهم جمعوا ما يقارب من أربعة أضعاف التبرعات لحملتها الانتخابية.. وتسعى لطرح أفكار جاذبة لكل مكونات المجتمع الأمريكى وكان هذا واضحا فى خطابها الأول أمام أعضاء الحزب الديموقراطى وهو مؤتمر اعتماد ترشحها كممثلة للديموقراطيين.. قد تكون أفكار دونالد ترامب واضحة لنا تجاه الصراع العربى الإسرائيلى ولكن ما نحتاجه هو قراءة أفكار المرشحة كاميلا هاريس والتى أتوقع فوزها فى الانتخابات الأمريكية القادمة لتكون أول امرأة تحكم الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ تأسيسها. فى خطابها أمام مؤتمر الحزب الديموقراطي، قالت كاميلا هاريس إنها ستسعى لوقف الحرب فى غزة وتعمل على بناء سلام يفضى لقيام دولة فلسطينية تعيش بسلام بجانب دولة إسرائيل التى حسب تعبيرها يجب أن تكون قوية ونحن سنسعى لدعمها دوما.. ما قالته كاميلا هاريس هو الحد المسموح به فى لعبة السياسة الأمريكية، وقد تكون مجرد شعارات تستخدمها هاريس لجذب الناخب العربى والمسلم فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهذا الكلام سمعنا قريبا منه فى حملة الترشح للرئيس الأمريكى بايدن والذى يحزم حقائبه الآن من البيت الأبيض ولم يتمكن من عقد لقاء سياسى واحد بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي، وما فوقه يتجاوز الخطوط الحمراء، ولا يصلح قائله للترشح أصلا. وبالنسبة لدونالد ترامب، فهو ثابت فى عدائه لشعب فلسطين وللعرب، وعلى مستوى. نتفهم أن هذا هو السقف الأعلى لكاميلا هاريس حتى لا تجند الخصوم عليها فى ظل خوضها انتخابات هى الأصعب فى تاريخها.. لقد قالت كاميلا هاريس، فى مؤتمر اعتماد ترشيحها كلمات لامست القلب: «إن ما حدث فى غزة مفجع ويفطر القلب، وينبغى أن يكون الهدف التالى إنهاء المعاناة فى غزة وأن يتمكن الشعب الفلسطينى من الحصول على حقه فى الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير». وهذا كلام مختلف عما سمعناه من قيادات أمريكية حيث تنكروا لهذه الجرائم التى ارتكبها الاحتلال ضد شعبنا الفلسطينى خلال أحد عشر شهرا التى وصلت إلى حد الإبادة الجماعية.. هاريس تحاول أن تجمع كل التناقضات حيث إنها ما انفكت عن التأكيد على الدعم المطلق لدولة الاحتلال الإسرائيلى وضمان قوتها وتفوقها وهذا أمر ثابت فى السياسة الأمريكية، ولا نتوقع أن تنقلب رأسا على عقب حتى لو فازت كاميلا هاريس. فى المناظرة المرتقبة التى يتجهز لها ترامب سيهاجم مواقف كاميلا هاريس المعلنة والتى تحمل شكلا من التضامن العاطفى مع نساء وأطفال فلسطين وسيعتبر أن هذه المواقف هو تخلٍ عن الدعم الأمريكى المطلق لدولة الاحتلال، وجزء كبير من الشارع الأمريكى لا يرغب بمشاهدة ترامب مرة أخرى فى البيت الأبيض، إلا أن صوته قد لا يحسم لصالح مرشحة امرأة وهذه مشكلة الشارع الأمريكى مدعى الديموقراطية وحقوق الإنسان. تفصلنا أيام عن هذا المشهد وسيتابع العالم مثل الشعب الأمريكى هذه المناظرة التاريخية.