لايحتاج الأمر إلى كثير من الجهد كى يدرك العالم كله - ولسنا نحن فقط - أن الممارسات العدوانية، والجرائم والاستفزازات الارهابية المستمرة لجيش الاحتلال الإسرائيلى والحكومة العنصرية الصهيونية المتطرفة برئاسة نتنياهو، هى المسئولة بصفة أساسية عن استمرار الفشل فى التوصل إلى توافق يسمح بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2735 القاضى بوقف إطلاق النار وتوقف العدوان على غزة. تلك حقيقة يدركها كل العالم الآن فى ظل المراوغات الإسرائيلية الدائمة طوال الأسابيع والشهور الماضية، للتهرب من استحقاقات السلام ووقف الحرب، وإقامة العراقيل أمام أى توافق يمكن أن يؤدى للبدء فى تنفيذ قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار وتوقف الحرب. وفى ظل هذه الحقيقة وقياسا على ما جرى ويجرى من مراوغات إسرائيلية فى المفاوضات الساعية للتوصل إلى هدنة، تؤدى لوقف العدوان والافراج عن الرهائن، وتوقف المذابح الإسرائيلية المستمرة طوال الشهور العشرة الماضية،..، وما أدت إليه هذه المراوغات من فشل دائم للمفاوضات فقد أصبح من الضرورى على الجانب الأمريكى أن يقوم بدور فاعل وايجابى لوقف إطلاق النار فى غزة وتطبيق قرار مجلس الأمن. وفى هذا الإطار فإن المطلوب من الجانب الأمريكى إذا ما كان يريد حقا وصدقا نزع فتيل الأزمة، وإطفاء النيران المشتعلة بالأراضى الفلسطينية المحتلة ووقف المذابح الجارية فى غزة، هو العمل بجدية وفاعلية على عدة أمور هامة. أولها.. دفع الجانب الإسرائيلى لوقف اعتداءاته المستمرة والمتصاعدة على الشعب الفلسطينى بما يعنى الوقف الفورى للعدوان بوقف اطلاق النار، ووضع نهاية لجرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى. ثانيها.. العمل الجاد لتحريك عجلة السلام والسعى العاجل للتوصل إلى اتفاق نهائى، لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار القائم على الاقتناع الكامل، بأن السلام العادل والدائم بالمنطقة يتحقق بتلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى. ثالثها.. الادراك الواعى بأن الحل العادل والشامل فى المنطقة يقوم على حل الدولتين بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على الأراضى المحتلة فى الضفة وغزة، طبقا لحدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس العربية.