المتابعة للمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، فى ظل الأوضاع المشتعلة والمتفجرة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة بصفة عامة، وفى قطاع غزة على وجه الخصوص، تشير بوضوح إلى القدر الكبير من الاهتزاز والخلل الذى أصاب المجتمع الدولي، والضمير الإنسانى الجمعى حاليا ومنذ فترة ليست بالوجيزة. ذلك للأسف أصبح واقعا لابد من الاعتراف به ووضعه فى الاعتبار، فى ظل الموقف بالغ السلبية والعجز عن التحرك الإيجابى والفاعل للمجتمع الدولي، لوقف العدوان الإسرائيلى اللاإنسانى ضد شعبنا الفلسطينى فى غزة. وقد أدى هذا الموقف المهتز لاستمرار قوات الاحتلال الإسرائيلى، فى ارتكاب المزيد من جرائم القتل والدمار والإبادة ضد أهالى القطاع، بمن فيهم من الأطفال والنساء والشيوخ. ولا مبالغة فى القول بأن ذلك الإجرام اللاإنسانى يجرى، فى ظل الموقف الأمريكى بالغ الانحياز لإسرائيل، من خلال الدعم المادى والمعنوى غير المحدود، رغم الكم الكبير من التصريحات الكلامية الداعية لوقف إطلاق النار وتوقف الحرب، ولكن دون فاعلية ودون أى مردود على أرض الواقع على الإطلاق. وفى هذا السياق أصبحنا نسمع تصريحات أمريكية كثيرة، عن الرغبة فى وقف القتال وتوقف إطلاق النار، ومساع للتوصل إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم «2735»، فى ذات الوقت الذى يستمر فيه العدوان، وتستمر فيه إسرائيل لتنفيذ مخططها الرامى إلى إبادة الشعب الفلسطينى، رغم كل الكلمات الجوفاء والتصريحات الفارغة من الجانب الأمريكى. وقد أدى ذلك كله إلى العجز الكامل للمجتمع الدولى عن وقف العدوان، والفشل فى دفع إسرائيل للتوقف عن القتل والمذابح والإبادة المستمرة ضد الشعب الفلسطينى. وفى ظل ذلك راحت المفاوضات والمحاولات الساعية من الوسطاء الإقليميين للتوصل إلى توافق، يؤدى إلى البدء فى تنفيذ الهدنة المنصوص عليها فى قرار مجلس الأمن تراوح مكانها، دون إحراز تقدم حقيقى، نظرا لعراقيل وعوائق إسرائيلية جديدة توقف التوصل للاتفاق على وقف إطلاق النار وتوقف الحرب الدائرة دون هوادة. وهذا هو ما فعلته فى الجولة الأخيرة من المفاوضات التى جرت فى العاصمة الإيطالية روما خلال اليومين الماضيين، فى ظل رفضها المستمر لوقف العدوان والتوصل للتهدئة وتنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير رقم «2735»،..، هذا بالإضافة إلى جرائمها الجديدة بالاغتيال لقادة المقاومة ومنهم إسماعيل هنية.