مازالت حرب الإبادة اللا إنسانية التى تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة مستمرة، دون توقف أو انقطاع، فى ظل العجز الدولى الواضح عن وضع قرار مجلس الأمن رقم «2735» موضع التنفيذ والفاعلية. والسبب الرئيسى فى عدم تنفيذ القرار حتى الآن، يعود فى الأساس إلى الفشل فى دفع إسرائيل للقبول بما نص عليه القرار، من وقف فورى لإطلاق النار، فى إطار هدنة تؤدى لتوقف الحرب والافراج عن المحتجزين من الرهائن الإسرائيليين مقابل الافراج عن المسجونين الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية. ومازالت المفاوضات الماراثونية الجارية فى كل من القاهرة والدوحة وأخيراً فى روما، تحاول الوصول إلى توافق بين إسرائيل وحماس، حول تنفيذ القرار المعطل حتى الآن، نتيجة المماطلات الإسرائيلية المستمرة، والعقبات المتتالية التى يثيرها رئيس الوزراء الإسرائيلى «نتنياهو» بصفة دائمة. وفى ظل الأجواء الغائمة والملبدة بالكثير من سحب الشك وعدم الثقة بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلي، أصبحت المفاوضات تتقلب بين الساخن والبارد والرفض والقبول، فى ظل المواقف الإسرائيلية المتعنتة من جانب «نتنياهو»، وهو ما يؤدى إلى تعطل المحاولات الجارية للوصول إلى توافق يتيح البدء فى تنفيذ الهدنة. وفى هذا الإطار نستطيع القول دون مبالغة أن المشهد الذى أصبح متكرراً ومألوفاً الآن على ساحة المفاوضات هو، انه فى كل مرة تلوح فى الأفق بوادر انفراجة، توحى بأننا على وشك أن نشهد توافقاً بين الطرفين، يؤدى للبدء فى تنفيذ وقف إطلاق النار والدخول فى الهدنة،...، إذ ب «نتنياهو» يقدم مطالب وأطروحات جديدة. وفى هذا السياق راح «نتنياهو» يؤكد أنه لا يوافق على وقف القتال دون تحقيق شروطه فى القضاء على حماس، كما أنه لن يقبل بانسحاب الجيش الإسرائيلى من غزة، ويرفض أيضاً عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة، ولن ينسحب من ممر «فيلا دليفا» ولن يسمح بعودة معبر رفح للعمل تحت رعاية فلسطينية،...، وهو ما يعنى بوضوح رفضه لتنفيذ البنود الواردة فى القرار رقم «2735»، الذى مازال معطلاً حتى الآن. ليس هذا فقط بل ها هو يقول فى ذات الوقت بالاستعداد لشن حرب جديدة على لبنان،..، وهو ما يهدد باتساع نطاق الموقف المشتعل فى المنطقة كلها وليس فى فلسطينالمحتلة فقط.