رسالة واشنطنرسالة لندن: منى العزب فى تظاهرة ضخمة لمشاهير ونجوم عالمى السياسة والفن، حشد الحزب الديمقراطى فى مؤتمره الوطنى لتسمية مرشحته لانتخابات الرئاسة القادمة كل قوته لدعم نائبة الرئيس كاميلا هاريس. وحظيت المرشحة الديمقراطية بدعم غير مسبوق من قيادات الحزب لم يحظ بمثلها دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهورى خلال المؤتمر العام للحزب الذى عقد الشهر الماضى. وربما امتنع بعض قيادات ورموز الحزب عن إلقاء كلمات دعما له. وعقد المؤتمر الذى يعد النسخة ال26 لمؤتمرات الحزب الديمقراطى تحت شعار «لماذا تنتخب مجرما اذا كان بإمكانك انتخاب نائب عام» فى إشارة إلى اتهام ترامب فى 34 قضية وعمل هاريس كنائب عام لفترة طويلة. وحضر المؤتمر نحو 50 ألف شخص، بينهم 4696 مندوباً، و15 ألفاً من الضيوف والصحفيين، بجانب آلاف الناشطين الحزبيين والمتطوعين. وارتدت هاريس فى اليوم الأول للمؤتمر زيا بنفس اللون الذى ظهر به باراك أوباما فى مناسبة مشابهة عام 2008 وهو اللون البنى الفاتح وسخر الجمهوريون منه فى ذلك الوقت سخرية واسعة. وجاء خطاب هاريس فى ختام مؤتمر طغت عليه الحماسة واجتذب ملايين المشاهدين على مدار أربعة أيام، واعتلى متحدثون بارزون المنصة. واستغلت المرشحة الديمقراطية هذا الجمهور لتقدم نفسها إلى ناخبين أغلبهم لا يعرفونها جيداً، بعدما أمضت نحو 4 سنوات فى منصب نائبة الرئيس بأداء غير ملحوظ. وحظى خطاب كاميلا هاريس لقبول ترشيح الحزب الديمقراطى لخوض سباق الانتخابات الرئاسية، باهتمام واسع، ألهبت خلاله حماس المشاركين فى ختام المؤتمر الوطنى بشيكاغو، وأحيت آمال الديمقراطيين فى الفوز بالرئاسة. وأجرت 3 بروفات مع أجهزة التلقين قبل موعده بأيام للتدريب على الخطاب. واختارت هاريس آدم فرنكل كاتب خطابات الرئيس الأسبق باراك أوباما، ليقوم بكتابة خطابها. ورغم أن خطاب هاريس الذى استغرق 37 دقيقة يعد من أقصر خطابات الترشح، إلا أنه حظى بمتابعة أكثر من خطاب ترامب الذى استمر 90 دقيقة واعتبره المراقبون أطول خطاب للترشح. ولم تشر هاريس فى خطابها كثيرا إلى كونها إمرأة بقدر ما لعبت على وتر انتمائها للطبقة العاملة، كما دعت إلى الوحدة وبث الأمل فى المستقبل، وأعطت لمحات عن حياتها، وأوضحت مواقفها فيما يتعلق بمستقبل الولاياتالمتحدة والسياسة الداخلية والخارجية، كما وجهت سهام انتقاداتها إلى منافسها دونالد ترامب. وسلطت هاريس الضوء على أصولها المهاجرة وركزت على قضايا الأسرة وحرية المرأة وحقوقها الإنجابية. واستخدمت نفس الرسالة التى استخدمها أوباما فى خطابه عام 2008، حيث روت قصة رحلة والدتها من الهند إلى كاليفورنيا. كما تحدثت عن حياتها مع أسرتها فى حى يقطنه الأمريكيون من الطبقة العاملة، من رجال الإطفاء والممرضات وعمال البناء. اقرأ أيضا| بعد قبولها ترشيح الحزب الديموقراطي| هاريس تتعهد ب رسم «مسار جديد إلى الأمام» وشنت هجوما لاذعا على منافسها الجمهورى دونالد ترامب وحذرت من إعادته للبيت الأبيض لافته إلى أن ذلك سوف يعطيه حصانة جنائية تنقذه من الدعاوى القضائية التى يواجهها. كما حذرت من قراراته المتوقعة المتعلقة بالضرائب، والتى تخفض الضرائب على ذوى الدخول بالغة الارتفاع، بما يحقق مصلحته كرجل أعمال، ويعود بالضرر على الاقتصاد الأمريكى. كما هاجمت سياسته الاقتصادية التى تأتى على حساب الطبقة المتوسطة، وانتقدت بشدة سياسته المتعلقة بالإجهاض. وقال المرشح الديمقراطى لمنصب نائب الرئيس تيم والز فى خطابه أمام المؤتمر إنه عندما يتحدث الجمهوريون عن الحرية، فهم يتحدثون عن حرية الحكومة فى غزو عيادة طبيبك وحرية الشركات فى تلويث هوائك ومياهك وأضاف لدى قبوله رسمياً ترشيح الحزب الديمقراطى «عندما نتحدث نحن الديمقراطيين عن الحرية، نتحدث عن الحرية فى الحصول على حياة أفضل. وحرية أطفالنا فى الذهاب إلى المدرسة من دون خوف من التعرض لإطلاق الرصاص عليهم». وفى خطابه أمام المؤتمر أشاد الرئيس الأمريكى جو بايدن بنائبته كاميلا هاريس، معبرا عن دعمه لها كمرشحة للحزب الديمقراطى فى مواجهتها لدونالد ترامب فى الانتخابات الرئاسية المقبلة واصفا ترامب بال»مجرم المدان والفاشل». وألقى خطابا تم إعداده قبل أشهر ليلقيه كمرشح للحزب الديمقراطى إلا أنه تم تعديله بعد قراره بالتنحى عن الترشح. وبعد أن مسح دموعه عقب تقديم ابنته آشلى له ولوح للحشد الذى حمل لافتات كتب عليها «نحن نحب بايدن»، خاطب الحشد قائلا:»هل أنتم مستعدون للتصويت من أجل الحرية؟ هل أنتم مستعدون للتصويت من أجل الديمقراطية وأمريكا؟ هل أنتم مستعدون لانتخاب كاملا هاريس وتيم والز؟». وأشعل باراك أوباما حماس الحضور فى كلمته التى ألقاها أمام المؤتمر. وأكد الرئيس الأسبق، أنه بغض النظر عن الطاقة الكبيرة التى تم توليدها فى الأسابيع الأخيرة، ستكون هذه انتخابات متقاربة فى بلد منقسم بشدة. وحذر من العودة للفوضى تحت رئاسة شخص مزعج فضحه أداؤه خلال السنوات الماضية. وفى حين لم تطرح هاريس نفسها كأول امرأة تتولى رئاسة البلاد فى حال فوزها، دعت المرشحة السابقة للرئاسة هيلارى كلينتون خلال المؤتمر إلى انتخاب امرأة للمرة الأولى رئيسة للولايات المتحدة وإلى»تحطيم أعلى وأكثر الأسقف الزجاجية صعوبة» من خلال التصويت لكامالا هاريس. وقالت إن هذا ما كنا نحلم به منذ زمن بعيد وقد أصبح تحقيقه الآن أمرا ممكنا. كما شهد المؤتمر كلمات لمشاهير الفن والمجتمع الأمريكى ومنهم الإعلامية أوبرا وينفرى التى تحظى بشعبية عالية وسط الأمريكيين. ولم ينعش ترشيح الديمقراطيين لكامالا هاريس لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية فقط آمال الحزب فى الفوز بالسباق، بل جذب أيضا داعمين ومساندين جددا من الحزب الجمهورى كانوا فى السابق يدعمون دونالد ترامب. كما زادت إمكانية تقدم الديمقراطيين بولاية فلوريدا المحسوبة غالبا على الجمهوريين. وخارج فعاليات المؤتمر الديمقراطى كانت هناك فعاليات أكثر سخونة وهى تظاهرات واسعة ضد دعم الإدارة الأمريكية لإسرائيل فى حربها على غزة. وهو ما دفع بعض المتحدثين إلى التطرق إلى الحديث عن الوضع فى غزة والمطالبة بالوقف الفورى للصراع هناك. وشهد المؤتمر الديمقراطى تدابير أمنية كثيفة لم يسبق أن شهدتها ثالث أكبر مدينة فى الولاياتالمتحدة، حيث تولى 2500 عنصر من الشرطة تأمين الحدث المهم.