كما كان متوقعاً.. انسحب الرئيس الأمريكي بايدن من المنافسة فى انتخابات الرئاسة القادمة، وأعلن دعمه الكامل لنائبته «كامالا هاريس» لتكون مرشحة الديمقراطيين فى المواجهة مع ترامب، وإن كان الأمر لم يحسم لها بعد، والقرار سيتخذ فى الشهر القادم فى مؤتمر الحزب. فى الأسبوع الماضى، تابعت خطاباً لكامالا هاريس فى ولاية «نورث كارولينا» كانت تبدو فيه بوجه جديد، وتقدم نفسها كمرشحة محتملة لانتخابات الرئاسة. تحدثت بثقة وهاجمت ترامب بعنف. غيرت خطابها الروتينى المعتاد الذى تنسب فيه كل شىء للرئيس بايدن لتتحدث عن الإنجازات المشتركة التى حققتها مع الرئيس بايدن. وأثبتت أنها قادرة على المواجهة مع ترامب رغم الصعوبات التى تواجهها. ترامب من جانبه تلقى الرسالة وعلق مبكراً بأن هزيمة هاريس أسهل من هزيمة بايدن، لكن الأمر ليس بهذه البساطة سواء مع هاريس أو أى مرشح ديمقراطى آخر بعد انسحاب بايدن. حملة هاريس تلقت تبرعات تبلغ 28 مليون دولار فى خمس ساعات بعد إعلان بايدن. والمواجهة - إذا تم ترشيحها بصورة نهائية - ستكون فارقة. ستكون المواجهة بين ممثلة الأقليات الأمريكية ضد خصمهم الأساسى. وستبرز قضايا حقوق المرأة، وفى مقدمتها فى هذه الحملة قضية الإجهاض، ضد ترامب صاحب الموقف المعاكس تماماً. وسيشتد التناقض بين موقف هاريس فى قضايا الضرائب والرعاية الصحية والاجتماعية مع موقف ترامب الذى يدعو لتخفيض الضرائب على الأثرياء ويعارض التوسع فى برامج الدعم الصحى والاجتماعى. وتبقى العقبة الأساسية أمام هاريس هو إصرار قطاع كبير فى الحزب على أن تكون هناك منافسة مفتوحة على الترشح ليختار مؤتمر الحزب من يريد. وربما يساعد على تجاوز هذه العقبة إعلان عدد من أبرز الأسماء المرشحة تأييدها لهاريس، وصعوبة العثور على مرشح كفء يبدأ حملته من الصفر، بالإضافة إلى أن الأقليات التى تشكل عصب الحزب الديمقراطى لن تقبل باستبعاد هاريس. المهمة صعبة الآن أمام قيادة الديمقراطيين هى إدارة الأمر لتحقيق التوافق، ربما بإطلاق المنافسة مع الدعم الكامل لهاريس التى بدأت بالفعل حملتها التى تقلق ترامب وإن تظاهر بغير ذلك!!