لم يتوقفوا يومًا عن ترديد أكذوبة أن الكيان الصهيونى اللقيط هو الابن البار للحضارة الغربية والممثل الوحيد لديمقراطيتها فى المنطقة حتى وهم ينحدرون بإرهابهم إلى حد الانحطاط، ويواصلون حرب الإبادة وقتل أطفال فلسطين، وحتى وهم يقتلون كل أسباب الحياة على أرض غزةالفلسطينية ويستهدفون المستشفيات والمدارس ويواصلون المذابح التى راح ضحيتها - حتى الآن - أربعون ألف شهيد وأضعافهم من المصابين رغم بعض الاختلافات الصغيرة على التفاصيل، ظلت أمريكا والحلفاء من دول الغرب تقف مع إسرائيل وهى ترتكب من الجرائم ما تتفوق فيه على كل ما سبقها من نظم فاشية ونازية. وظلت أكذوبة أنها الممثل للحضارة الغربية فى مواجهة الشر الفلسطينى والعربى والإسلامى تأخذ أمريكا والغرب إلى مستنقع سياسى وأخلاقى تقف فيه مع العنصرية فى أسوأ صورها، ومع الاحتلال الذى ينتهك كل القوانين الدولية، ومع الإرهاب الصهيونى الذى ما زال يجد الدعم الذى يمكنه من الإفلات من العقاب ومن قرارات الشرعية الدولية حتى الآن فى آخر حلقات السقوط لمن يبررون دعمه بأنه ممثل الحضارة الغربية فى المنطقة تنفجر فضيحة الانتهاكات الجنسية للأسرى الفلسطينيين فى سجون إسرائيل، والذين تتجاوز أعدادهم عشرة آلاف منذ أحداث أكتوبر فقط. الحديث عن تعذيب الأسرى والتنكيل بهم قديم. والضحايا فى الشهور الأخيرة تجاوزوا الخمسين شهيدًا. الفضيحة الأخيرة فى سجن بمعسكر سديه تيمان هو الأسوأ بين سجون العدو الصهيونى. والحديث عنها مستمر من فترة، لكن المأساة اكتملت حين اذاعت قناة تليفزيونية إسرائيلية رسمية فيديو يسجل الانتهاكات الجنسية ضد أحد الأسرى مع حوار صاخب يناقش شرعية هذه الانتهاكات ضد الأعداء!! وهو ما يطالب به الجناح اليمينى المؤيد لحكومة نتنياهو والذى كان بعض وزرائه وممثليه فى البرلمان قد اقتحموا القاعدة العسكرية سديه تيمان، لمنع التحقيق مع أى جندى شارك فى هذه الانتهاكات والمطالبة بدلًا من ذلك بتكريمهم!! لا مفاجأة فى السقوط الأخلاقى لكيان صهيونى قام على الإرهاب واغتصاب الأرض والحقوق، والعنصرية المجنونة.. لكن الصمت الغربى والتعتيم الإعلامى على الفضيحة هو اللافت.. المتحدثون الرسميون الأمريكيون عندما حوصروا بالتساؤلات أعربوا عن القلق الشديد ثم طلبوا من الجيش الإسرائيلى الأخلاقى جدًا!! أن يحقق فى الجريمة، وهم يعلمون أنه لا حصر لعدد الجرائم التى طلبوا من الجيش الأخلاقى أن يحقق فيها دون أن ينتظروا أى نتيجة!! لكنهم يطلبون التحقيق الوهمى حتى لا يكون البديل هو التحقيق الدولى المستقل الذى تعرف أمريكا - قبل إسرائيل- أنه سيثبت الجريمة ويفضح من ارتكبها ومن تواطأ لاخفائها!! السقوط الأخلاقى الإسرائيلى ليس مفاجأة. لكنه يصل لدرجة خطيرة حين يصل لحد اقتحام وزراء مسئولين فى حكومة نتنياهو للمعسكر الحربى لمنع محاكمة المتهمين بالجريمة الشنيعة، وحين يدير التليفزيون الرسمى النقاش حول مطلب إضفاء الشرعية القانونية على الانتهاكات الجنسية والتعذيب الممنهج للأسرى الفلسطينيين.. وقبل ذلك وبعده.. حين تظل دول الغرب تعتبر الكيان الإسرائيلى بكل عنصريته وجرائمه النازية مازال جزءًا من الحضارة الغربية وامتدادًا لها.. ليس أسوأ من أخطاء السياسة وجرائمها إلا سقوط أخلاقى من الذين مازالوا - برضاهم وإرادتهم- شركاء فى كل جرائم إسرائيلى.