استقرار أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 17-9-2024 في مصر.. عيار 21 يسجل 3475 جنيهًا    أسعار اللحوم البلدي والكندوز اليوم الثلاثاء 17-9-2024 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    وزير الإسكان يبحث مع أعضاء البرلمان مطالب المواطنين    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    باسل رحمي: تنفيذ خطة تدريبية متكاملة لتفعيل قانون تنمية المشروعات    السفير حسام زكي يبحث مع المبعوث الأمريكي تطورات الأوضاع في ليبيا    5 شهداء بينهم طفلة في قصف الاحتلال وسط وجنوب قطاع غزة    اليونيسف تؤكد: وجود 4.5 مليون طفل يمني خارج المدرسة قنبلة موقوتة    عاجل| صفقة الزمالك الجديدة خارج قمة الأهلي رغم القيد.. وجوميز يطلب فسخ عقده    نشرة مرور "الفجر ".. سيولة بميادين القاهرة والجيزة    «الأرصاد»: طقس شديد الحرارة على جنوب البلاد بسبب كتل هواء صحراوية والعظمى 42 درجة    اختل توازنه.. تفاصيل مصرع طالب سقط من قطار في العجوزة    موعد عرض الحلقة 4 من مسلسل برغم القانون بطولة إيمان العاصي.. هل تفقد طفلها؟    "شئون الأسرى": الاحتلال اعتقل 30 فلسطينيًا على الأقل بالضفة الغربية    علاج للضغط وخافض للشهية.. فوائد غذائية وصحية لتناول الفول    محسن صالح: صفقة بن رمضان لم تتم لهذا السبب.. وحزين على رحيل ديانج عن الأهلي    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الثلاثاء    الأردن يتسلم جثمان منفذ عملية أودت بحياة 3 إسرائيليين على جسر الملك حسين    كيف تعززت الروابط الاقتصادية بين مصر والسعودية في سنوات؟    أسعار الحديد اليوم الثلاثاء 17-9-2024 في أسواق محافظة المنيا    مواعيد مباريات الثلاثاء 17 سبتمبر - دوري أبطال أوروبا بشكله الجديد.. وتريزيجيه يواجه الهلال    ترتيب اليوم الثالث للدوري السعودي الإلكتروني للسيدات للعبة ببجي موبايل    "جولة منتصف الليل".. إحالة 4 أطباء في مستشفى بأسيوط للتحقيق    طريقة عمل لانشون الدجاج، بمكونات بسيطة وغير مكلفة    اليوم.. الجنايات تستكمل محاكمة متهمي "تنظيم الجبهة"    اختفاء مروحية على متنها 3 أشخاص في منطقة أمور الروسية    تامر حبيب يهنئ منى زكي باختيار فيلمها «رحلة 404» لتمثيل مصر في الأوسكار    أكرم حسني يحتفل بعيد ميلاد ابنته بطريقة كوميدية (صورة)    اليوم.. انطلاق أكبر ملتقى للتوظيف بمحافظة المنيا لتوفير 5000 فرصة عمل    تفاصيل انطلاق اختبارات «كابيتانو مصر» لاكتشاف المواهب الشابة بمحافظة قنا    حرائق مدمرة في بيرو.. مصرع 15 شخصا واندلاع النيران بجميع أنحاء البلاد    فيديو.. استشاري تغذية يحذر من الطبخ في «حلل الألومنيوم».. ويوضح طريقة استخدام «الإيرفراير» للوقاية من السرطان    ب أغاني سينجل ..محمد كيلاني يكشف عن خطته الغنائية المقبلة    ضبط مسجل خطر لسرقته الهواتف المحمولة بالمرج    ضبط سائق لسرقته مقر شركة بمنطقة شبرا    أهالي قنا يحتفلون بالمولد النبوي بمسجد سيدى عبد الرحيم القنائي    نوستالجيا.. 20 عاما على أول ألبوم منفرد ل تامر حسني "حب" لمناقشة مواقف حياتية ب حالات الحب    اتحاد غرف السياحة يوضح شركات العمرة المرخصة    مختار جمعة يرد على فتوى اسرقوهم يرحمكم الله: هدم للدين والوطن ودعوة للإفساد    حزب الله يستهدف تحركات لجنود إسرائيليين في محيط موقع العباد    هل يجوز الحلف على المصحف كذبا للصلح بين زوجين؟ أمين الفتوى يجيب    محافظ البحيرة تشهد فعاليات مبادرة «YLY»    أحمد فتوح.. من الإحالة للجنايات حتى إخلاء السبيل| تايم لاين    ثروت سويلم: سيتم الإعلان عن شكل الدوري الجديد وسيكون مفاجأة    تكريم 100 طالب والرواد الراحلين في حفظ القرآن الكريم بالأقصر    خاص.. غزل المحلة ينجح في ضم "بن شرقي" خلال الميركاتو الحالي    كرة نسائية - رغم إعلان الأهلي التعاقد معها.. سالي منصور تنضم ل الشعلة السعودي    استبعاد مدير مدرسة اعتدى على مسئول عهدة في بورسعيد    إصابة شخصين إثر تصادم دراجة نارية وسيارة فى بنى سويف    الشوفان بالحليب مزيجا صحيا في وجبة الإفطار    دار الإفتاء: قراءة القرآن مصحوبة بالآلات الموسيقية والتغني به محرم شرعًا    د. حامد بدر يكتب: في يوم مولده.. اشتقنا يا رسول الله    تعرف على إحصائيات التنسيق الفرعي لمرحلة الدبلومات الفنية بمكتب جامعة قناة السويس    وزير الثقافة يفتتح "صالون القاهرة" في دورته ال 60 بقصر الفنون.. صور    قطر: الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني مثال صارخ لتردي وغياب سيادة القانون    إبراهيم عيسى: 70 يوم من عمل الحكومة دون تغيير واضح في السياسات    نشأت الديهي: سرقة الكهرباء فساد في الأرض وجريمة مخلة بالشرف    السيرة النبوية في عيون السينما.. الأفلام الدينية ترصد رحلة النبي محمد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فضيحة سدية تيمان
نشر في الشروق الجديد يوم 06 - 08 - 2024

الفضيحة الإسرائيلية التى حدثت فى معتقل «سدية تيمان» فى صحراء النقب مؤخرًا، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك همجية ووحشية وعنصرية وإجرام الاحتلال الإسرائيلى وأنهم لا يتعاملون مع الفلسطينيين على أساس أنهم بشر لهم ما للبشر من حقوق أساسية، والدرس المستفاد الوحيد من هذه الجريمة الفضيحة أنه يحق لأى إسرائيلى قتل وتعذيب أى فلسطينى دون أن يتعرض لأى عقاب حتى لو كان شكليًا. مبدئيا فإن معتقل سدية تيمان أقامته إسرائيل فى صحراء النقب قرب قطاع غزة بعد عدوان 7 أكتوبر وتحتجز فيه مئات الفلسطينيين فى ظروف بالغة السوء. بداية الفضيحة تقارير صحفية فى العديد من وسائل الإعلام الغربية والأمريكية ومنها الواشنطن بوست الأمريكية عنوانه مسجونون فلسطينيون يروون انتهاكات مميتة يتعرضون لها فى السجون الإسرائيلية تشبه سجن جوانتانامو.
لكن الذى أثار شهية الإعلام هو حادثة محددة لمعتقل فلسطينى تم اغتصابه بوحشية وقتله داخل السجن على يد مجموعة من جنود المعتقل. فى التقارير الصحفية يروى العديد من الأسرى ما يتعرضون له من تعذيب ممنهج. فمثلا تحدثوا عن أسير توفى بتمزق فى الطحال وكسر فى الأضلاع بسبب التعذيب، وعلى شاكلته الكثير من الأسرى الذين توفوا بسبب الإهمال من إدارة السجن. أحد المصادر التى اعتمدت عليها الواشنطن بوست تقرير من منظمة «أطباء من أجل حقوق الإنسان الإسرائيلية»، الذين حضروا تشريح جثث ثلاث من المتوفين، من بين 13 أسيرا فلسطينيا توفوا داخل السجون الإسرائيلية فى حين أن التقارير الفلسطينية ترصد وفاة 50 أسيرا فلسطينيا منذ بداية العدوان. الذين تحدثوا للصحفيين الأمريكيين قالوا إنهم محرومون من الغذاء الكافى والرعاية الطبية، أما الإساءات النفسية والجسدية والضرب بالكلاب أمر روتينى.
جيسكا مونتيل المديرة التنفيذية لمنظمة هموكيد الإسرائيلية لحقوق الإنسان، قالت إن كل سجين التقيت به فقد 30 رطلا على الأكل من وزنه، وسبب ذلك هو مناخ الانتقام السائد فى إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضى. ما سبق هو مضمون تقرير الواشنطن بوست وبعد نشره قامت وحدة من الشرطة العسكرية الإسرائيلية بأمر من مكتب المدعى العسكرى. بحمله على السجن واعتقلت عشرة جنود داخل معتقل سدية تيمان للتحقيق معهم بتهم التنكيل بالأسرى الفلسطينيين خصوصا بعد حالة واضحة لأسير تم اغتصابه ونقله من السجن فى حالة خطيرة.
عندما وصل محققو الشرطة العسكرية للمعتقل اندلعت مواجهات بينهم وبين الجنود الذين رفضوا الاستجابة لأمر القبض عليهم، وظلت الاشتباكات مستمرة لساعات طويلة، وعلى حد وصف صحيفة هاآرتس الإسرائيلية فإن جنود المعتقل أطلقوا غاز الفلفل على عناصر الشرطة العسكرية قد يسأل سائل ويقول: وأين هى الفضيحة فى كل ما سبق؟ الإجابة ببساطة أن رد فعل العديد من مسئولى الحكومة كان شديد الرفض لما قامت به الشرطة العسكرية، رغم أنه صادر بأمر من مكتب المدعى العام العسكرى والمفترض أن التحقيق فى كل ما يتم داخل السجن من بين صلاحياته.
رئيس لجنة الخارجية والأمن فى الكنيست يولى ادلشتاين المنتمى لحزب الليكود قال إنه سوف يستدعى المدعية العامة العسكرية لجلسة عاجلة وأنه لن يسمح بمشاهد مثل ما شاهده داخل المعتقل. فالجنود داخل المعتقل ليسوا بمجرمين وهذه الملاحقة الحقيرة لجنودنا غير مقبولة. وزير الأمن القومى المتطرف إيتمار بن غفير قال إن مشهد دخول الشرطة العسكرية لاعتقال جنود المعتقل أمر مخزٍ، وأن الأولى أن يقوم وزير الدفاع ورئيس الأركان بدعم الجنود بدلا من اعتقالهم!! المنطق الطبيعى يقول إن وزير الأمن القومى يفترض أن يشرف بنفسه على ضرورة تطبيق القانون داخل السجون، وأن يحيى جنود الشرطة العسكرية الذين حاولوا التحقيق فيما يحدث داخل المعتقلات، حتى من زاوية التمثيل والإيهام للخارج أن هناك شكلا قانونيا، لكن أن يهاجم وزير الأمن وبقية المسئولين داخل الحكومة جهة حكومية حاولت تطبيق القانون داخل المعتقل، فالمعنى الرئيسى الذى يصل للجميع هو أن المسئولين الإسرائيليين يعطون الإشارة الخضراء لمسئولى السجون بأن تعذيبهم وقتلهم للأسرى الفلسطينية داخل السجون لا يكون عقابه التحقيق والسجن بل التكريم. شكرا لإيتمار بن غفير وبقية مسئولى الحكومة الإسرائيلية الذين أكدوا لنا وللعالم أجمع أنهم عصابة من القتلة العنصريين، بعض الكتابات الصحفية الإسرائيلية اعتبرت ما حدث فى هذا المعتقل كارثة كبرى قد تقود إلى تفكك إسرائيل من الداخل بعد أن سيطر جنون التطرف على كل مناحى الحياة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.