رغم أن الترقب هو سيد الموقف، إلا أن التطور اللافت أخيراً هو الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن القومى الأمريكى الذى دعا له الرئيس بايدن وحضره أركان القيادة الأمريكية من السياسيين والعسكريين. الاجتماع الذى خصص لمتابعة الموقف فى الشرق الأوسط والأزمة التى أثارها اغتيال إسرائيل لقائد حماس السياسى اسماعيل هنية فى طهران، والقائد العسكرى فى حزب الله فؤاد شكر فى بيروت. انعقد فى غرفة العمليات فى البيت الأبيض بعدما قد يكون إنذاراً لأمريكا حيث تم استهداف قاعدة «عين الأسد» العسكرية بالعراق حيث توجد قوات أمريكية بهجوم صاروخى أدى − وفقاً للبيانات الأمريكية − إلى إصابة عدد من العسكريين الأمريكيين! قد يكون ذلك فى إطار الهجمات المتبادلة العادية بين القوات الأمريكية والحشد الشعبى فى العراق، لكن الظروف الآن تفرض حسابات أخرى مع وجود الحشد العسكرى الأمريكى الكبير للدفاع عن إسرائيل ضد هجمة (أو هجمات) متوقعة من إيران وقوى المقاومة، ومع حالة الاستنفار فى كل القواعد الأمريكية فى المنطقة، وأيضاً.. مع المخاوف المستمرة من أن تواصل إسرائيل الخروج على النص فى محاولتها لتوريط أمريكا فى حرب شاملة لاتريدها واشنطن ولا طهران!! الجهود المبذولة من أجل وقف التصعيد تصطدم (بالنسبة لأمريكا) بالالتزام بالدفاع عن إسرائيل وهى تعربد فى المنطقة وتسعى لنشر الدمار فى كل مكان وتهدد بحرب قد تكون عالمية إذا لم يتوقف التصعيد اليوم قبل الغد. كان فى إمكان الولاياتالمتحدة أن تربط حشد أساطيلها ومقاتلاتها للدفاع عن إسرائيل هذه المرة بموافقة نتنياهو على اتفاق وقف الحرب فى غزة. ولم يكن ذلك يمثل أى تشدد من جانب واشنطن. فالاتفاق − أساساً − هو اقتراح إسرائيل ومطلب لأغلبية الاسرائيليين ولكافة الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية − والتهرب منه يعنى أن التصعيد حتمى. يقال إن بايدن أمهل نتنياهو − فى المكالمة الغاضبة − أسبوعين لكى ينجز الاتفاق. لن يحدث ذلك مادامت أساطيل أمريكا تحمى عربدة إسرائيل وجنون نتنياهو الذى قد يغضب واشنطن أحياناً، لكنه لا يمنعها من أن تكون الداعم والشريك فى كل ما تفعله إسرائيل مع إدراكها الكامل أنها الخاسر الأكبر فى كل ما يجرى!!