التصعيد مستمر، والمنطقة كلها مهددة بالحرب الشاملة التى تسعى إليها إسرائيل بكل الوسائل. الرد الإيرانى على جريمة اغتيال قائد حماس «إسماعيل هنية» فى قلب طهران لن يتأخر، وكذلك رد حزب الله وفصائل المقاومة على اغتيال القائد العسكرى «فؤاد شكر» فى معقل حزب الله بالضاحية الجنوبية من بيروت، وبالتأكيد سيكون الرد رادعًا رغم الحشود الأمريكية العسكرية التى وضعت على أهبة الاستنفار للدفاع عن إسرائيل!! الحسابات الدقيقة تقول إن الطرفين الأساسيين (أمريكاوإيران) مازالا حريصين على تجنب الصدام المباشر بينهما رغم محاولات إسرائيل بهذا الصدد، واشنطن كانت حريصة على إنكار أى صلة لها باغتيال اسماعيل هنية، وكانت حريصة أيضًا ، مع حشد قواتها للدفاع عن إسرائيل ، على تسريب روايتها عن المكالمة الغاضبة بين بايدن ونتنياهو التى أكد فيها الرئيس الأمريكى اعتراضه على الاغتيالات الإسرائيلية، والإشارة إلى أن تكرار إسرائيل لهذه السياسة يعنى أن تعتمد على نفسها فى مواجهة ما يترتب عليها من آثار وخيمة!! لاشك أن هذا التحذير (إن صح صدوره من بايدن) صعب تنفيذه فى سياسة أمريكية منحازة قلبًا وقالبًا لإسرائيل، لكنه قد يكون دعوة لتهدئة رد الفعل من إيران والمقاومة لتخفيف التصعيد الحالى، كما أنه قد يكون رسالة للداخل الإسرائيلى (خاصة للمؤسسات العسكرية) بأن محاولة نتنياهو استغلال هذه الشهور الحرجة قبل الانتخابات الأمريكية لنسف كل فرص التهدئة ولإحراج الإدارة الديمقراطية ستكون نتيجته سلبية على إسرائيل وعلى علاقتها بالحليف الأهم والأقوى!! الغريب فى الأمر أن يكون الرئيس الأمريكى ، بعد كل ما مرت به علاقته مع مجرم الحرب نتنياهو ، قد تصور فى لقائهما الأخير بالبيت الأبيض أن نتنياهو سيمضى فى اتفاق التهدئة فى غزة، أو أن يتصور الآن أنه سيوقف التصعيد أو سينجز صفقة الهدنة خلال أسبوعين كما طلب منه فى المكالمة الغاضبة بعد أن بدأ موسم الاغتيالات!! المهم الآن تجنب الكارثة، أما نتنياهو فليس أمامه إلا طريق واحد وسقوط محتوم لن يتوقف عن محاولة تفاديه ولو احترق العالم من حوله(!!) وأما بايدن.. فكم كان الأمر سيكون مختلفًا لو غضب حين بدأ نتنياهو حرب الإبادة ضد شعب فلسطين!!