■ كتب: محمد طلعت «تحت بيتك فيه خير كتير مقبرة فرعونية كاملة محدش فتحها قبل كده بس بيحرسها حارس من الجن قوى عايز دم شخص بريء ميعرفش الكذب ولا الغش ولا الخداع وبعدها الكنوز هتبقى ملكك»، الجملة دي بتكون دائما البداية وأول خيط في الجريمة لقصة التنقيب عن الاثار واللي بيقولها لصاحب الأرض أو البيت شكله ومظهره يدل على انه شيخ وكمان يعرف نفسه على أنه الشيخ فلان الفلاني اللي سره واصل لحد الجن الحارس للمقبرة. اللحظة اللي بعديها تكون فارقة لو انخدع صاحب المكان وتملكه الجشع والطمع والرغبة في الثراء السريع تجده يسير معمى البصر والبصيرة وراء ذلك الشخص ويبقى تابعًا له، وقتها مبيفكرش إلا في الكنوز الوهمية والفلوس اللي هتخليه غني وصاحب ملايين في الوقت ده ممكن يعمل اي حاجة حتى ولو كانت الحاجة دي هى دم طفل برئ، وكثير من الحوادث التي رأيناها خلال الفترة الأخيرة لأطفال تم قتلهم بصورة بشعة من قبل أقارب أو معارف من أجل حلم الثراء السريع واستخدام هؤلاء الأطفال كقرابين وهمية أساسها ذلك الشخص الملتحي والذي يصف نفسه بالشيخ «فلان» ليكون السؤال من هو ذلك الدجال الذي يبيع الوهم والسراب لراغبي الثراء السريع من الطامعين هذا ما سنحاول الإجابة عليه في السطور التالية. من عشرات السنين مع ظهور هوس التنقيب عن الآثار وتحديدا في الصعيد ظهر بعض الدجالين الذين يدعون كذبا قدرتهم على التعامل مع الجن باستخدام السحر وهؤلاء عُرِفوا بأنهم مشايخ روحانيين لديهم القدرة على استخراج الكنوز من باطن الأرض ودائما وأبدا كل شخص من هؤلاء يستغل اللاهثين والمغيبين من أجل النصب وتحقيق متطلباته والتي تكون دائما بلون الدم مستغلين خرافات القرابين التي ظهرت قبل مئات السنين والتي قالت؛ إن بعض الملوك في عصر الفاطميين كانوا يجلبون أشخاصًا من المغرب العربي عرفوا بالمشايخ المغاربة من أجل البحث عن الكنوز الدفينة في باطن الأرض وهؤلاء كانوا يستخدمون السحر من أجل ذلك. تلك الخرافات استمرت في التداول جيل بعد جيل في الصعيد على وجه الخصوص لذلك ستجد أن أغلب الجرائم التي حدثت بذلك الشكل. في محافظة أسيوط على سبيل المثال لا الحصر شاهدنا أكثر من جريمة حدثت هذا العام سقط خلالها ضحايا أبرياء وكان آخرها الجريمة المروعة التي حدثت في قرية الهمامية بمركز البداري في اسيوط والتي قُتِل فيها طفل وتم التمثيل بجثته وتقطيعه من قبل أهله للبحث عن الوهم بعد أن اقنعهم مشعوذ بأن أرضهم تحوي مقبرة فرعونية ولكن الجن المسيطر عليها يطلب منهم قربانا بشريا بريئا من عائلتهم حتى يفتحوا المقبرة ويحصلون على خيراتها ولأن الوهم اعماهم فاختاروا ابن عمهم الطفل الصغير صاحب ال7 سنوات فقتلوه بتلك الصورة البشعة تحت أنظار ذلك المشعوذ. تلك الجريمة وغيرها يكون المشعوذ أو الشيخ كما يطلق عليه هو المحرض الأساسي رغم أن كل ما قيل عن الجن الذي يحمي المقبرة والزئبق الاحمر الموجود في المومياوات ويعيد الشباب وغيرها ما هى إلا خرافات وأكاذيب تم الترويج لها ونشرها بفعل جهل البعض كما أكد ذلك كل علماء المصريات الذين تحدثوا كثيرًا عن أن ما يتم ترويجه هو اكاذيب وليس هناك أي إثبات لوجود علاقة بين الجن وبين مقابر الفراعنة وذلك تم نشره بفعل الثقافة الشعبية المنتشرة لذلك يسقط عدد من الطامعين في براثن هؤلاء المشعوذين. ◄ اقرأ أيضًا | هل دفع طفل أسيوط ثمن الخرافات وأوهام البحث عن كنوز المقابر؟.. تفاصيل صادمه ◄ الخداع بالسحر إذا ذهبت لإحدى القرى أي قرية وسألت عن الشيخ الذي يتحدث مع الجن ويستخدم السحر في استكشاف الكنوز من باطن الأرض ستجد أن الجميع يعرفونه ولكن لن يدلك عليه أحد لأن ذلك الشخص يوهم الجميع بقدرته على أذية من يحاول أن يقف في طريقه من خلال السحر ويؤكد على قدرته على «ربط» من يقف في طريقه وجعله غير قادر على الزواج وبالتالي يتحاشاه أغلب الناس بالإضافة إلى أنه من الصعب إثبات أي تهمة عليه إذا ما تم إبلاغ السلطات المسؤولة. المفاجأة أن بعضًا من هؤلاء الدجالين سلفيين أصحاب اللحى الطويلة، يستغلون مظهرهم في إيهام الناس بأساليب بعيدة كل البعد عن الدين، تحدثنا مع بعض الأشخاص -رفضوا ذكر اسمهم- الذين كانوا شهودا على بعض تلك الأعمال قالوا لنا؛إن أحد الأشخاص والذي كان خريج إحدى الكليات استعان به بعض الأشخاص الذين يبحثون عن الآثار من أجل أن يسخر الجن الذي يحمي المكان فقرأ ذلك الشخص آيات من القرآن إمعانا في تصديقه ثم قام بعد ذلك برش بعض الاشياء على المكان وأخبرهم أنه فك وسخر الجن الموجود في المكان وأصبح المكان آمنًا وبعدها حصل على مبلغ كبير، لكن بعد ذلك اكتشف هؤلاء أن المكان ليس به شيئا وأنه قد تم النصب عليهم من قبل ذلك الشخص الذي كان يدعي التدين. تلك القصص وغيرها منتشرة بصورة كبيرة وتحصل في قرانا بصورة كبيرة لأنه طالما هناك طماعون فهناك دجالون يستغلونهم وسيستمرون في ذلك لهذا لابد أن يكون هناك عقوبات رادعة لوقف مثل هؤلاء. ◄ قانوني: بعد تزايد جرائم التنقيب عن الآثار.. 7 سنوات سجنًا لا تكفي يعلق المحامي بالاستئناف بسنتي عادل قائلا؛ إن قانون حماية الآثار وضع عقوبة لجريمة سرقة الآثار وهى السجن مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تزيد على7 سنوات وبغرامة لا تقل عن 3000 جنيه ولا تزيد على 50 ألف جنيه كل من سرق أثرًا أو جزءًا من أثر مملوك للدولة أو أجرى أعمال الحفر الأثري دون ترخيص أو اشترك في ذلك، وبالتالي من يحفر للتنقيب عن الآثار ومن يساعده تكون هذه هى عقوبتهم، ويضيف المحامي بالاستئناف العالي بسنتي عادل؛ إننا نحتاج الى تغليظ تلك العقوبة بصورة أكبر من ذلك حتى تكون رادعا لكل من تسول له نفسه المساس بتاريخنا وحضارتنا خاصة هؤلاء الدجالين الذين يضحكون على أصحاب النفوس المريضة الذين يصدقونهم وفي سبيل ذلك لا يتورعون في ارتكاب أي جريمة من أجل الثراء، أما الجرائم التي يتم فيها سفك الدماء من أجل الوهم فتصل عقوبتها للإعدام شنقاً.