نقابة الصحفيين تناقش التمييز ضد الصحفيات الأربعاء    محافظ دمياط يشهد احتفال الأوقاف بالمولد النبوي الشريف بمسجد الدعوة    انخفاض الرومي وارتفاع الفلمنك، أسعار الجبن بأنوعها مع قرب العام الدراسي الجديد    نشأت الديهي: اعتراف الاحتلال بعدم وجود أنفاق نشطة يثبت صحة الرواية المصرية    نحو 300 سجين يفرون من سجن نيجيري إثر فيضانات عارمة    أخبار الأهلي : تعليق طريف وكوميدي من جورماهيا الكيني بعد الخسارة أمام الأهلي    حملة مكبرة للتفتيش على المخابز وضبط الأسعار بسوهاج    تعرف على أحدث أعمال زينة.. تعرف عليهم    اتبعي هذه النصائح مع طفلك قبل بدء العام الدراسي الجديد    "الأفضل مع كولر".. خالد الغندور يتغزل في نجم الأهلي بعد تألقه أمام جورماهيا    وعد البحري تطرح كليب صاحب السعادة على يوتيوب    عالم أزهري يرد على دعوى استحلال سرقة الكهرباء: «فتوى الجائع»    عمرو الفقي: الشركة المتحدة تنتج 60% من المسلسلات المصرية و45% من المحتوى السينمائى    داليا نعناع: الحوار الوطني وسيلة فعالة لتعزيز الوحدة الوطنية    نهى النحاس: مصر لأول مرة تتحدث عن تجربتها في صناعة الإعلام أمام مؤتمر IBC    حقوق الإنسان بالبرلمان: نرفض الحجر على السلطة التشريعية في إصدار قانون الإجراءات المدنية    "الإسكان" تكشف تفاصيل فتح باب التصالح ل40% من طلبات تحويل البدروم ل"سكني"    22 سبتمبر.. نظر استئناف الطفل المتهم بدهس آخر في المقطم    الفضائيات العربية يكرم إسماعيل فاروق كأفضل مخرج عن مسلسل "حق عرب" في 2024    تحقيق أولي لجيش الاحتلال: ننفي أن يكون صاروخ الحوثيين فرط صوتي    ساكا يثير الذعر في أرسنال قبل مواجهة مانشستر سيتي    وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعلن تدشين شركة "نكست إيرا" للشراكة مع القطاع الخاص    إمام جامع عمرو بن العاص يرد على منكرى الاحتفال بالمولد النبوي.. فيديو    محمد محمود ينضم إلى فريق عمل فيلم «المستريحة»    هل النساء أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي عن الرجال؟.. استاذ مناعة تُجيب    مدير بايرن: تجديد عقد موسيالا صعب ولكن    هشام مطر فى القائمة الطويلة لجائزة الكتاب الوطنية الأمريكية لعام 2024    أدعية للام في يوم ذكرى المولد النبوي الشريف 2024    خبير: التلويح باستخدام القوة ضد لبنان لن يساهم في حل المشكلة الأمنية بإسرائيل    المولد النبوي الشريف كفرصة لتعزيز الأخلاق والقيم في المجتمع    "سيلتا فيجو" يعود لطريق الانتصارات من بوابة بلد الوليد    ضبط 124 مخالفة تموينية في مركزي مطاي وملوي بالمنيا    إزالة تعديات ومخالفات بناء في حملات بالساحل الشمالي الغربي ومدينة سفنكس الجديدة    شباب البحيرة تواصل معسكرات برنامج الرياضة من أجل التنمية (صور)    قبول استقالة الحكومة الأردنية وتكليفها بتصريف الأعمال لحين تشكيل أخرى    قطع مياه الشرب عن مدينة شبين الكوم وضواحيها غدًا الاثنين.. المناطق والمواعيد    نتيجة تنسيق الثانوية الأزهرية 2024 (الموعد والرابط الرسمي للاستعلام)    وزير الدفاع يتفقد قاعدة محمد نجيب العسكرية بحضور رئيس الأركان    الشركة المتحدة تهنئ جموع المسلمين بمناسبة المولد النبوى الشريف..فيديو    موسم الجدل المتكرر.. هل الاحتفال بمولد النبي بدعة وما هو مباح في الاحتفال؟    النصب عبر تطبيق إلكتروني.. حبس "مستريح" جديد في التجمع الخامس    آخر فرصة للمصطافين لصرف الخبز المدعم في 5 محافظات    الصحة: تنفيذ برنامج متكامل لمكافحة المقاومة لمضادات الميكروبات ب 60 مستشفى    منظومة الشكاوى الحكومية تتعامل مع استغاثة أم لحجز ابنها بمعهد الأورام    الصحة: فريق الحوكمة يوجه بإعادة توزيع 69 ماكينة غسيل كلوي وحضانة بمستشفيات السويس    حقارة الاحتلال تتواصل.. إسرائيل تجند طالبى لجوء أفارقة بوعود الإقامة    بسبب المولد النبوي.. قرار قضائي جديد بشأن محاكمة متهمي "أحداث المنصة"    أمطار ورياح.. الأرصاد: تحسن نسبي في الأحوال الجوية اليوم    بالدفوف والرايات.. مسيرة حاشدة تجوب شوارع قنا احتفالًا بالمولد النبوي (صور)    تحرير 146 مخالفة لمحال غير ملتزمة بمواعيد الغلق    أسعار اللحوم اليوم الأحد 15-9-2024 في أسواق محافظة البحيرة    سيارات الأحوال المدنية المتحركة تستخرج 6 آلاف بطاقة رقم قومي    الدفاع الروسية: القضاء على 13100 عسكري وتدمير 110 دبابات أوكرانية في كورسك    الحكومة الأردنية تقدم استقالتها    النسوية الإسلامية (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ): السيدة خديجة.. أول المؤمنات 103    إسرائيل تعلن انفجار مسيرة فى بلدة المطلة الحدودية    "ربما يكون من أبلغه بموافقتي كذب عليه".. الحضري وبركات يرويان تفاصيل خلافهما بسبب سوريا    تامر عبدالحميد: الزمالك لم يقدم المستوى المطلوب والسعيد قدم مباراة كبيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حامد عز الدين يكتب: «فبأي حديث بعده يؤمنون»
آخر صفحة

تأكيدا للقاعدة الذهبية أنه لا ترادف فى القرآن الكريم، فمخطئ - يقينا - من يظن أن هناك تشابها بين دلالة وصف القرآن الكريم بالكتاب . وفى سورة البقرة «الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2)»، فإن الكتاب ومعناه الصحف المجموعة فعله كتب ومدلولاته متعددة، منها المخطوط والرسالة والحكم والأجل. والكتاب أيضا هو القدر بمعنى ما كتب الله لنا أو علينا وشرع. والمؤكد أن هذا المعنى الأخير هو المقصود بالكتاب، ذلك أن التوراة كتاب والإنجيل كتاب وصحف إبراهيم كتاب، وعليه يصبح مدلول الكتاب هو مضمون الرسالة. أما لفظ القرآن وهو الاسم الذى يطلق على كلام الله عز وجل المنزَّل على خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، خاصة، ولا يسمى بذلك غيره، فمصدره قرأ يقرأ قراءة وقرآنا. وعندما يكون المقروء هو «كلام الله المُنزّل على نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، المعجز بلفظه، المتعبّد بتلاوته، المُفتتح بسورة الفاتحة، والمُنتهى بسورة الناس، المكتوب فى المصاحف، والمنقول إلينا بالتواتر»، فذلك يتطلب التركيز والتمهل. وعليه فإن المولى سبحانه لا يدعونا أبدا إلى تدبر الكتاب، بل تدبر القرآن كما فى الآية 82 من سورة النساء: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا). أو الآية 24 من سورة محمد: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا). واعتبر المصطفى صلوات الله وسلامه عليه عدم تدبر قومه للقرآن هجرا له. كما فى الآية 30 من سورة الفرقان (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِى اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا). وهو القرآن الذى يتساءل المولى سبحانه وتعالى فيقول فى الآية 50 من سورة المرسلات: «فَبِأَى حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ».
ولأن دعوة محمد الخاتمة كانت هى الإسلام لله سبحانه وتعالى، فإن القرآن الكريم لم ينسخ التوراة ولا الإنجيل وإنما أثبتهما بوصفه الرسالة الخاتمة. وهى ذاتها المعانى التى وردت فى الآية 13 من سورة الشورى: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِى إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِى إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ).
وكما وردت كلمة (الكتاب) فى الكتاب العزيز مرادا بها القرآن، ومن ذلك قوله تعالى فى الآية 17 من سورة الشورى: (اللَّهُ الَّذِى أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ)، فقد وردت كلمة الكتاب فى القرآن مرادا بها التوراة، ومن ذلك قوله تعالى فى الآية 53 من سورة البقرة: (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ). وفى الآيتين 3 و4 من سورة آل عمران «نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (4)».
وجاء فى الذكر الحكيم أن الكتاب الذى أُنزل على محمد - عليه السلام - مصدّق لما بين يديه من (الكتاب) ومهيمنٌ عليه، وذلك فى قوله: «وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ» (المائدة:48). وما قبْل القرآن من الكتاب هو كتب أهل الكتاب، من كتب قديمة يؤمن بها اليهود، وكتب جديدة يؤمن بها المسيحيون مع إيمانهم بالكتب القديمة. ووصفَ الله القرآنَ بأنه تصديق (للكتاب) وتفصيل له، فالقرآن ليس كتابا يلغى كتبا سبقته، كما يفهم البعض، وليس كتابا منعزلا عن الكتب التى سبقته، وإنما هو كتاب من الله يصدِّق الكتبَ السابقة، أى يعلنُ صدقها على الإجمال، وهو تفصيل لأهم القضايا التى تضمنتها.
ولذلك أمر الله المؤمنين بمحمد - عليه السلام - أن يؤمنوا بتلك الكتب السابقة، فقال: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِى نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِى أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا» (النساء:136).
ووردت كلمة (الكتاب) بمعنى مجموع ما كتبه الله على عباده من الواجبات والمحرمات، ومن ذلك قوله تعالى: «هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَالٍ مُّبِينٍ» (الجمعة:2)، فالنبى يتلو الآيات، وهى نصوص القرآن، ويزكى المؤمنين أى يساعدهم على أن يكون سلوكهم حسنا خيِّرا صالحا، ويعلمهم الكتاب أى مجموع ما كتبه الله عليهم من واجبات ومحرمات، ويعلمهم الحكمة التى بها يضعون كل شيء فى موضعه.
ولهذا تكون الرسالة التى حملها النبى محمد صلى الله عليه وسلم هى رحمة للعالمين، وليس للمؤمنين بمحمد وقومه فحسب. وفى الآية 107 من سورة الأنبياء: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ». الرحمة هنا ليست فى شخص محمد عليه الصلاة والسلام وإنما فى رسالته كرسول الله إلى الجن والإنس.. إلى الجميع، كما قال تعالى: «قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا «الأعراف:158»، وقال سبحانه: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا» «سبأ:28»، فهو رسول الله إلى الجميع، فمن دخل فى رسالته صارت الرحمة كاملة فى حقه ودخل الجنة ونجا من النار، ومن لم يدخل قامت عليه الحجة وانتفت المعذرة وصار بذلك قد رحم من جهة بلاغه ومن جهة إنذاره .
وفى الأسبوع المقبل، إن كان فى العمر بقية، نستكمل الرحلة فى تدبر آيات الله سبحانه وتعالى فى قرآنه الكريم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.