في زمن التكنولوجيا الحديثة الذى نعيش فى بداياته المدهشة الآن، أضحى الذكاء الاصطناعي جزءًا لا ينفصل عن كتابة المحتوى الصحفي أو الإبداعي. ورغم الفوائد العديدة التى يقدمها هذا "الساحر الجديد"، فإن الاعتماد عليه بشكل مُفرِط يمكن أن يهدّد الإبداع الحقيقى وينسف جوهر الموهبة البشرية. أحد المخاطر الأساسية هنا هو تآكل الأبعاد الإنسانية فى الكتابة، إذ إن الكتابة ليست مجرد تركيب أو رص كلمات، بل هى فى الحقيقة تعبير عن المشاعر والأفكار العميقة، بالتالى عندما نعتمد على تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى كتابة نصٍ إبداعى أو صياغة تحقيق صحفي، فإننا قد نفقد اللمسة الإنسانية التى تجعل المحتوى يتفاعل مع القارئ. شخصيًا، أرى أن الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى التجربة الشخصية، وهذا ما يجعله غير قادر على التقاط تشابكات الإحساس وتعقيدات العاطفة التى يعبّر عنها الكاتب المبدع. إضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدى الاعتماد على هذه التقنية الحديثة إلى تراجع مهارات الكتابة لدى من يُفترض فيهم أن يكونوا مبدعين. إن كتابة المقالات والقصص والروايات، على حد سواء، تتطلب ممارسة وتطوير مهارات التفكير الإبداعى والنقدي. وإذا بات الكتّاب يعتمدون على أدوات الذكاء الاصطناعى لصياغة نصوصهم، فقد يتراجع لديهم الدافع لتطوير مهاراتهم، وستنتهى بنا الحال إلى جيل من الكتّاب فقير إبداعيًا. ليس هذا فحسب، فهناك خطر من تكرار المحتوى وتقليده، إذ يمكن أن ينتج الذكاء الاصطناعى نصوصًا متشابهة أو مستنسخة من محتوى موجود بالفعل! وخلاصة القول إنه يجب استعمال الذكاء الاصطناعى بحذرٍ كأداة مساعدة وليست بديلًا عن الإبداع البشري، فالكتابة ليست مجرد وظيفة، بل فنٌ يحتاج لموهبة وشغف لا يمكن أن تحاكيه الآلات والروبوتات الذكية.. مهما بلغت عبقريتها.