‮«‬نتنياهو‮»... ‬والهدنة (‬‮2‬/‬‮2‬)‬

بدون تردد

فى ‬كل ‬مرة ‬تلوح ‬فى ‬الأفق ‬بوادر ‬قرب ‬انفراج ‬فى ‬المفاوضات ‬الماراثونية ‬الجارية ‬فى ‬كل ‬من ‬القاهرة ‬والدوحة، ‬ويتصور ‬البعض ‬أننا ‬على ‬وشك ‬أن ‬نشهد ‬اتفاقاً ‬أو ‬توافقاً ‬إسرائيلياً ‬حمساوياً، ‬على ‬بنود ‬المبادرة ‬الأمريكية ‬المطروحة ‬لوقف ‬إطلاق ‬النار ‬فى ‬غزة، ‬والبدء ‬فى ‬تنفيذ ‬الهدنة ‬ووقف ‬الحرب،...‬، ‬إذ ‬ب ‬‮«‬نتنياهو‮»‬ ‬يعلن ‬فجأة ‬عدم ‬القبول ‬بما ‬هو ‬مطروح.‬
هذا ‬هو ‬حال ‬المفاوضات ‬طوال ‬الأسابيع ‬الماضية ‬وحتى ‬الآن، ‬فى ‬ظل ‬التعنت ‬الإسرائيلى ‬وإصرار ‬رئيس ‬الوزراء ‬‮«‬نتنياهو‮»‬ ‬على ‬إقامة ‬العراقيل ‬أمام ‬الجهود ‬المبذولة ‬للتوصل ‬إلى ‬اتفاق ‬وتنفيذ ‬الهدنة ‬المقترحة.‬
ورغم ‬إعلان ‬حماس ‬موافقتها ‬على ‬الاتفاق ‬الاطارى ‬المطروح ‬من ‬الجانب ‬الأمريكى،...‬، ‬فإن ‬‮«‬نتنياهو‮»‬ ‬عاد ‬ليؤكد ‬تمسكه ‬بالإصرار ‬على ‬أن ‬الاتفاق ‬والقبول ‬ببدء ‬المرحلة ‬الأولى ‬من ‬الهدنة ‬يجب ‬الا ‬يمنع ‬إسرائيل ‬من ‬استئناف ‬القتال، ‬واستمرار ‬العدوان ‬على ‬غزة ‬حتى ‬تحقق ‬أهدافها ‬المعلنة ‬من ‬الحرب.‬
وفى ‬هذا ‬الإطار ‬راح ‬يؤكد ‬أنه ‬لن ‬يوافق ‬على ‬وقف ‬القتال ‬دون ‬تحقيق ‬شروطه ‬فى ‬القضاء ‬التام ‬على ‬حماس، ‬كما ‬أنه ‬لن ‬يقبل ‬بانسحاب ‬الجيش ‬الإسرائيلى ‬من ‬غزة، ‬ويرفض ‬أيضاً ‬عودة ‬الفلسطينيين ‬إلى ‬شمال ‬غزة ‬مرة ‬أخرى، ‬وأيضاً ‬لن ‬ينسحب ‬من ‬‮«‬ممر ‬فيلادليفيا‮»‬ ‬ولن ‬يسمح ‬بعودة ‬معبر ‬رفح ‬للعمل ‬تحت ‬رعاية ‬فلسطينية.‬
ومعنى ‬ذلك ‬بوضوح ‬أن ‬نتنياهو ‬يرفض ‬تنفيذ ‬البنود ‬الواردة ‬فى ‬المبادرة ‬الأمريكية، ‬المطروحة ‬من ‬جانب ‬الرئيس ‬الأمريكى ‬‮«‬بايدن‮»‬.‬
وفى ‬ظل ‬ذلك ‬بات ‬واضحاً ‬أن ‬ما ‬يجرى ‬الآن ‬فى ‬المفاوضات ‬هو ‬محاولات ‬متكررة ‬من ‬جانب ‬رئيس ‬الوزراء ‬الإسرائيلى ‬لشراء ‬الوقت، ‬بل ‬اضاعة ‬الوقت ‬فى ‬حقيقة ‬الأمر، ‬وبذل ‬كل ‬ما ‬يستطيع ‬لعرقلة ‬الجهود ‬الساعية ‬للتوصل ‬إلى ‬اتفاق ‬لوقف ‬إطلاق ‬النار، ‬وتوقف ‬الحرب ‬الآن، ‬وانه ‬قد ‬عقد ‬العزم ‬على ‬الاستمرار ‬فى ‬المراوغة ‬والمماطلة ‬على ‬قدر ‬ما ‬يستطيع.‬
وهذا ‬ما ‬دفع ‬الكثير ‬من ‬الخبراء ‬والمتخصصين ‬المتابعين ‬للشأن ‬الإسرائيلى ‬للقول ‬بأن ‬‮«‬نتنياهو‮»‬ ‬يسعى ‬لإطالة ‬أمد ‬الحرب ‬واستمرار ‬العدوان ‬الإسرائيلى ‬على ‬غزة، ‬حتى ‬نوفمبر ‬القادم ‬على ‬أمل ‬أن ‬تطيح ‬الانتخابات ‬الأمريكية ‬ب ‬‮«‬بايدن‮»‬ ‬وتأتى ‬ب ‬‮«‬ترامب‮»‬ ‬رئيساً ‬للولايات ‬المتحدة، ‬بما ‬يعنيه ‬ذلك ‬من ‬متغيرات ‬كثيرة ‬يراها ‬لصالحه ‬ومحققة ‬لأهدافه.‬