مازالت المفاوضات الماراثونية الجارية فى كل من القاهرة والدوحة تتجاذبها عواصف الأمل فى النجاح وأعاصير اليأس والفشل، فى التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار فى غزة، إيذانا للدخول فى الهدنة المقترحة بناء على المبادرة الأمريكية التى طرحها الرئيس الأمريكى «بايدن». ولا تزال المبادرة المطروحة مستعصية على القبول والبدء فى التطبيق على أرض الواقع، طوال الأسابيع الماضية وحتى الآن، حيث شهدت بنودها الكثير من الأخذ والرد والشد والجذب والقبول والرفض، بين الطرفين الإسرائيلى والحمساوى، فى وجود ومتابعة الأطراف الثلاثة الأمريكية والمصرية والقطرية، الساعين لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى توافق الطرفين الإسرائيلى والحمساوى. ووسط هذه الأجواء الغائمة والملبدة بسحب الشك وعدم الثقة بين الطرفين، مازالت المفاوضات تتقلب بين الساخن والبارد، فى ظل المواقف الإسرائيلية المتعنتة والمتناقضة التى يتخذها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الذى مازال مُصرا على إقامة العراقيل، التى تحول دون التوصل إلى توافق بين الطرفين، لوقف إطلاق النار والبدء فى تطبيق الهدنة. ففى كل مرة تلوح فى الأفق بوادر التوافق والتوصل إلى اتفاق، إذ ب «نتنياهو» يعلن عدم القبول بما هو مطروح،...، ورغم موافقة حماس على الاتفاق الإطارى المطروح من الجانب الأمريكي، إلا أن «نتنياهو» عاد ليؤكد تمسكه بالإصرار على أن الاتفاق يجب ألا يمنع إسرائيل من استئناف القتال حتى تحقق أهدافها من الحرب. ثم يؤكد أنه لن يوافق على وقف القتال دون القضاء التام على حماس، وأنه لن يقبل بانسحاب الجيش الإسرائيلى من غزة، وهو ما يعنى عدم القبول بالبنود الواردة فى المبادرة الأمريكية، رغم أنها مطروحة من جانب الرئيس الأمريكى بايدن. وقد دفع هذا الموقف لرئيس الوزراء الإسرائيلى، الكثير من المتخصصين والخبراء المتابعين والمهتمين بالشأن الإسرائيلى والفلسطينى والحرب فى غزة، إلى القول بأن نتنياهو لا يريد وقف القتال وتوقف الحرب الآن، وإنه سيظل يماطل ويراوغ حتى نوفمبر على أمل أن تأتى الانتخابات الأمريكية ب«ترامب» رئيسا للولايات المتحدة، بما يعينه ذلك من متغيرات كثيرة. «وللحديث بقية»