حتى الآن يرفض الرئيس الأمريكى «بايدن» الانسحاب من معركة الرئاسة القادمة.. ورغم كل الظروف المعاكسة التى جاءته بعد الأداء الكارثى فى مناظرته مع ترامب، مازال بايدن يؤكد أنه ماض فى معركته وأنه الوحيد القادر على هزيمة ترامب كما حدث فى الانتخابات السابقة. والنتيجة هى ارتباك غير مسبوق داخل مؤسسة الحزب الديمقراطى قبل ستة أسابيع فقط من مؤتمر الحزب الذى سيعلن رسمياً عن مرشح الديمقراطيين للرئاسة القادمة، والمرشح الوحيد حتى الآن هو بايدن الذى فاز فى الانتخابات التمهيدية فى كل الولاياتالأمريكية، والذى لابد من اعتذاره إذا أراد الحزب مرشحاً آخر، وهو ما يرفضه بايدن حتى الآن.. علماً بأن الاعتذار أيضاً سيخلق مشاكل كثيرة للحزب، وأن التنافس على من سيخلفه فى الترشح سيضر بوحدة الديمقراطيين.. وفى كل الأحوال فإن القرار صعب والاختيارات كلها محفوفة بالمخاطر!! التخوف الأكبر داخل صفوف الحزب الديمقراطى ليس فقط من عودة ترامب للبيت الأبيض (فهذا وارد فى كل الأحوال!) وإنما من كارثة كبيرة فى نتائج انتخابات مجلس النواب والشيوخ وحكام الولايات التى تجرى مع انتخابات الرئاسة وتتأثر بأحوالها، ومن هنا يتحرك نواب الكونجرس الديمقراطيون على ضوء الواقع فى دوائرهم الانتخابية، وينحاز الكثيرون منهم لاختيار انسحاب بايدن!! المثير للاهتمام هنا أن آخر استطلاع للرأى يقول : إن 86٪ من الديمقراطيين مازالوا يؤيدون بايدن، وإنه رغم تقدم ترامب وتوسيع الفارق بينه وبين بايدن، فإن الموقف فى الولايات الحاسمة لا يعطى لترامب إلا نقطتين أكثر من منافسه رغم كل الآثار السلبية للمناظرة.. واللافت أيضاً أن الديمقراطيين بدأوا يسلطون الأضواء على نائبة الرئيس «مالا هاريس» لرفع أسهمها داخل الحزب كمرشحة أساسية إذا اعتذر بايدن. وهو اختيار قد يكون عليه العديد من الملاحظات لكنه قد يجنب الحزب معركة داخلية تمزق صفوفه قبل شهور قليلة من الانتخابات.. وفى نفس الوقت بدأ ترامب مبكراً الهجوم على «هاريس» متهماً إياها بالمشاركة فى إخفاء الحقائق عن حالة بايدن الصحية... وهو هجوم يصب فى مصلحتها! وحتى يتقرر الأمر تظل المهمة العسيرة هى طمأنة الأمريكيين الذين وضعوا أمام الخيار الصعب بين ضعف بايدن وحماقات ترامب!!