مخاوف في الشارع الأمريكي بشأن لياقة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذهنية، وذلك بعدما أثار تقرير صحفي تساؤلات حول ذاكرته، مما دفع الديمقراطيون للتفكير في الأمر، لكن في الوقت ذاته التفوا حول «بايدن» بحسب ما كشفته شبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية، والتي أشارت إلى أنه على الرغم من قلق الديمقراطيين، فمن شبه المؤكد أن الرئيس سيكون مرشح الحزب الديمقراطي طالما أراد ذلك. جدل حول لياقة «بايدن» الصحية وعلى الرغم من تمسك الحزب ب«بايدن» إلا أن وصفه ب«رجل مسن حسن النية وذي ذاكرة ضعيفة»، قد دفع بعمر الرئيس الأمريكي ولياقته العقلية إلى المناقشة العامة، وحال أراد الحزب الديمقراطي استبداله فسيكون الأمر صعبا وليس بسهل. وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن «بايدن» سيطر على كل الانتخابات التمهيدية التي تنافس فيها حتى الآن، ولم يطالب أي ديمقراطي بارز «بايدن» بالتنحي ولا توجد تحفظات جدية معروفة حول هذا الموضوع؛ إذ قال دانييل ويسيل، المتحدث باسم حملة بايدن: «الحزب الديمقراطي متحد في دعم الرئيس بايدن، الذي سيكون مرشح حزبه هذا الخريف وسيجعل دونالد ترامب خاسرًا للمرة الثانية في نوفمبر المقبل».
هل يمكن للديمقراطيين أن يحلوا محل بايدن رغما عنه؟ وفي العصر الحديث، لم يحاول أي حزب أمريكي استبدال مرشحه بطريقة عدائية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه يعلم احتمالية الفشل؛ فقد طرحت هذه القضية في عام 2016، حيث حاول بعض القادة الجمهوريين البارزين للدعوة إلى التخلص من دونالد ترامب، عام 2016، لكن رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري آنذاك رينس بريبوس قال: « لا توجد مثل هذه الآليات». ولا يوجد دليل على أن الحزب سيفكر في التغيير دون موافقة «بايدن»، ولكن حتى لو فعلوا ذلك، فلا توجد آلية للحزب الوطني ليحل محل مرشح ديمقراطي، وبالتأكيد لا توجد وسيلة لهم لتعيين خليفة؛ فإذا فقدت قطاعات كبيرة من الحزب الديمقراطي الثقة في بايدن، فمن الممكن نظريًا أن ينشق المندوبون إلى المؤتمر الوطني بشكل جماعي. ويتضمن ميثاق الحزب الديمقراطي أحكامًا لاستبدال المرشح الخاص بهم في حالة وجود منصب شاغر، ويهدف هذا الإجراء إلى استخدامه في حالة الوفاة أو الاستقالة أو العجز، وليس ليحل محل شخص ليس لديه الرغبة في التنحي. ماذا سيحدث إذا انسحب بايدن؟ من جانبه، قال بايدن إنه سيبقى في السباق وليس هناك ما يشير إلى خلاف ذلك، لكن السيناريو الوحيد المعقول للديمقراطيين للحصول على مرشح جديد هو أن يقرر بايدن الانسحاب، ويمكنه أن يفعل ذلك أثناء قضاء ما تبقى من فترة ولايته في البيت الأبيض، كما فعل ليندون جونسون في عام 1968. وحال انسحب بايدن من الآن وحتى أغسطس، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى خلق فرصة للجميع في المؤتمر الوطني الديمقراطي داخل شيكاغو في أغسطس، اعتمادا على ما يتضمنه ميثاق اللجنة الوطنية الديمقراطية بحكامًا في حالة عجز مرشح الحزب أو اختيار التنحي. وفي حالة «بايدن» هناك معايير واضحة لاستبداله بمرشح آخر، خاصة ولم تعقد سوى حفنة صغيرة من الولايات انتخابات تمهيدية رئاسية ديمقراطية حتى الآن، لكن في الوقت ذاته لا يوجد حتى الآن الوقت الكافي لمرشح جديد لدخول السباق والتغلب على «بايدن» بشكل مباشر. هل ستحل كامالا هاريس محل بايدن؟ وإذا تخلى بايدن عن الرئاسة، ستصبح نائبة الرئيس كامالا هاريس رئيسة تلقائيًا – ولكن ليس مرشحة الحزب الديمقراطي، ولن تكون بالضرورة المرشحة إذا انسحب بايدن من محاولة إعادة انتخابه أثناء بقائه في البيت الأبيض، فقواعد الحزب لا تمنح نائب الرئيس أي فائدة ميكانيكية كبيرة على المرشحين الآخرين.