تميزت الفنانة وداد حمدي بخفة الدم وسرعة البديهة والمرح والكرم الزائد عن الحد وسلاطة اللسان، أصبحت من الطراز الأول في دور الخادمة وبنت البلد الظريفة في السينما المصرية فكان الجمهور لم يمل هذا الدور رغم تكراره والسر وراء ذلك هو الأداء التلقائي المتجدد للفنانة وداد حمدي. وتمتعت وداد حمدي بحضور وموهبة خلاقة وقادرة على ابتكار الجديد الذي تضيفه إلى الدور من فهمها الجيد لطبيعة هذا الدور، كانت ابتسامتها وضحكتها تسبق خطواتها على شاشة السينما وعلى مسرح الحياة، لم تظهر أبدا في أدوار البطولة ولكنها قادرة على أن تسرق الكاميرا ممن يحيطون بها من أبطال وغير أبطال، أصبح لها جمهور يعشق أعمالها الفنية، ولكنها رحلت عن عالمنا وتركت بصمة مميزة في تاريخ الفن المصري. ونستعرض أهم وأبرز محطات في حياة الفنانة وداد حمدي. مواقف لم تنساها وداد حمدي الموقف الأول دعيت الفنانة وداد حمدي لتلبية حفل عشاء في منزل إحدى صديقاتها ومن ناحية أخرى جاءتها دعوة ثانية لكنها اعتذرت عنها وقضت وداد حمدي يوما كاملا تعمل في الاستوديو بدون طعام حتى يحين موعد حفل صديقتها لتتناول العشاء وتوجهت وداد حمدي في المساء لمنزل صديقتها وهناك وجدت عشرات الفنانين من زملائها بالوسط الفني يلتقون حول مائدة الطعام الكبيرة وبمجرد أن لمحت المائدة صاحت في الحاضرين بخفة دمها « اوعى إنت وهو وسع سكة يا جدع » إلا أن عبارتها لم تنتزع ضحكاتهم كالعادة والحزن خيم على الجميع سألتهم عن السبب علمت أن زوج صديقتها فاجأته الام الزائدة الدودية واحضروا الطبيب لإنقاذه فقرر الطبيب بعد الكشف عليه نقله إلى المستشفى لإجراء جراحة عاجلة وذهبت وداد حمدي مع صديقتها إلى المستشفى ولم تتركها إلا في الخامسة صباحا بعد الاطمئنان على نجاح العملية وعادت إلى بيتها والجوع ينهش احشاءها. الموقف الثاني في سنة 1942 كان المخرج فؤاد الجزايرلى يشرف على تصوير بعض المناظر الخارجية لحساب ستوديو مصر في حمام مينا هاوس ، تقدمت الفنانة وداد حمدي إلى مساعد المخرج وقالت له وهي ترتعش إنها تريد عمل فسألها المساعد تعرفي السباحة فقالت بدون تفكير نعم فاعطاها مايوه لبسته وجاءت لتقف بين زملائها وزميلاتها الكومبارس ودارت الكاميرا وأعطاهم المخرج الإشارة فالقوا جميعا بأنفسهم في الحمام وعندما انتهى التصوير خرج الجميع من الحمام وتذكر المخرج الفنانة وداد التي قفزت إلى المياة ولم تظهر فنزل وراءها مساعد المخرج بملابسه وانقذها من الغرق، لم تكن تعرف السباحة ولكنها كذبت على مساعد المخرج من أجل لقمة العيش. رسالة من طفلة ل وداد حمدي توقفت الفنانة وداد حمدي أمام هذه الرسالة وكانت من طفلة تقول سطورها « ماما وداد أرجو أن ترسلى لى انسيال ذهب هدية منك أسوة بزميلاتى في المدرسة ولك قبلاتي» تحركت دموع وداد الإنسانية الام التي لم تنجب، أسرعت لمحل صاغة وأرسلت الهدية للطفلة وشعور بالسعادة غمرها كما لم تشعر به من قبل. قصة عن حياتها روأت الفنانة وداد حمدي قصة من حياتها فقالت، كلما خطت خطوة ناجحة في حياتها عدت بذاكرتها إلى الوراء تستعرض الأحداث التي مرت بها منذ كانت طفلة صغيرة في مدينة المحلة الكبرى كانت تعيش طفولة سعيدة، وذات يوم علمت أن السعادة التي تملأ حياتهم قد أسدل عليها الستار بعد أن خسر والدها كل ماله في مضاربات السوق و على الأسرة أن تتخلص من كثير من مظاهر النعمة والسعادة التي عرفت بها، علمت بهذا دون أن يقول لها أحد فقد سمعت والدتها تتحدث مع والدها عن خسائره وعن المصير الذي ينتظر أولاده، ثم انتقلت الأسرة إلى القاهرة وأقاموا في حى السيدة زينب عند أحد أقاربهم وكان في الحى فتاة تعمل في الفن فتقربت الفنانة وداد حمدي منها وتوطدت صلاتها بها فذهبت وداد معها إلى أحد المسارح حيث كانت تعمل فيها، وهناك التقت بأحد المخرجين الذي رشحها ضمن مجموعة من الكومبارس للعمل في أحد أفلامه «فيلم رابحة» ومن هذا الباب الضيق جدا دخلت الحياة الفنية. حياتها الفنية وتحركت قليلا من الباب الضيق حيث زادت صلاتها وصديقاتها ووضعت قدمها بثبات أكثر فى الوسط الفني واشتركت في عدة استعراضات بالغناء والتمثيل ثم التحقت في الفرقة القومية. الفرصة الذهبية للفنانة وداد حمدي كانت الفرقة تؤدي أوبريت العشرة الطيبة في دار الأوبرا ومرضت بطلة الرواية عقيلة راتب فجأة وفكر الفنان زكي طليمات وكان المدير الفني للفرقة في تأجيل العرض، ولكن الفنانة وداد تقدمت له وعرضت عليه أن تقوم بالدور، وأطلق الفنان زكي ضحكة ساخرة وهنا تذكرت وداد كيف واجهت سخرية الزمان فلتواجه سخرية زكي طليمات أيضا فقالت له أنا مستعدة للامتحان وبسخرية امتحنها وذهل من النتيجة أثبتت أنها صالحة للقيام بدور الفنانة عقيلة، وأدت الدور فعلا ونجحت وانقذت الفرقة. واستطاعت خلال أعوام قصيرة أن تلفت الأنظار إليها وقفزت إلى أدوار البطولة في احدى الفرق المسرحية وكان دور خادمة ونجحت في هذا الدور نجاحا يفوق كل وصف ورشحها المخرجين بعد ذلك لهذه الادوار التي برعت في تأديتها. زواج الفنانة وداد حمدي تزوجت الفنانة وداد حمدي أكثر من مرة وأخر زواج لها كان من الفنان الإذاعى الراحل محمد الطوخي. أعمال الفنانة وداد حمدي قدمت الفنانة وداد حمدي العديد من الأعمال الفنية المميزة سواء في التليفزيون أو المسرح أو السينما التي خطفت قلوب معجبيها وأهمها، «هذا جناه أبى، إشاعة حب ،النصف الآخر، شقاوة رجالة، المصيدة، قصة ممنوعة، عاصفة من الحب، رحلة داخل امراة، شيلنى وأشيلك، الأزواج الشياطين، أفواه وأرانب، في الصيف لازم نحب، نساء الليل، أم رتيبة، حسن ونعيمة، كل دقة في قلبي، عاشت للحب، ليلى بنت الشاطئ، الطريق المسدود، المستقبل المجهول، العرسان الثلاثة، قبّلنى يا أبي، أحمر شفايف، ضحايا المدينة، أول نظرة، يا عزيزي كلنا لصوص، طبول في الليل» وغيرها. وفاة وداد حمدي توفيت الفنانة وداد حمدي في 26مارس 1994 توفيت غدراً حيث قتلها الريجسير «متى باسيليوس» طعنا بالسكين طمعا في مالها، وألقي القبض عليه واستمرت القضية أربع سنوات وحكم عليه بالإعدام شنقا.