رأى المدرب الإيطالي فينتشينزو مونتيلا "قلب تركيا هذا المساء وهو ما أحبه في هذا البلد"، وذلك بعد الفوز على النمسا (2-1) أمس الثلاثاء والتأهل إلى الدور ربع النهائي لكأس أوروبا 2024 المقامة في ألمانيا. وقال مونتيلا "فخور جداً بالحالة الذهنية التي أظهرناها على أرض الملعب، بعيدًا عن الخطط التكتيكية. أنا سعيد من أجل الفريق، من أجل المجموعة التي أنشأناها، الجميع قدموا شيئًا إضافيًا، الفريق كان لديه روح اليوم". واعتبر المدرب الإيطالي أن الانتصار على النمسا حمل نكهة خاصة لأنه كان ثأريًا بعد الهزيمة الودية القاسية التي تعرض له فريقه أمام المنافس ذاته 1-6 في آذار/مارس الماضي. وكان مدافع أهلي جدة السعودي ميريح ديميرال بطل تأهل تركيا إلى ربع النهائي للمرة الثالثة من أصل 6 مشاركات لها في البطولة القارية، وذلك بتسجيله هدفي التقدم لبلاده في الدقيقتين 1 و59 قبل أن يقلص ميكايل جريجوريتش الفارق للنمسا في الدقيقة 66 من دون أن يكون ذلك كافيًا لقيادة بلاده إلى ربع النهائي للمرة الأولى في رابع مشاركة لها. وقال مونتيلا بعد التأهل "تم انتقادنا بشدة بسبب نتائجنا في المباريات الودية. لم تكون الأمور على ما يرام والأسوأ كان ضد النمسا" حين خسر فريقه 1-6 في 26 آذار/مارس الماضي على ملعب "إرنست هابيل" في فيينا. واعتبر تلك الهزيمة المذلة "وصمة عار فظيعة في مسيرتي. كنت بانتظار هذا الفريق (النمسا) لإبعاد هذا الثقل عن ظهري"، مضيفًا "نحن المدربون، مثل اللاعبين، نحب التنافس ولدي غريزة تنافسية كبيرة بداخلي لعكس هذه النتيجة". وتابع مهاجم روما السابق "كي نكون دقيقين، لم يكن هذا انتقامًا لكني أضع الأمور في نصابها لأني لم أخسر أبدًا بهذه النتيجة في مسيرتي التدريبية". وبحثًا عن تكرار إنجاز عام 2008 حين بلغت نصف النهائي قبل انتهاء المشوار على يد المضيفة الحالية ألمانيا 2-3 بهدف قاتل سجله فيليب لام في الدقيقة الأخيرة، تصطدم تركيا في ربع النهائي يوم السبت بهولندا التي تخطت بدورها رومانيا بفوز كبير 3-0. دعم جماهيري ستحظى تركيا كالعادة بدعم جماهيري هائل بما أنه يعيش في ألمانيا قرابة 3 ملايين شخص من أصل تركي. وتطرق الإيطالي البالغ 50 عامًا إلى ذلك بالقول "يتابعنا عدد كبير من الناس. هذا الشغف والحب عميقان جدًا". وأضاف "أنا سعيد جدًا لمنح الشعب التركي هنا في ألمانيا، في الوطن وفي جميع أنحاء العالم هذا الفخر. نشعر بهذا الدعم باستمرار، لكن لا يمكنك تحقيق هذه الأحلام إلا إذا عملت بجد كبير". وخلافاً لحالة النشوة التي عاشها مونتيلا والأتراك، كانت الخيبة كبيرة عند النمساويين ومدربهم الألماني رالف رانجنيك الذي لم يستوعب أن فريقه سيعود إلى الديار". وأضاف "اعتقدنا أننا سنواصل المشوار في البطولة"، لاسيما بعد الذي قدمه فريقه في دور المجموعات حيث تصدر أمام العملاقين الفرنسي والهولندي. واستطرد "لكن هذه هي الأدوار الإقصائية، وعلينا أن نتعلم منها"، متطلعاً إلى المستقبل "لدينا الآن دوري الأمم الأوروبية (تبدأ النمسا مشوارها في 6 أيلول/سبتمبر ضمن المجموعة الثالثة للمستوى الثاني ضد سلوفينيا)، ولدينا أيضاً فرصة جيدة للتأهل لكأس العالم 2026 للمرة الأولى منذ فترة طويلة"، وتحديدًا منذ 1998.