منذ نجاح الرئيس السيسى فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة وينتظر المصريون أكبر عملية تغيير فى الحكومة والجهاز الإداري. تغيير شامل وجذرى فى الوجوه والسياسات. كانت ملامح الفترة الرئاسية الجديدة التى عبرّ عنها الرئيس السيسى قبل وأثناء وبعد إعلان نجاحه تُشير بوضوح إلى أن الفترة المُقبلة لن تكون شبها أو شبيها لما مضي. سرى بين الناس فى مصر بأن تجربة الرئيس استوت ونضجت حتى استقرت وتيقنت بأن قادم الأيام لصالح الرضا العام بعد أن قضى 10 سنوات فى بناء وترميم الدولة المصرية. رياح التغيير كانت مُرتقبة ومُنتظرة كى تكون منصة انطلاق جذرى وحقيقي. صدق الرئيس السيسى وعده وجاء بحكومة حصلت على أعلى وأكبر نسبة تغيير فى تاريخ الحكومات فى مصر. تغيير بلغت نسبته 75٪، عن الحكومة السابقة واختيار 57 نائبا لأول مرة بين نائب وزير ومحافظ جُلهم من الشباب والمرأه والتكنوقراط ذوى الخبرات الدولية. الحكومة الجديدة بإعادة تكليف الدكتور مصطفى مدبولى صاحبها صخب وترقب وانتظار وتسريب وشخصت الأبصار انتظارا لولادتها بعد أن حداهم الأمل فى تصديق إشارات الرئيس قبيل حملته الرئاسية بأن التغيير سيكون مُرضيا وجذريا. المصريون شاهدوا لأول مرة تغيير 23 وزيرا من أصل 31 وزيرا عن الحكومة السابقة وفاق ما جرى توقعاتهم. ورغم أن التسريبات التى نقلتها وسائل الإعلام قبل الإعلان وحلف اليمين قد سرت فى رحلة كشف مُبكر للرأى العام إلا أن المفاجأة كانت فى استقبال الرأى العام. كان استقبالا حافلا لم يسبق أن أستقبلت حكومة بهذا الترحاب. راقت الاختيارات للرأى العام وانتصر لها فى أكبر عملية ارتياح تشهدها عملية الاختبار الموسعة وهو الأمر الذى يُفسر تأخر الإعلان النهائى شهرا كاملا رغم إعلان الحكومة استقالتها فى الثالث من يونيه حتى الثالث من يوليو. لا أخال أن هذا الاستقبال قد يُغرى لمن لا يفهم بأنه رضا مجانى حصل عليه بدون مقابل! المصريون أحسنوا استقبلوا الحكومة الجديده أملا فى أن يؤتى التغيير أُكله، وظنا منهم بأنهم مُقبلون على سياسات جديدة تحد من لهيب الأسعار وتُعيد ضبط الاقتصاد والخدمة العامة. يمتلئ الناس أملا فى الحكومة الجديدة بأن تكون صاحبة استراتيجية بتحسين وجودة الحياة لذلك استبقوا فى نوفمبر الماضى منح الرئيس السيسى أعلى نسبة تصويت فى انتخابات رئاسية. كانت تلك أول اشارة بُحسن استقبال الحكومة وليست اليومين الماضيين عقب حلف اليمين . يُخطئ من يظن بأن هذا الاستقبال الطيب للحكومة سيطول لأن هذا الاستقبال ارتبط بمن اختار وصاحب ضربة التغيير الواسع الإيجابى لكن عمل الحكومة ونجاحها فى الملفات العاجلة سيكون لها استقبال منفرد. المصريون أحسنوا الاستقبال وعلى الحكومة أن تُحسن الاستقبال أولا ثم تذهب لإنجاز أكبر تحدٍ لها الفترة المُقبلة وهى عودة حالة الرضا والقبول داخل المجتمع المصري.