بريشة التاريخ والحضارة، وبتنفيذ المعدات والماكينات الحديثة، تضع وزارة النقل اللمسات الأخيرة، على واحدة من أفخم محطات السكك الحديدية، التي صممت على الطراز الفرعوني الفريد، لتكون بوابة تليق بصعيد مصر، بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي. محطة قطارات صعيد مصر بمنطقة بشتيل، إنجاز جديد وتحد نجحت فيه وزارة النقل، تحت قيادة الفريق مهندس كامل الوزير، والتي ستكون على مساحة تعادل 3 أضعاف محطة رمسيس، بتكلفة 3.5 مليار جنيه، مما يعكس أهميتها في تحقيق طفرة كبيرة لقطاع السكة الحديد، والتي من المتوقع افتتاحها في أكتوبر المقبل. جمال التصميم الفرعوني ودقة التنفيذ ليس فقط مميزات المحطة الجديدة، وإنما تتميز بكونها محطة ذكية علي مستوى عالمي من الخدمات، وتضم شاشات إرشادية للراكب، وبوابات تذاكر إلكترونية، وماكينات TVM، وكاميرات مراقبة. وهي محطة مكيفة الهواء في كل طوابقها، وبها خدمة Wi- Fi، كما ستشتمل على نظام حديث للإطفاء والإنذار، وسلالم كهربائية ومصاعد. قامت «الأخبار» بزيارة المحطة العملاقة بمنطقة بشتيل، والتي يمكن مشاهدتها أثناء العبور أعلى محور26 يوليو، حيث تقع في القلب بين محور الفريق كمال عامر، وشارعي المطار والسودان، وقد روعي عند اختيار موقع المحطة وقوعها في منطقة وسطية بين محطتي سكك حديد رمسيس والجيزة، كما أن موقعها التقاء خطوط السكك الحديدية الرئيسية «السد العالي/ الإسكندرية إمبابة/ المناشي/ القباري»، بالإضافة إلى وقوعها علي 4 محاور رئيسية تسهل نقل الحركة منها وإليها، وهي محاور «الفريق كمال عامر- شارع السودان- أحمد عرابي وشارع المطار- ومحور 26 يوليو»، ويعد موقع المحطة استراتيجيا، مما يجعلها همزة الوصل مع وسائل النقل المختلفة، مثل السكة الحديد، والخط الثالث لمترو الأنفاق، والمونوريل، وربطها مع الأتوبيس الترددي. هرم و4 مسلات مدخل المحطة الرئيسية من شارع المطار، والتي تتوسط مجموعة من المحال التجارية، حيث تستقبلك منطقة الاستقبال علي مساحة 1000 متر مربع، ويكون علي اليمين المركز التجاري وعلى يسارك مجمع كافيهات، وبعد عبور الاستقبال تكون في صالة المحطة الرئيسية علي مساحة 2000 متر مربع، وسقفها عبارة عن هرم زجاجي يبلغ ارتفاعه 40 مترا، فريد في تصميمه، ويوجد بداخله 4 مسلات فرعونية الشكل، ثم صالة حجز التذاكر علي مساحة 2500 م2، وشبابيك التذاكر على اليمين واليسار، ثم إدارة المحطة، كما تضم المحطة عددا من المداخل والمخارج من شارع المطار، أو من جانب شارع السودان، بالإضافة إلى تنفيذ نفقين للسيارات، ونفق للمشاة، للدخول والخروج من محور الفريق كمال عامر، ولربط جراج المحطة بالمحور، وكذلك نفقان للسيارات باتجاه شارع السودان، ونفق للمشاة لربط الشارع بجراج المحطة. دقات قلبك تتسارع من جمال المحطة، وحجمها العملاق، حيث تبلغ مساحة المحطة 239 ألف متر مربع تقريبا، أي بما يعادل 57 فداناً، وتضم مبنى المحطة الرئيسي علي مساحة 31.000 م2، ويتكون من دور بدروم سيستخدم كجراج، بسعة 250 عربة، ودور أرضي يحتوي علي جزء تجاري ضمن مول تجاري متكامل بالدورين الأول والثاني، وأماكن إدارية بالدور الأرضي، خاصة بالعاملين بالمحطة، بالإضافة إلى 28 شباك تذاكر، وكذلك دورات المياه. ويضم المبنى 6 أرصفة لخدمة ركاب الوجه القبلى جهة شارع السودان، و4 أرصفة لخط المناشي جهة محور الفريق كمال عامر، والرصيف الواحد يتحمل قطارات طولها حوالي16 عربة، بالاضافة الى سكك حوش المحطة، وترتبط سكك الورش بالسكك الطوالي ( أسوان/اسكندرية - المناشي - البضائع)، كما يلحق بالمحطة بعض المباني الخدمية وورش الصيانة وأرصفة، وكذلك خطوط سكك حديدية علي مساحة 164.000 م2، وعمارات استثمارية علي مساحة 44.000 م2، ومن المتوقع أن تبلغ الطاقة الاستيعابية للركاب بالمحطة 250 ألف راكب يومياً، كما يبلغ إجمالي أطوال السكك الحديدية بالمحطة22 كم، بعدد 89 مفتاحاً، وتضم الورش المختلفة مثل ورشة صيانة عربات القطارات، والتي تشمل 12 سكة، وورشة صيانة الجرارات، والتي تشمل 6 سكك لأعمال صيانة وتجهيز الجرارات. ولسهولة حركة المواطنين المترددين علي المحطة، يوجد في المبنى الرئيسي جراج يتسع إلى 250 عربة، بالإضافة إلى جراج أسفل المنطقة السكنية التجارية الإدارية يتسع إلى 500 عربة، وتنفيذ جراج آخر متعدد الطوابق يتسع إلى 1100عربة طبقا للاشتراطات العامة، والتي راعت فصل حركة السيارات الملاكي، التي ستتردد على الجراج متعدد الطوابق، عن حركة النقل الجماعي، لتيسير حركة تنقل المواطنين، وتحقيق السيولة المرورية في هذه المنطقة، واستغلال المنطقة أسفل محور26 يوليو الجديد، كمواقف للحافلات يتسع إلى 20 أوتوبيساً. وكذلك ربط مداخل موقف الحافلات، والجراج متعدد الطوابق، بالطرق المحيطة بأرض كل من (موقف الحافلات - الجراج متعدد الطوابق). تكنولوجيا حديثة وأكد المهندس محمد عامر، رئيس هيئة سكك حديد مصر، أن محطة قطارات الصعيد ببشتيل تعد محطة متكاملة، وتضم كافة الخدمات داخلها، بالإضافة إلى مول تجاري ومحال، وربطها مع وسائل النقل المختلفة، فهي أفضل من محطة رمسيس، لما تضمه من مبانٍ مختلفة وتكنولوجيا حديثة. وأضاف أن المحطة الجديدة ليست بديلة لمحطة رمسيس العريقة، ولكن بسبب كثرة القطارات، وتحديث نظم السكة الحديد، يصعب علي محطة رمسيس استيعاب كل القطارات بشكل مناسب لخدمة الجمهور، خاصة مع استمرار استلام العربات والجرارات والقطارات الجديدة من الخارج، وتشغيلها علي السكة. وأشار إلى أن محطة بشتيل كانت محطة قطارات فقط، وذلك في ظل تطوير محطات الوجه القبلي والبحري، ولكن مع توجيهات القيادة السياسية تحولت إلى محطة متكاملة فاخرة، بها جميع الخدمات، كما أن وجودها في منطقة مثلث بشتيل، سيساهم في تنمية المنطقة المحيطة بها. تنمية الموارد وأكد عامر أن الهيئة حققت نجاحاً كبيراً في تنفيذ تلك المحطة، حيث تم إنشاؤها بالتمويل الذاتي للهيئة، كما تم تنفيذها وإدارتها من خلال شركة MOT، وهي إحدى الشركات المملوكة للسكة الحديد، وأشار إلى أن تكلفة المحطة وصلت إلى 3.5 مليار جنيه، وجميع أعمال الإنشاءات من ميزانية هيئة السكة الحديد، دون التحميل على ميزانية الدولة. وأوضح أن مساحة المحطة تصل إلى 57 فداناً، تم تنفيذها خلال 3 سنوات، علي أرض ملك للهيئة أيضاً، ووصلت نسبة إنجاز المحطة إلى 97%، ويتم حالياً وضع اللمسات الأخيرة استعداداً لافتتاحها، وأشار إلى أن المحطة سيتم دعمها ب 300 موظف لتشغيلها، وسيتم إدارتها من خلال شركة تابعة للسكة الحديد لمدة 3 سنوات، وبعد ذلك سيتم طرحها للتشغيل لشركات أخرى. وأضاف أن المحطة الجديدة، لن تلغي المحطات الأخرى، وأن تذكرة الركوب ستكون بنفس سعر الركوب من محطة مصر برمسيس، ومحطة الجيزة، وستقدم خدمات لركاب الصعيد وخطوط المناشى - القبارى، وأشار إلى أن محطة قطارات الصعيد تعد مزاراً علي الطراز الفرعوني، وتستقبل الجميع وليس المسافرين فقط، فهي تضم مولاً تجارياً ومحلات، موضحاً أن رسوم دخول غير المسافرين «3 جنيهات» تقتصر علي الدخول لمنطقة الأرصفة للإنتظار فقط، أما المناطق التجارية والاستثمارية فهي متاحة للجميع. وأضاف أن الهيئة تسعى لزيادة مواردها بكل الطرق، لمحاولة عدم المساس بأسعار تذاكر القطارات، حيث قامت بالاستثمار التجاري داخل وخارج المحطة، مثل المحلات والمول التجاري، والذي تم تأجير أغلب المحال به بالفعل.
