ما شهدته الأرض الفلسطينية المحتلة فى الساعات الماضية يؤكد بوضوح تام أن التصعيد الاسرائيلى ماضٍ فى طريقه حتى النهاية، وأن المقاومة الفلسطينية لن تنكسر، وأن التطرف الصهيونى يقود المنطقة إلى انفجار لا حدود لمخاطره إذا استمر آمناً من العقاب الدولى! حملة عسكرية اسرائيلية على بلدة «جنين» تستعين بطائرات الهليكوبتر وتضرب المنازل بالصواريخ، ثم تتعرض لكمين نصبته لها المقاومة الفلسطينية تنفجر فيه بعض مدرعاتها وتصيب أعداداً من الجنود الاسرائيليين بعضهم تم نقله بالطائرات وهو فى حالة خطيرة. بينما سقط ثلاثة شهداء فلسطينيين على الأقل وعشرات من الجرحى. الخطير فى هذا الهجوم الاسرائيلى أنه يأتى بعد ساعات من قرار لحكومة زعماء عصابات اليمين الاسرائيلى يطلق يد الوزير الارهابى «سيمو تريتش» فى شئون الاستيطان فى الضفة المحتلةوالقدس الأسيرة، ويفتح الباب أمام أكبر حملة استيطانية ببناء أكثر من 4500 منزل جديد وبإضفاء «الشرعية الزائفة» على عشرات البؤر الاستيطانية، ويحاصر المدن الفلسطينية، ويترك الفلسطينيين تحت رحمة ميليشيات الارهابى الآخر «بن غفير» الذى أصبح مسئولاً عن الأمن الداخلى. والنتيجة أن مخطط الاستيلاء على الضفة الغربية يجرى تحويله إلى واقع، وأن المسئولين عن ذلك من وزراء اسرائيل يعلنون بوضوح أن على الفلسطينيين هناك أن يختاروا بين الهجرة أو القتل أو القبول بنظام عنصرى تكون مهمتهم فيه بناء منازل للصهاينة فى مستوطنات تتوسع، وتتوسع معها معسكرات اللاجئين الفلسطينيين داخل وطنهم أو خارجه!! اسرائيل تغتال ما تبقى من فرص (ولو ضئيلة) لحل الدولتين وتعمل - فى ظل الصمت الدولى - على استكمال ضم الضفة وتهويد القدس العربية. بينما ما يشغل بال الادارة الأمريكية هو الضغط المتواصل من أجل تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيونى والمملكة العربية السعودية، وتوسيع ما تسميه واشنطون «السلام الابراهيمى» ثم إبداء «الانزعاج» من التوسع فى النشاط الاستيطانى مع الالتزام بمنع أى إدانة دولية لجرائم اسرائيل.. هل هناك «وصفة» لتفجير المنطقة أسوأ من تلك «الوصفة»؟!