إيقاف ديميرال مدافع تركيا مباراتين بسبب احتفاله أمام النمسا فى يورو 2024    تشكيل منتخب إسبانيا أمام ألمانيا في ربع نهائي أمم أوروبا يورو 2024    مسؤول أمريكي: فرصة كبيرة لاتفاق بين إسرائيل وحماس على تبادل الأسرى والمحتجزين    بوتين: علاقتنا بطهران ستزداد قوة بغض النظر عن نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية    وزير الاتصالات يصدر قراراً بتعيين محمود بدوى مستشاراً لشئون التحول الرقمي    مسئول بالإدارة الأمريكية: بايدن ونتنياهو ناقشا مسودة الاتفاق مع حماس    أنشطة رياضية في مهرجان العلمين بدورته الثانية.. منها السلة والطائرة    صابر الرباعي يهنئ نجوى كرم على زواجها: ألف مبروك لأحلى عروس    دعاء يوم الجمعة لقضاء الحاجة.. ردّده في ساعة الاستجابة    وزير الأوقاف يتلقى خطابات تهنئة من نظرائه بالعالم العربي والإسلامي    تهشُم 4 سيارات.. كواليس مشاجرة في «الساحل الشرير»    إغلاق مدارس السودانيين في الجيزة.. الحقيقة الكاملة    حجز أوكرانية لاتهامها بالاعتداء على سيدة في التجمع الخامس    إصابة 10 أشخاص في انقلاب ميكروباص على طريق الدواويس بالإسماعيلية    محضر اجتماع المركزي الأوروبي: قرار خفض الفائدة جاء رغم مخاوف التضخم    كامل الوزير يكشف تفاصيل ربط 6 محافظات في الوجه البحري بالقطار السريع    «الأورومتوسطي»: سكان غزة يكابدون بشدة من أجل الحصول على المياه الصالحة للشرب    ارتباط وخطوبة وزواج.. 3 أبراج محظوظة في الحب خلال الفترة المقبلة    «كنت باكل كل يوم بطاطس».. أحمد حلمي يتحدث عن أيام العزوبية    إصابات بالاختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال بيتا جنوب نابلس    أدعية رأس السنة الهجرية.. يجعلها بداية الفرح ونهاية لكل همومك    وكيل صحة الإسماعيلية تناقش سبل تحسين الخدمات الطبية بالمستشفيات (صور)    في أولى جولاته.. «هنو» يشرح خطة عمل وزارة الثقافة الفترة المقبلة    «تعليم القاهرة» تحذر المدارس من جمع أو قبول تبرعات    رسميا.. المصري يمدد عقد فخر الدين بن يوسف حتى صيف 2025    الرئيس السيسي ينيب محافظ القاهرة في احتفال الأوقاف بالعام الهجري الجديد    خالد الجندي: استقبلوا العام الهجري الجديد بالطاعات واجتناب عن المعاصي    خالد الجندي: أهل الجاهلية كان عندهم أخلاق (فيديو)    «أمام أعين كولر».. رسالة مفاجئة من لاعبي الأهلي ل كهربا    نتيجة الدبلومات الفنية 2024 بالأقصر    مستأنف التجمع الخامس تقضى بحبس المتهم بقتل طبيبة دهسا مع وقف التنفيذ    «التاجوري» رئيسا لمجلس إدارة غرفة المنشآت والمطاعم السياحية 2024    تعرف على كراسة شروط حجز مشروع لؤلؤة التجمع ب القاهرة الجديدة    باكستان تستضيف أعضاء منظمة شنغهاى للتعاون وتدعو الهند للمشاركة    عمل مستمر.. ملفات مهمة أمام وزير الصحة (فيديو)    محافظ قنا يؤكد أهمية الإعلام في التعريف بالمشروعات القومية    محمد أنور يشاهد فيلم «جوازة توكسيك» مع الجمهور.. تعرف على الموعد    بعد تصدره التريند.. كل ما تريد معرفته عن توفيق عبد الحميد    السيسي يمنح رئيسي مجلس الدولة وهيئة النيابة الإدارية السابقين وسام الجمهورية من الطبقة الأولى    تسريب تشكيلة منتخب فرنسا أمام البرتغال في ربع نهائي يورو 2024    أول اجتماع بعد تجديد الثقة، أشرف صبحي يتابع استعدادات إطلاق "صيف شبابنا"    الري تفتح باب التقديم في مسابقة الأبحاث العلمية بأسبوع القاهرة للمياه    جدول امتحانات الدور الثاني للعام الدراسي 2023-2024 بمحافظة القاهرة    خطوات اضافة المواليد في بطاقة التموين 2024    "جهار": مشروع "مؤشر مصر الصحي" يستهدف قياس أثر تطبيق معايير الجودة على الخدمات    الخشت: أسامة الأزهري سيكون خير سفير للإسلام السمح    طلاب من أجل مصر المركزية تنظم زيارة تعليمية لإحدى شركات بورسعيد    مانشستر يونايتد يمدد تعاقد تين هاج    تقرير مغربي: اتفاق شبه نهائي.. يحيى عطية الله سينتقل إلى الأهلي    وزير التعليم يتفقد ديوان الوزارة ويعقد سلسلة اجتماعات    وزير الأوقاف يتلقى اتصالا هاتفيا من وزير الشئون الإسلامية بدولة إندونيسيا    أمين الفتوى: لا ترموا كل ما يحدث لكم على السحر والحسد    تحرير 35 ألف مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    أستاذ جراحة تجميل: التعرض لأشعة الشمس 10 دقائق يوميا يقوي عظام الأطفال    البيت الأبيض: هدف باريس وواشنطن حل الصراع عبر الخط الفاصل بين لبنان وإسرائيل دبلوماسيًا    "رغم سنه الكبير".. مخطط أحمال بيراميدز يكشف ما يفعله عبدالله السعيد في التدريب    وزير الخارجية والهجرة: أوروبا والغرب يعتمدون على مصر في حفظ أمن واستقرار المنطقة    وزير الصحة يجتمع بنوابه الثلاثة.. ماذا قال لهم؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"يد البطش" الصهيونية تنتقم لمستوطنيها.. والعرب خارج الخدمة
نشر في البديل يوم 14 - 10 - 2015

أيام دامية تمر على الشعب الفلسطيني، اشتباكات مستمرة، تصعيد صهيوني مستفز، اعتقالات بالمئات، توديع شهداء مقاومين يوميًا، وسط صمت عربي ودولي مطبق، جعل الكيان الصهيوني يتبجح في انتهاكاته ويزيد من وتيرة عنف قواته ومستوطنيه، إلا أن الشعب الفلسطيني المقاوم لايزال لديه أمل كبير في إلحاق هزيمة نكراء جديدة بالكيان الصهيوني وقياداته.
رغم ارتفاع عدد الضحايا الذين يسقطون برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتزايد أعمال العنف من قبل المستوطنين تجاه أملاك الفلسطينيين، إلا أن المظاهرات الفلسطينية والمواجهات تشتد وتيرتها يومًا تلو الآخر، وتتسع رقعتها لتدخل العديد من المدن الفلسطينية دائرة الغليان، ليتأكد للجميع أن الانتهاكات الصهيونية لا تزيد الفلسطينيين إلا تماسكا ووحدة ومقاومة، ووفقًا لمصادر فلسطينية فقد ارتفع عدد القتلى منذ بداية أكتوبر حتى الأحد الماضي إلى 23 شخصا، منهم 12 في الضفة الغربية فقط، وأكثر من 1100 مصاب بالرصاص الحي والمطاطي.
بزيادة عمليات المقاومة الفلسطينية الفردية والجماعية التي وقف الكيان الصهيوني عاجزا أمام منعها أو على الأقل الحد من وتيرتها، تتصاعد الإجراءات العقابية الإسرائيلية، سواء بالاعتقال أو القتل المباشر أو هدم المنازل، حيث أقدمت شرطة الاحتلال على إطلاق النار تجاه أي شخص تشتبه مجرد الاشتباه به، فأصبحت سياسة إطلاق الرصاص للاشتباه أمرا عاديا، وهو ما تسبب في إصابات خطيرة وقتل البعض داخل الأراضي المحتلة.
بدأ الجانب الإسرائيلي في زيادة الخيارات الاحترازية من تعزيز انتشار قوات الأمن وإقامة الكمائن، وإصدار قرارات تسرع في هدم منازل منفذي العمليات وإقامة مستوطنات بدلًا منها، فيما خرج رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، بتصريحات رسمية مؤكدًا عمله على زيادة وتيرة الاعتقالات والعمليات الأمنية، مضيفا أنهم سيأخذون خطوات رادعة منها إعدام منفذي العمليات ميدانيًا وهدم منازلهم، كما تحدث عن تقديمه طلبًا للمستشار القضائي في الحكومة لإغلاق المحال التجارية في القدس، بحجة أن العمليات التي تمت ضد المستوطنين لم تتحرك المحال التجارية لمنعها.
ومعلوم للجميع أنه في كل انتفاضة فلسطينية تشتعل شرارتها الأولى بسبب الانتهاكات الصهيونية على اختلاف مصدرها، سواء مستوطنين أو جنود احتلال أو مسؤولين، وفي هذه الهبّة الشعبية القائمة الآن على الأراضي الفلسطينية يعتبر المستوطنون المتطرفون هم رأس الحربة فيها وسبب تفجيرها، بسبب استفزازاتهم المستمرة للشباب الفلسطيني الذي تشتعل حميته على وطنه المغتصب، وتنتفض بداخله روح المقاومة والكرامة والوطنية الفلسطينة.
تهديدات المستوطنين المتطرفين للفلسطينيين أصبحت واضحة للعيان بل ترعاها وتحميها قوات الاحتلال الصهيوني، حيث تهاجم مجموعات حاشدة من المستوطنين يوميا منازل فلسطينيين في عدة مدن، خاصة القدس والضفة الغربية، تحت حماية جنود الجيش الإسرائيلي، حيث أرسل المستوطنون منذ أيام تحذيرات للسكان الفلسطينيين، في منطقة الأغوار وبيت لحم وقرى جالود وقريوت، تؤكد نيتهم مهاجمة منازلهم خلال ساعات تحت حماية جنود الاحتلال.
وزاد عدد المستوطنين اليهود في السنوات العشر الأخيرة من 180 ألف مستوطن إلى أكثر من 700 ألف مستوطن، وفق آخر الإحصائيات الرسمية، بعد أن مكنتهم اتفاقية أوسلو من السيطرة على 62% من أراضي الضفة الغربية، إضافة إلى الخطط الاستيطانية التي لا تهدأ من قبل الحكومة الإسرائيلية، وهو الأمر الذي جعل الفلسطينيين يشعرون بأنهم فاقدو الكرامة الوطنية والحقوق السياسية وحرية التحرك تحت حراب المستوطنين اليهود.
تهديدات المسؤولين الصهاينة لم تهدأ منذ بداية الاشتباكات، حيث هدد وزير المواصلات الإسرائيلى إسرائيل كاتس، بتنفيذ عملية عسكرية واسعة فى الضفة الغربية المحتلة على غرار عملية "السور الواقي" عام 2002، إبان انتفاضة الأقصى، وقال "إنه يتوجب اتخاذ قرارات مصيرية لمواجهة التحريض الذى تمارسه السلطة الفلسطينية ومواجهة العمليات الإرهابية التى جاءت نتيجة لهذا الأمر، حتى لو تطلب الأمر تنفيذ عملية عسكرية واسعة "السور الواقي 2″، فيما تحدث وزير الأمن جلعاد آردان، عن منحه صلاحيات كاملة لقادة الجيش والشرطة كونهم في حالة حرب ضد "الإرهاب"، وحرض هو الآخر ضد السلطة الفلسطينية والحركات الإسلامية، كما هددت بعض القيادات الإسرائيلية بتشديد الإجراءات ضد الفلسطينيين وفرض حظر تجول في الأحياء العربية بالقدس، بينما طالب مسؤولون إسرائيليون المستوطنين بحمل السلاح لدى خروجهم من منازلهم، وكانت المطالبات توحي بأنه بإمكانهم إطلاق الرصاص على الفلسطينيين دون مساءلة، ومن بينهم رئيس بلدية القدس وعدد من القيادات الشرطية الإسرائيلية.
أطلق الجيش الإسرائيلي قطعان من اليهود الشرقيين للمساعدة في قتل وتصفية الفلسطينيين يطلق عليهم "المستعربين"، وهم أشخاص لباسهم مدني متنكرين بأزياء الشباب الفلسطينيين، يخفون أسلحتهم تحت ملابسهم، يندسون بين الفلسطينيين حتى تحين لحظة الانقضاض عليهم.
وختاما للمشهد السابق فإنه إذا كان المستوطنون اليهود يتحركون تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، فإن المقاومة الفلسطينية الشعبية تدرك جيدًا أنها تتحرك بمفردها دون أي دعم عربي أو دولي، فالصمت العربي أصبح مستفزا بقدر استفزازات المستوطنين إن لم يكن أكثر، وهو ما يدعم تمادي الكيان الصهيوني في انتهاكاته وممارساته، حيث اكتفت بعض الدول بالإدانة، فيما ارتفعت لهجة دول أخرى مهددة الكيان الصهيوني باتخاذ إجراءات إن لم يوقف انتهاكاته، لكنها في النهاية تهديدات فارغة من مضمونها، يدركها الكيان الصهيوني جيدًا ولا ينظر إليها بشيء من الجدية، وكأنها مجرد تصريحات رنانة واجب على المسؤولين العرب التصريح بها لإسقاط اللائمة عن عاتقهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.