المشوار الفني للفنان الراحل محمود ياسين، كان زاخرا بالأعمال الفنية ذات القيمة والأثر الكبير، فقدم أكثر من 150 فيلما سينمائيا، وتخطت أعماله التليفزيوينة 50 مسلسلا، وما يزيد عن 20 عملا مسرحيا. حصل الفنان الراحل محمود ياسين، على العديد من الألقاب، ولكن أشهرها كان لقب "فتى الشاشة الأول"، والذي لقب به بعد دخوله مجال السينما مباشرة عن طريق الصدفة، حيث اكتشفه المخرج حسين كمال، لأن "ياسين" ظل مهتما بالمسرح لسنوات طويلة، ولم ينتبه للسينما ولم يهتم بها قدر اهتمامه بالعمل المسرحي، حتى نهاية حقبة الستينيات. وشهد عام 1969، الانطلاقة الأولى للفنان محمود ياسين على الشاشة الذهبية، حيث قدم شخصية "علي"، وهو دور صغير جدا في فيلم "شئ من الخوف" مع الفنانة شادية والمخرج حسين كمال، والصدفة الغريبة في مشاركة "ياسين" في هذا الفيلم أنه كان في البداية مرشح للدور الذي قدمه "حسن السبكي" نجل "يحيى شاهين" في الفيلم، ولكن بسبب الاعتراض على إسناد هذا الدور لمحمود ياسين وقتها، اضطر المخرج حسين كمال إلى منحه دور "علي" محاولا إرضاء "ياسين" لدرجة أنه زود في عدد مشاهد شخصية "علي" التي قدمها محمود ياسين. وفي عام 1970، أسند المخرج الراحل حسين كمال في فيلمه التالي "نحن لا نزرع الشوك"، البطولة المطلقة لمحمود ياسين أمام الفنانة الراحلة شادية -والتي كانت نجمة كبيرة جدا- ، على الرغم من أنه شارك معه فقط بجملة واحدة في "شئ من الخوف"، ولكنها كانت كافية أن تقنع "كمال" بقوة وعظم موهبة "ياسين"، وجعلته يمنحه الفرصة للبطولة المطلقة، وكان "ياسين" عند ظن المخرج بقوة موهبته أبدع في تقديم دوره في "نحن لا نزرع الشوك" أمام شادية، وكانت هذه بداية انطلاق محمود ياسين في السينما، فلم يتدرج بأدوار ذات مساحة أكبر فأكبر- مثلما حدث مع معظم النجوم- ولكنه من مشهدا واحدا، وجملة واحدة، أسندت إليه البطولة المطلقة في كل الأعمال التي قدمها فيما بعد، وأصبح محمود ياسين منذ السبعينات، من أشهر نجوم السينما الرومانسية، وأطلق عليه "لقب فتى الشاشة الأول". وكان قد أعرب المخرج حسين كمال، في أحد اللقاءات التليفزيونية، عن سعادته باكتشافه للفنان محمود ياسين، ولم يتردد في إسناد البطولة المطلقة إليه في فيلمه "نحن لا نزرع الشوك" أمام شادية رغم أنه لم يظهر في السينما إلا من خلال مشاركته في فيلمه الأول.
