بجسد نحيف «لم يزرع الشوك» لكنه حصد حبًا في قلوب المشاهدين، وب«شيء من الخوف» تحسس أدواره واختارها بعناية، حتى وصل إلى قمة الجبهة السينمائية ب«رصاصة لازالت في جيبه»، حتى صار محمود ياسين وبجدارة «فتى الشاشة الأول»، ويزداد بريقه الجمعة 19 فبراير في عيد ميلاده ال75. «بوابة أخبار اليوم» رصدت من أرشيف «الأخبار» 70 صورة نادرة للفنان القدير محمود ياسين في عيد ميلاده: «البورسعيدي» على المسرح ولد محمود ياسين في 19 فبراير 1941، بمدينة بورسعيد، وتخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1964، والتحق بالمسرح القومي قبلها بعام. كان أبوه موظفًا في هيئة قناة السويس، وكانوا يعيشون في فيلا ملك لشركة القناة، فعندما قامت ثورة يوليو وصدرت قرارات التأميم لهيئة قناة السويس في 1956، آلت ملكيتها إلى الشعب، لكن الأب كان فخورا بالثورة ومن ثم غرس في ابنه هذا الشعور الوطني والاعتزاز به. حلم التمثيل بعد انتهاء دراسته الثانوية، رحل «ياسين» إلى القاهرة ليلتحق بجامعة عين شمس وتحديدا كلية الحقوق، وطوال سنوات دراسته كان حلم التمثيل بداخله وخصوصا في المسرح القومي. تقدم بعد تخرجه مباشرة لمسابقة في المسرح القومي، وجاء ترتيبه الأول في ثلاث تصفيات متتالية، وكان الوحيد في هذه التصفيات المتخرج من كلية الحقوق، ولكن قرار التعيين لم يحدث، في الوقت نفسه تسلم من القوى العاملة قرارا بتعيينه في بورسعيد بشهادة الحقوق وهو الوحيد في دفعته الذي يعين في موطنه الأصلي. رغم حبه لمدينته إلا أن محمود ياسين لم يتصور فكرة الابتعاد عن المسرح، لذلك رفض التعيين الحكومي وعاش في انتظار تحقيق الأمل حتى وقعت حرب 1967، وكان بمثابة انكسار فكري وروحي، خاصة للشباب. بعد ذلك أصبح له تاريخ طويل من الأعمال الفنية في السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة، لتميزه بصوت رخيم وأداء مميز في اللغة العربية، تولى التعليق والرواية في المناسبات الوطنية والرسمية، كما أدى أدوارًا قوية في المسلسلات الدينية والتاريخية. في هذا التوقيت، تم تعيين محمود ياسين بالمسرح القومي فبدأ رحلته في البطولة من خلال مسرحية «الحلم»، من تأليف محمد سالم، وإخراج عبد الرحيم الزرقاني، بعدها بدأت رحلته الحقيقية على خشبة المسرح القومي، والذي قدم على خشبته أكثر من 20 مسرحية أبرزها «وطني عكا، عودة الغائب، وقدساه، سليمان الحلبي، الخديوي، الزير سالم، ليلة مصرع جيفارا، ليلى والمجنون»، كما تولى خلال هذه الفترة إدارة المسرح القومي لمدة عام ثم قدم استقالته. سينما بالصدفة أما عن علاقته بالسينما فقد بدأت بظلم شديد لها من جانبه، ففي بداياته الأولى لم يكن يدرك أهمية هذا الفن الساحر ومدى تأثيره على المجتمع وفي الناس، ولم يكن حينئذ قد شاهد أعمال المخرجين الكبار أمثال صلاح أبو سيف وكمال الشيخ وحسين كمال ويوسف شاهين، ولهذا كان تردده في قبول العمل بها حتى أنه بدأ مشواره السينمائي بأدوار صغيرة من خلال أفلام: «القضية 68، شيء من الخوف، حكاية من بلدنا». حتى جاءته فرصة البطولة الأولى من خلال فيلم «نحن لا نزرع الشوك» مع الفنانة شادية، والذي كان من إخراج حسين كمال، ثم توالت أعماله السينمائية ليصل رصيده لأكثر من 150 فيلما حصد خلالها لقب «فتى الشاشة الأول». قام بعد ذلك بعمل عدة أفلام وهو كبير السن ومن أشهرهم فيلم الجزيرة مع الفنان أحمد السقا، وفيلم جدو حبيبي مع المطربة بشرى والذي قام فيه بدور «الجد».