" ابن رشد " كان فيلسوفا وطبيبا وقاضيا وفقيها ، أمضى حياته في البحث وطلب العلم ، له العديد من المؤلفات بلغت 108 مؤلفات ، وصلنا منها 58 مؤلفًا فقط . هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد ، وُلد في 14 أبريل عام 1126، لعائلة من أكثر عائلات الأندلس شهرة ونفوذًا . تلقى العلم على يد عدد من كبار علماء عصره ، أمثال أبي محمد بن رزق، وابن بشكوال ، وأبي جعفر بن عبدالعزيز ، عمل قاضيا في عام 1169 في مدينة إشبيلية ، ثم قاضيا في قرطبة ، ثم عُيِّن طبيبا خاصا للخليفة الموحدي أبويعقوب يوسف في مراكش، وقضى في مراكش 10 سنوات، حتى تُوفي الخليفة أبويعقوب . وفي عهد المنصور الموحدي ، زادت مكانة ابن رشد حتى كاد له بعد المقربين من الأمير مكيدة وأمر بنفيه ، وأحرق كتبه ، وأصدر الأمير منشورا يلزم المسلمين بعدم قراءة كتبه أو الاهتمام به، حتى اكتشف الحقيقة وأمر بعودته من منفاه، وعاد إلى مراكش من جديد وأكرمه السلطان كأحد أهم كبار الدولة. ويعتبر ابن رشد واحدا من أهم الفلاسفة الذين عاصروا العالم الإسلامي ، كما أنه علم من أعلام علم الفلسفة ، فقد اعتبر البعض أن الفلسفة الإسلامية ماتت بموت ابن رشد، وكان يلقب بالشارح الأفضل، وذلك لأنه الوحيد الذي تمكَّن من شرح ما قام أرسطو بكتابته بصورة واضحة ، وكان يتميز بالحجة والإقناع ، وكان من أقوى الفلاسفة في عصره ، حيث كان يملك من البلاغة والذكاء أن يقنع خصومه ويحاورهم. ويملك ابن رشد العديد من الكتب في مختلف المجالات ومنها مختصرات وجوامع، تلاخيص، الكليات، الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة، شرح البرهان، شرح كتاب النفس، شرح مابعد الطبيعة ، كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد في الفقه ، وكتاب تهافت التهافت الذي كان رد ابن رشد على الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة ، بالإضافة إلى كتاب الكليات ، وكتاب "المسائل" في الحكمة ، و كتاب "جوامع كتب أرسطاطاليس" في الطبيعيات والإلهيات ، وكتاب " شرح أرجوزة ابن سينا " في الطب. وتخليدًا لذكرى ابن رشد ، ونظرًا لفضله وإسهاماته في تطور البشرية ورقيها فقد تمت تسمية كويكب باسمه، اعترافًا من العلماء بفضله وتيمنًا باسمه.