سيدتي إنني قاتلة يا سيدتي ..وقد قتلت أعز وأنقى إنسانة في الدنيا .. قتلت صديقة الطفولة والأيام الحلوة يا سيدتي. أصبحت أكره نفسي بشدة وأكره زوجي أيضا لأنه كان شريكا في هذه الجريمة فقد تسببت أنا وهو معا في مقتل إنسانة بريئة ليس لها ذنب في حياتها سوى أن لها قلب طيب. سيدتي سأبدأ القصة الحزينة من البداية .. بالتحديد منذ حوالي عامين حين تشاجرت آنا وزوجي وترك هو المنزل في الصباح الباكر وقررت حزم أمتعتي والذهاب إلى بيت والدتي، ولكنني فكرت آن أتصل بصديقة عمري لأحكى لها ما حدث. استمعت لي بقلبها الطيب وطلبت منى الهدوء وعدم مغادرة المنزل حتى تأتى لي ، وانتظرتها ساعة وأكثر وحاولت الاتصال بها مرات عديدة حتى رد على شخص غريب وقال البقاء لله فقد صدمتها سيارة وهى تعبر الطريق. لم أصدق وذهبت للمستشفى وكانت الصدمة أكبر منى .. وطوال الفترة الماضية لم أسامح نفسي ونقص وزنى عشرين كيلوا وأصبح زوجي ينام في غرفة أخرى ولا يتناول الطعام في المنزل ونادرا ما يجلس مع طفلنا.. أعيش فى دوامة من الحزن لا تنتهي .. ماذا أفعل؟. عزيزتي يقول الشاعر " إن معنى موتنا مهما انطوت أيامنا بدء الخلود" كلنا يا سيدتي ماضون في النهاية إلى نفس النهاية الطبيعية والحتمية ، ونهاية كل منا يعرفها الله وهو الذي يختارها لنا ، فهذه ساعتها التي كتبها الله لها وماتت في المكان الذي اختاره الله لها وليس في الكون كله من يستطيع أن يتدخل في هذا الأمر إنها إرادة الله. حاولي أن تحققي ما كانت هي تحلم به ، حاولي أن ترسمي البسمة على وجوه من يعانون وأن تفعلي الخير وتهبي ثوابه لها هذا هو العمل الإيجابي .. ترجمي ألآمك إلى أفعال تسعدها وتعود عليها بالخير في آخرتها . فكرى في أي أعمال خيرية كانت تود أن تقوم بها وقومى بها . وتذكري يا سيدتي أن صديقتك رحمها الله قد خرجت من بيتها في الصباح الباكر كي تصلح بينك وبين زوجك فعلى الأقل حققا هذه الأمنية. توجهي إلى الله بقلبك واسأليه الرحمة والمغفرة لها ولك ولنا جميعا. لمراسلة الباب [email protected]