برز وزير الخارجية السعودي الجديد عادل الجبير بوصفه متحدثا مفوها باسم بلاده في نهجها الجديد لتأكيد دورها في الصراعات المتنامية في الشرق الأوسط. وتلقى الجبير تعليمه في الولاياتالمتحدة وهو من العارفين ببواطن المشهد الدبلوماسي في واشنطن كما أنه مستشار قديم لحكام المملكة، وهو شخصية معروفة في دوائر الحكومة في واشنطن ووجه مألوف في قنوات التلفزيون الأمريكي. وسيصبح الجبير أول شخصية من خارج الأسرة الحاكمة تتولى منصب وزير الخارجية خلفا للأمير سعود الفيصل الذي شغل المنصب على مدى 40 عاما وعين مبعوثا خاصا للملك سلمان بن عبد العزيز. والجبير ليس فقط شخصية عامة معروفة في الدبلوماسية السعودية بل من المطلعين على بواطن الأمور في الرياض. فبوصفه سفيرا للسعودية في واشنطن كان مترجم الملك الراحل عبد الله في اجتماعاته مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما كما أنه كان يسافر بانتظام إلى المملكة لاطلاع الملك شخصيا على التطورات. وتتضح مهارات الجبير في عرض القضايا نيابة عن الأسرة الحاكمة المحافظة من كونه المسؤول الذي أعلن بدء حملة الضربات الجوية التي تقودها السعودية على قوات الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن الشهر الماضي. وصاغ الجبير المبادرة في قالب وقف النفوذ الإيراني في بلد تعتبره الرياض فناءها الخلفي. وتنفي ايران تقديم دعم عسكري للحوثيين لكن التصرف غير المسبوق الذي أقدمت عليه الرياض بحشد ائتلاف لقصف الحوثيين يبرز مدى جديتها في النظر إلى ما تعتبره خطرا تمثله إيران وكذلك المدى الذي بلغه نهجها الجديد في تأكيد دورها. وبالنسبة لأسرة آل سعود فإن احتمال امتلاك إيران القنبلة النووية سيناريو كابوسي ويعتبر تفاوض القوى العالمية معها من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء النزاع النووي القديم مصدرا رئيسيا للقلق. وتنفي إيران اتهامات غربية بأنها تسعى لامتلاك سلاح نووي وتتفاوض القوى العالمية على اتفاق يضمن عدم حصولها على القنبلة. مستشار الأسرة الملكية وفي مقابلة مع قناة سي.إن.إن في 26 مارس قال الجبير "الكل يريد حلا سلميا لبرنامج إيران النووي لكن يجب أن يكون اتفاقا جادا ومتينا يمكن التحقق من صحته." وأضاف "نحن نشعر بالقلق أيضا لتدخل ايران في شؤون الدول الأخرى في المنطقة سواء في العراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن وغيرها." وتقول ايران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية مثل توليد الكهرباء وتنفي التدخل في شؤون الدول الأخرى في المنطقة. ومن المواقف التي برز فيها اسم الجبير عام 2011 عندما اتهمت الولاياتالمتحدةايرانيين اثنين بالتآمر لاستئجار قاتل محترف لاغتياله بقنبلة في أحد المطاعم، ونفت إيران أن لها أي دور في المؤامرة المزعومة. وقال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد آنذك إن هذه المؤامرة لفقتها واشنطن لإحداث صدع بين طهرانوالرياض. غير أن محكمة قضت في 2013 بسجن بائع سيارات مستخدمة ايراني المولد من تكساس 25 عاما بعد اعترافه بالاشتراك في مؤامرة مع وحدة عسكرية ايرانية لقتل الجبير. وعين الجبير مستشارا للديوان الملكي في عام 2005 وسفيرا للسعودية في واشنطن عام 2007 عندما خلف الأمير تركي الفيصل الرئيس السابق للمخابرات السعودية. وقبل ذلك ببضع سنوات كلفت المملكة الجبير بقيادة محاولة علنية لإبراز الفصل بين الأسرة الحاكمة والتشدد الإسلامي للقاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر في الولاياتالمتحدة. وحصل الجبير الذي يتحدث العربية والانجليزية والألمانية بطلاقة على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصاد من جامعة نورث تكساس عام 1982 وعلى درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جورجتاون عام 1984.