كوادر طبية مدربة .. معلومات علمية مبسطة .. تشخيص وعلاج مبكر .. ثلاثة جوانب هامة تشكل مثلث محاصرة مرض السرطان وتجنب مضاعفاته ورفع نسب الشفاء . ولأن قلة خبرة بعض الأطباء تعد عاملاً أساسياً فى تدنى مستوى الرعاية الصحية التى يعانى منها المريض المصرى أحيانا وخاصة فى الأمراض المزمنة والخطيرة ،تكاتفت الجهود لتوفير التعليم المستمر للأطباء من خلال إطلاق أول أكاديمية علمية للأورام فى مصر تبدأ عملها فى شهر مايو لرفع مستوى الأطباء من كافة المحافظات فى هذا المجال الذى يعد ثانى مسببات الوفاة على مستوى العالم. من جانبه يقول أستاذ طب الاورام بالمعهد القومى للأورام و رئيس الجمعية المصرية لأمراض السرطان د.مصطفى الصيرفى أن هذه الأكاديمية تعد أول شراكة من نوعها بين الجهات الأكاديمية المتمثلة فى الجمعية وواحدة من الشركات العملاقة المتخصصة فى انتاج أدوية السرطان بهدف الارتقاء بمستوى الطبيب المصرى وإطلاعه على أحدث أساليب التشخيص والعلاج خاصة وأن الخريج الحديث تكون معلوماته ضئيلة عن مرض السرطان ويحتاج لحوالى 10 سنوات ليكتسب خبرة كافية فى هذا المجال. ولهذا يطالب د. الصيرفى بتعديل مناهج كلية الطب لزيادة المعلومات حول هذا المرض الذى يصيب نحو 120 شخص لكل 100 ألف نسمة ومع ذلك تصل نسبة الشفاء منه فى مصر الى 55%. ويشير مدير مركز قصر العينى لعلاج الأورام والطب النووى د. ياسر عبد القادر إلى أن سرطان الثدى والكبد والمثانة والغدد الليمفاوية هى أكثر الأنواع انتشاراً فى مصر طبقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية. وتمثل نسبة الوفيات بالسرطان فى مصر والعالم حوالى 11% من المرضى وهو بذلك يعد ثانى مسببات الوفاة بعد أمراض الشرايين التاجية والتى تصل الى 39% ، ولهذا يطالب د. عبد القادر بانشاء برنامج قومى حقيقى لمواجهة السرطان فى مصر من خلال توفير قاعدة بيانات لتحديد عدد المرضى بدقة ومعرفة أسباب الإصابة مشيراً الى أن القطاع الخاص يعد المصدرالرئيسى لتقديم الخدمات الطبية فى مصر بنسبة 18% فى حين تساهم المستشفيات الجامعية بنسبة 10% ومنظمات المجتمع المدنى بنحو% 6 ويوضح نائب رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة لمراكز الأورام أن علاج السرطان د. طارق هاشم يمثل 25% من إجمالي الإنفاق الصحي لنفقة الدولة بما يساوي حوالي نصف مليار جنيه سنويا، ويستفيد منه المرضى غير الخاضعين للتأمين الصحي(بما يعادل 50% من المرضى). ويتم حالياً مشروع تسجيل مرضى السرطان من خلال التنسيق بين وزارات الصحة والتعليم العالى والاتصالات لتحديد حجم المشكلة فى مصر والى جانب تجميع البيانات من مراكز الأورام المنتشرة فى المحافظات ويبلغ عددها عشرة مراكز تهدف وزارة الصحة لتوفير وحدات الكشف المبكر للأورام بها وتدريب أطبائها من خلال الأكاديمية العلمية للأورام لتقديم خدمة متميزة وموحدة للمريض المصرى فى كافة أنحاء الجمهورية. و من ناحيتها تشير مدير عام شركة الدواء المشاركة فى المشروع د. نفين الخورى، أن برنامج الأكاديمية العلمية للأورام يعد خطوة هامة على طريق الانتقال من البحث الأكاديمى إلى التطبيق العملى بعد 50 عاما على انشاء أول مصنع للشركة فى مصر موضحة أن دعم التعليم المستمر لمساندة الأطباء حديثى التخرج والمتخصصين لتخفيف معاناة مرضى السرطان يعد جزء من المسئولية الاجتماعية للشركة الى جانب مواصلة البحث العلمى لانتاج أدوية جديدة للسرطان أكثر فاعلية . وتضيف د. نيفين الخورى أن الاعلام المتوازن الهادف يعتبر الشريك الاول فى تحقيق أهداف الاكاديمية العلمية للأورام . ويوضح رئيس قسم علاج الاورام بكلية طب جامعة القاهرة د. حمدى عبد العظيم أن هناك برنامج خاص لهذه الأكاديمية يمتد لفترة تصل إلى ثلاثة أعوام وهو عبارة عن ورش عمل لمدة 3 شهور للتدريب عل تشخيص وعلاج كل نوع من أنواع السرطان . ويضيف د. عبد العظيم أن الطبيب يحتاج لاجتياز 120 ساعة معتمدة سنويا لرفع كفاءته بالمستوى المطلوب سواء من خلال حضوره محاضرات الأكاديمية أو اشتراكه فى مؤتمرات علمية محلية أو عالمية.