واصل البيت الأبيض، الأحد 8 سبتمبر ،مساعيه لكسب الدعم للقيام بعمل عسكري في سوريا لكنه يواجه معركة صعبة في الكونجرس. فقال عدد من الأعضاء البارزين إنهم لم يقتنعوا بالموافقة علي تنفيذ ضربات ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد. في حين أن مجلس الشيوخ الأمريكي سيجري تصويتاً يمثل اختباراً حاسماً شارك كبير موظفي البيت الأبيض دينيس مكدونو في خمسة برامج حوارية للتأكيد علي أن ضربة محدودة رداً علي الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية سيبعث رسالة ردع. وأضاف الجمهوري مايك روجرز رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب والمؤيد للضربات العسكرية، إن الرئيس باراك أوباما لم يقدم مبررات جيدة لتنفيذ عمل عسكري بهدف معاقبة الأسد. وقال روجرز علي شبكة سي.بي.إس "من الواضح جدا أنه فقد الدعم في الأسبوع الماضي، لم يقدم الرئيس أسبابا مقنعة." وواجهت خطة أوباما معارضة كبيرة من الجمهوريين وزملائه الديمقراطيين في الكونجرس حيث يخشي الكثير من المشرعين أن يؤدي شن ضربات عسكرية في سوريا إلي التزام أمريكي طويل الأمد هناك ويثير صراعات أوسع نطاقا في المنطقة. وقالت النائبة الديمقراطية لوريتا سانشيز عن ولاية كاليفورنيا علي تلفزيون إن.بي.سي "أتساءل أين هي قضية الأمن القومي؟ تأكدوا أنه في اللحظة التي يسقط فيها أحد صواريخ كروز هناك نكون في قلب الحرب السورية." وشدد الجمهوري مايكل مكول رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب إن خطة أوباما "طائشة". وأضاف مكول "المشكلة هي أنني أعتقد أن إطلاق عدد قليل من صواريخ توماهوك لن يعيد إلينا مصداقيتنا في الخارج، هذا نوع من الإجراءات الرامية لإنقاذ ماء وجه الرئيس بعد أن وضع الخط الأحمر." وقال النائب الديمقراطي جيم مكجفرن من ولاية ماساتشوستس لشبكة سي.إن.إن "لو كنت مكان الرئيس لسحبت طلبي، لا أعتقد أن هناك تأييدا في الكونجرس." وتظهر استطلاعات رأي أعضاء الكونجرس أن أوباما يواجه مهمة صعبة. وكشف استطلاع أجرته واشنطن بوست أن 223 عضوا في مجلس النواب إما يعارضون التفويض باستخدام القوة العسكرية في سوريا أو يميلون إلي معارضته. ويفوق هذا العدد المطلوب لعرقلة مشروع قرار التفويض والذي يبلغ 217 نائبا. ورغم ذلك مازالت هناك تكتلات كبيرة من المشرعين المترددين وقال مكدونو إنه "من السابق لأوانه للغاية استخلاص أي استنتاجات" بشأن النتيجة النهائية في الكونجرس، غير أن عددا من المشرعين قالوا إن البيت الأبيض يخوض معركة خاسرة. وقال الجمهوري باك مكيون رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب لشبكة سي.إن.إن إنه في ضوء التخفيضات التي أجريت للميزانية العسكرية في الأعوام الأخيرة فإن التكلفة الإضافية للعملية في سوريا قد تضر بجاهزية الجيش. وقاد مكدونو جهود الضغط التي بذلتها الإدارة ، الاحد 8 سبتمبر ، وستتواصل تلك الجهود عندما يجري أوباما ست مقابلات تلفزيونية وتتحدث مستشارة الأمن القومي سوزان رايس عن سوريا في واشنطن. ورد الأسد علي أوباما ، إذ نفي مسؤولية حكومته عن الهجوم الكيماوي في سوريا وقال إنه لا يوجد دليل حاسم علي هذا الهجوم. وقالت شبكة سي.بي.إس إن الأسد قال في مقابلة أجريت في دمشق "لا يوجد دليل علي أنني استخدم الاسلحة الكيماوية ضد شعبي." وقال مكدونو إنه "من المنطقي" أن الأسد مسؤول عن الهجوم. وأبلغ شبكة سي.إن.إن "الآن هل لدينا دليل دامغ لا يدع مجالا للشك؟ هذه ليست محكمة والمخابرات لا تعمل بهذه الطريقة." ولم يستبعد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أثناء حديثه في باريس بعد لقائه عدداً من وزراء الخارجية العرب العودة إلي مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار بخصوص سوريا فور استكمال محققي الأممالمتحدة تقريرهم بشأن الهجوم الكيماوي ولكنه قال إن بعض الدول العربية تريد ردا قويا.