دعت صحيفة "الراية" القطرية شعوب الربيع العربي إلى الالتزام بأدبيات السياسة وعدم الزج بالدين في خلافات سياسية تقود إلى فتنة بين الشعوب، مشددة في هذا الصدد على رفضها الشديد لفتاوى القتل في بعض الدول العربية. وقالت الصحيفة -في افتتاحيتها السبت 9 فبراير بعنوان "لا لفتاوى القتل"، إن مقتل المعارض السياسي التونسي شكري بلعيد والفتوى التي أصدرها أحد السلفيين بمصر بإباحة دم عدد من قادة جبهة الإنقاذ المعارضة تعد تراجعا خطيرا لثورات الربيع العربي بعد النجاحات التي تحققت بإزاحة نظامين دكتاتوريين، كما أنهما يشكلان فتنة وتهديدا داخليا في كل من تونس ومصر. وأكدت ضرورة مواجهة مثل هذه الظواهر الخطيرة والشاذة التي يجب ألا يسمح بها خاصة أن البلدين يمران بمرحلة دقيقة تتطلب الحوار لا الانقسام في مثل هذه الظروف. وأوضحت الصحيفة أن عصر ممارسة الاغتيال السياسي أو التلويح به قد انتهى بقيام ثورات الربيع العربي التي شارك فيها الجميع وساهموا في إسقاط الدكتاتورية، محذرة من أن العودة لممارسة مثل هذه الظواهر الشاذة تمثل انتكاسة حقيقية لأهداف الثورات. ونوهت بأن هذا الأمر يتطلب وأد تلك الظواهر المؤسفة في مهدها حتى لا ترتد أهداف الثورات التي بنت عليها الشعوب تطلعاتها في الحرية والديمقراطية والمشاركة السياسية بعيدا عن الاغتيالات والتهديد بإباحة الدم. وأشارت الصحيفة إلى أن جنازة بلعيد التي شارك فيها أكثر من مليون ونصف المليون تونسي شكلت استفتاء حقيقيا رافضا لسياسة الاغتيالات ورسالة واضحة بأن الشعب التونسي لن يسمح بتكرار مثل هذا الحادث.