حثت مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية الأسبوعية المجتمع الدولي لتمويل الإسلاميين المعتدلين والعلمانيين في الائتلاف الوطني السوري، لاسيما وأن هذا التمويل من شأنه أن يصب في مصلحة البلاد والقوى الغربية في الوقت ذاته. وأكدت المجلة الأمريكية - في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني الخميس 24 يناير - أنه بات من غير الممكن القول بأن المساعدات المقدمة لقوات المعارضة السورية لا تؤتي ثمارها، نظرا لأن هذه القوات لم تحصل على أية مساعدات فعلية على أرض الواقع. ولفتت المجلة إلى أنه برغم من أنه بات من الصعوبة تجنب عسكره النزاع أو منع تهميش الجماعات غير المسلحة، إلا أن هذه الفكرة لا تأخذ في الاعتبار أن هناك تفاوتا هائلا ومستمرا بين قوات المعارضة السورية والقوات النظامية، فالنظام السوري ليس فقط أفضل من ناحية التسليح والتنظيم من ميليشيات المقاومة، بل يعد أيضا أكبر قوة مدمرة في البلاد،بالنظر إلى أعمال القتل والمجازر التي ارتكبها في حق المدنيين. وأوضحت المجلة أن التفاوت في القوة العسكرية بين الطرفين لا يكبح استخدام القوة من جانب النظام السوري، بل على العكس إن هذا التفاوت يعد بمثابة عامل مشجع للقوات النظامية لاستخدام المزيد من القوة -كما حدث من قبل الولاياتالمتحدة في العراق، أو كما حدث من قبل إسرائيل مرارا وتكرارا في غزة - فأقوى الأطراف تعتمد على "القوة الساحقة" عندما تفشل الحلول الأخرى. وتابعت المجلة قولها "إن التفاوت في مستوى التسلح يعد السبب الوحيد في استمرار اعتقاد الديكتاتور السوري بشار الأسد بقدرته على الفوز، فهو لا يزال ، وحتى عقب أن ضعفت قبضته في السيطرة على مساحات شاسعة من البلاد، وانضمام أغلبية أبناء الشعب السوري إلى المعارضة ، وتردي الحالة الاقتصادية التي باتت تشهدها البلاد، لديه من الطائرات والمروحيات والدبابات والصواريخ ما لا تمتلكه قوات المعارضة".