ذكرت مجلة "فرونت بيج" الأمريكية أن الحرب غير القانونية التي شنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في ليبيا إبان ثورتها ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي قد حولت ليبيا إلى أفغانستان جديدة. وقالت المجلة - في تقرير لها أوردته على موقعها الإلكتروني السبت 19 يناير - إن تفاقم الأوضاع الأمنية في ليبيا تسبب في كارثة أكبر، أرسلت فرنسا على إثرها ما يزيد على الألف جندي لمحاربة الإرهابيين المنتمين إلى تنظيم القاعدة في شمال مالي، وهو الأمر الذي اتخذ منحى آخر تجلى في ظهور أزمة الرهائن الأمريكيين والأوروبيين المحتجزين في الجزائر. وأضافت الصحيفة: "أن أوباما لم يخسر فقط حربه في أفغانستان بل ساهم في تحويل شمال أفريقيا إلى أفغانستان جديدة"، مشيرة إلى أن جميع المؤشرات تفيد أن الإسلاميين الذين احتجزوا الرهائن الأجانب والجزائريين في إحدى المنشآت الصناعية بالجزائر قد تلقوا تدريبات على أيدي جهاديين على طول الحدود في جنوب ليبيا. وأشارت إلى أن الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات التابع للمجلس الوطني الانتقالي الليبي رامي العبيدي أكد وجود ثلاثة معسكرات في جنوب ليبيا يديرها مسلحين محلليين وأجانب، كاشفاً في الوقت ذاته أن الجيش الليبي يملك قدرات قليلة في هذه المساحة الشاسعة من الصحراء فضلا عن تخوفه من مواجهة المتشددين. وأعلن العبيدي أن الميليشيات المسلحة في ليبيا كانت تمول المجموعات المتشددة في مالي وفرع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب إلى جانب إمدادهم بالدعم اللوجيستي. واختتمت المجلة الأمريكية تقريرها بالقول بإن إستراتيجية أوباما في ليبيا تسببت في تحويل أجزاء كبيرة منها إلى أفغانستان جديدة، لافتة إلى تصريح الأمين العام للأمم المتحدة "كوفي أنان" ،بأن الوضع في مالي لا يعدو كونه أضرارا جانبية للصراع الذي دار في ليبيا.
