الثوار الليبيون يستعدون للهجوم على أخر معاقل القذافى كل احرار العالم، رحبوا بسقوط نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا.. فهو دكتاتور استمر في الحكم اكثر من أربعين عاما لم يعرف الشعب الليبي خلالها أي معني للديمقراطية.. اهدر القذافي ثروات البلاد علي مغامرات جنونية ونزوات عبثية ومظاهر كاذبة وبينما كان القذافي ينفق مليارات الدولارات في الهواء، كان الشعب الليبي يعاني أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية رهيبة. لذلك، انطلقت الثورة الليبية في 71 فبراير وسط تشجيع الملايين في كل مكان من العالم. ولكن، كما يقولون، فالشيطان يكمن في التفاصيل.. وجاء تدخل حلف الاطلنطي عسكريا لدعم ثوار ليبيا لكي تثير الكثير من علامات التعجب والاستفهام حول حقيقة ما جري ويجري في ليبيا منذ ستة شهور. وجاء التدخل الامريكي بكل الوسائل ضد نظام القذافي لكي يطرح المزيد من التساؤلات. العالم ليس مدينة فاضلة يقوم خلالها اوباما وساركوزي وبرلسكوني وكاميرون بمساعدة قوي الحق والخير الرافضة للظلم والطغيان هناك بالتأكيد اطماع ومخططات أجنبية في ليبيا. وهناك ايضا ثورة ضد الطاغية الدكتاتور ومهمة الشعب الليبي الآن هي ان يؤكد قدرته علي حماية ثورته من الدكتاتورية وايضا من محاولات الاستغلال والهيمنة الاجنبية. واجهت قوات الثوار مقاومة شديدة وهي تستعد للزحف علي مدينة سرت مسقط رأس القدافي. وقد عززت قوات المجلس وحداتها في راس لانوف بعد ان سحبت تعزيزاتها من مواقع اقرب إلي سرت لاتقاء نيران صواريخ مقاتلي القدافي. وقال احد قادة قوات المجلس انه يتعين عليهم ان يتقدموا بحذر بسبب الاعداد الكبيرة من المدنيين القاطنين في بلدات تقع علي الطريق الي سرت. كما استمر القتال في الاحياء الجنوبية من طرابلس بينما ظل وسط المدينة هادئا. واندلع قتال عنيف حول المطار. كما اندلعت معارك عنيفة بمختلف انواع الاسلحة في مناطق زوارة الساحلية والعجيلات التي تبعد نحو 100 كيلومتر غربي طرابلس ونحو 60 كيلومترا عن معبر راس جدير الحدودي مع تونس . وقالت مصادر ان هذه المعارك ستحسم الوضع في المعبر والمناطق الغربية المتاخمة له وان الوضع العسكري من الجانب الليبي بمعبر راس جدير سيبقي "غامضا" ما لم تقع مدينة زوارة في ايدي الثوار. في هذه الأثناء أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن مقاتلات بريطانية من طراز تورنادو قصفت مقر قيادة لقوات العقيد معمر القذافي في سرت. وبحسب بيان الوزارة فقد أطلقت الطائرات صواريخ موجهة علي قبو يضم مركز قيادة وسيطرة، ولم ترد انباء عن وجود القذافي في سرت أثناء الغارة. في الوقت نفسه قال مسئولون أمريكيون سابقون وحاليون إن وكالة المخابرات الامريكية تضطلع بدور حيوي في تعقب القذافي، إلا أنها تحرص علي الإبقاء علي هذا الدور بعيدا عن الأنظار. ويقول بروس ريدل المسئول السابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" والباحث البارز في مؤسسة بروكينجز "يتعلق الأمر بالوصول إليه قبل سعيه لتشكيل جبهة تمرد ضد الحكم الجديد". وأضاف "بالنسبة لتعقب القذافي، أنا متأكد أن الوكالة تدرس بعناية أنماط تحركاته السابقة نما يشير إلي الأماكن المحتمل أن يتواجد بها الآن". وفي هذه الأثناء، تلقي القذافي ضربة موجعة من أقرب المناصرين له، حيث تخلت عنه عدة دول أفريقية، وقال مسؤول في الاتحاد الأفريقي ان ا20 دولة افريقية اعترفت بشكل فردي بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبياب. في سياق مختلف، اكد العقيد الطيار احمد الباني المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع وجيش التحرير الوطني الليبي انه لا توجد اية قوات اجنبية في ليبيا وان كل ما يقال في هذا المجال »لا اساس له من الصحة. وقال الباني لا توجد اية قوة اجنبية علي الارض الليبية اطلاقا لا في شرق ليبيا ولا في غربها ومن هم علي الارض هم ليبيون شرفاء. وردا علي سؤال حول وجود عناصر استخبارية اجنبية في محيط طرابلس اكد المتحدث الليبي ان هذا الكلام لا اساس له من الصحة. الاجانب الموجودون في طرابلس هم رجال الاعلام الذين ينقلون الصورة الحية للعالم. وعن امكانية طلب قوة حفظ سلام دولية إلي ليبيا قال »نحن قادرون علي تحرير بلادنا ثم قادرون علي حفظ الامن والامان باي طريقة كانت ومن ثم قادرون علي بناء ليبيا. مضيفا في هذه المرحلة نحن لسنا بحاجة لاية قوة علي الارض كي تحمينا . علي الصعيد السياسي نقل الثوار الليبيون لجنتهم التنفيذية التي تقوم مقام حكومة من بنغازي معقلهم في شرق البلاد إلي طرابلس التي دخلوها الاحد الماضي كما اعلن مسئول كبير في المجلس الوطني الانتقالي الجمعة. علي صعيد آخر وافق مجلس الامن الدولي علي الافراج عن 5.1 مليار دولار من الارصدة الليبية المجمدة وذلك بهدف تمويل مساعدة عاجلة لاعادة اعمار البلاد كما اعلن دبلوماسيون. ويأتي هذا القرار اثر اتفاق تم التوصل اليه بين الولاياتالمتحدةوجنوب افريقيا التي تعارض هذا الاجراء منذ اسبوعين كما اوضح هؤلاء الدبلوماسيون. وهذه الاموال مجمدة في مصارف امريكية ولكن جنوب افريقيا تعارض الافراج عنها داخل لجنة العقوبات في مجلس الامن بسبب عدم الاتفاق علي الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي وهو الهيئة السياسية للثوار الليبيين .