هل يرضي من يفوز بمنصب رئيس مصر، أن يتنازل عن وصفه ب "رئيس الجمهورية"، ليصبح نعته "خادم مصر والمصريين"، عن قناعة كاملة لمفهوم منصب رئيس مصر الثورة؟.. وهل يبدأ الرئيس الفائز عمله بإعلاء حق شهداء الثورة ومصابيها في القصاص العادل؟.. وهل يقنع الفائز برئاسة مصر بأن مهام منصبه تلزمه بتحقيق أهداف ثورة 25يناير مكتملة، بالبدء فورا في اتخاذ الإجراءات الفورية والإعلان عن جدول زمني، موضحا آليات التنفيذ؟.. وهل يتخلص الرئيس الفائز من سلبيات ثقافة الحاكم المتفرد بالحكم، يأمر فيطاع، ويري نفسه حاكما بأمره، والشعب محكوم بتوجهاته؟.. وهل يدرك الرئيس القادم أن الشعب هو الزعيم، وأنه هو الذي أتي به إلي كرسي الرئاسة بانتخابه، وأنه القادر علي خلعه من منصبه، وله في خلع مبارك ونظامه العبرة والمثل؟.. وهل يملك الفائز بالرئاسة كياسة المؤمن بأن انتخاب الشعب له تكليف بالعمل في هذا المنصب للخدمة العامة، وليس تشريفا وتكريما له علي ما سبق أن قدمه في تاريخ عمله العام؟.. وهل يذهب الفائز بمنصب رئيس مصر إلي تأصيل مبدأ عمر بن الخطاب في العدل لتكون سمة لممارسته للحكم؟.. وهل يرتقي الفائز بالرئاسة بأدائه ليتجاوز الأزمات ويعلي لغة العقل في إدارة البلاد؟.. وهل يعمل الرئيس المنتخب بإرادة شعبية انطلاقا بمنهج علمي، يسعي به لسلوك أقصر الطرق لبناء مصر الجديدة؟.. وهل يعلي الفائز بسباق الرئاسة دولة القانون، ويجعل أمر البلاد شوري بينه وبين الشعب ومؤسساته؟.. وهل يحكم الرئيس الفائز باسم الشعب حقا، وأن يتقي الله في جميع قراراته، وألا يعبأ بغير الله رقيبا علي عمله، وأن يضع صالح المواطن حقا مفعلا، وليس شعارات مغلفة لخطابه؟.. وهل يراعي الرئيس حسن الاختيار لمعاونيه، علي أن يكونوا من أهل الخبرة والعلم وليسوا أهل الثقة، ودون محاباة لمن كانوا له عونا في مسيرته الانتخابية؟.. وهل يقنع الرئيس القادم بأن الشعب صاحب الحق الأول في انتقاده ونصحه، تصويبا وتصحيحا للمسار، مدركا أن الصديق من يصدقك؟.. وهل ينظر الرئيس لمهمته كخادم لمصر والمصريين انها توجب عليه العمل علي إعلاء كرامة المصريين، ضعيفهم قبل قويهم، صغيرهم قبل كبيرهم، فقيرهم قبل غنيهم، لتكون رايته في حكمه إعلاء مبدأ مصر للمصريين، ومصر فوق الجميع؟ كل ذلك، وغيره كثير، يريدها الشعب من الرئيس الذي انتخبه بإرادة حرة، وشاءت الأقدار أن يكون أول رئيس تأتي به صناديق الاقتراع بعد ثورة الشعب في 25 يناير، وما قدمه هذا الشعب من تضحيات، وما تحمله من عناء لعقود كثيرة، فكانت ثورته استخداما من الله لهذه الأمة، في النهوض من سباتها لإعلاء نهضتها، بعد تخلصها من حكم المفسدين وفساد الأنظمة التي سلبت حقه في الحياة، ونهبت خيرات البلاد.. ويري الشعب حقه فيمن انتخبه رئيسا أن يؤمن بأن الحكم لله، وأن الحاكم مستخلف في أهله، وليكن أمينا علي قضاء مصالحه، وأن يعمل مخلصا لتحقيق العدالة الإجتماعية ليعم السلام المجتمعي بين أبناء الوطن، كبداية مع إعادة الأمن والأمان المفقودين.. وأن يدعم كل ما هو خير، ولتكن شيمته الحب لكل أبناء وطنه، وأن يكون رئيسا لكل المصريين، دون تفرقة.. وأن يسعي لإرساء مبدأ المشاركة لتجاوز الأمراض المجتمعية التي خلفتها أنظمة الحكم الفاسدة، وهو ما يحتم إعلاء ثورة العقلاء استعادة لثقافة الانتماء. وتعظيم سلام للجيش المصري، علي مشهد مصر في انتخابات الرئيس، ولنا كل الفخر برجاله الذين صدقوا الوعد.. وكان الشعب المصري كعادته عظيما، مؤكدا أنه سليل حضارات تعاظمت، فكان لأبنائه عظمة يستحقها، وليت ما يدور بين خلجاته من تمنيات ومطالب تجد أذنا صاغية لدي الرئيس المنتخب.. وتحيا مصر.