فردوس عبدالحميد فنانة قديرة قدمت العديد من الاعمال الناجحة علي مدار اربعين عاما حرصت خلالها علي تقديم أعمال هادفة تحمل رسالة ومضمونا منها مسلسلات «هدي شعراوي» «ليالي الحلمية» «زيزينيا» «ليلة القبض علي فاطمة» «البؤساء» «كوكب الشرق» «أنا وأنت وبابا في المشمش» «ليل الثعالب» «في مهب الريح» «وتمضي الأيام» «أدهم وزينات والثلاث بنات» وأفلام «البركان» «الجنة تحت قدميها» «طائر علي الطريق» «الحريف» «ناصر 56» انها الفنانة فردوس عبدالحميد وكان لنا معها هذا الحوار... ما سبب غيابك عن الدراما التليفزيونية الموسم السابق ؟ لأنني لم أجد العمل الذي يناسبني، فكنت أبحث عن عمل يحترم عقلية المشاهد ويناقش المشاكل الحقيقية التي يواجهها مجتمعنا بطريقة تساهم في بناء الاخلاقيات والسلوكيات وتعمل علي إعادة الذوق إلي الجمهور ويساعد فعلياً في بناء المجتمع هذا ما أحب أن اشارك به وإذا لم أجد العمل الذي يناسبني أفضل الصمت والانسحاب لذلك قررت الغياب. ما الدور الذي يجب أن تلعبه الدراما التليفزيونية لبناء المجتمع ؟ الأعمال التليفزيونية لها دور فعال وكبير في بناء المجتمع أو تحطيمه، وعلي أهل الفن إعادة تقديم الأعمال القيمة التي تحمل رسالة هادفة للجمهور وتستطيع من خلالها التغيير الفعلي في سلوك المجتمع بالتوعية الثقافية والسياسية، وعلي سبيل المثال الانتخابات البرلمانية الاخيرة في اليوم الأول نزل عدد قليل وفي اليوم الثاني بدأ الاعلام طرح الاغنيات الوطنية لتحفيز المواطنين وتنبيههم لحضور الانتخابات فارتفعت نسبة المشاركة، واذا كانت الدراما قد شاركت في التوعية لأهمية المشاركة في الانتخابات لارتفعت نسب المشاركة أكثر، فالفن له دور كبير لا يمكن الاستهانة به في بناء المجتمع. من المسئول عن غياب الأعمال التاريخية ؟ الأعمال التاريخية لم تعد موجودة إطلاقاً حيث اختفت منذ خمس سنوات والدولة هي المسئول الاول عن انتاج الاعمال القومية والتاريخية والوطنية كما كان يحدث في السابق ولقد قدمت مسلسل «هدي شعراوي» الذي ناقش دور المرأة في المجتمع قبل ثورة 1919، وغيرها من الأعمال وللأسف اختفت مثل هذه الأعمال ولو نظرنا إلي واقع الفن حالياً سنجده في حالة تراجع تستدعي تدخل الدولة لإنقاذ القوي الناعمة لمصر. كيف تعود مسلسلات القطاع العام لريادتها مرة اخري؟ ستعود اذا تحمست الدولة لمنافسة القطاع الخاص من خلال عدد كبير من الأعمال الوطنية التي نحتاجها في الوقت الحالي، فمعظم انتاجات القطاع الخاص تبحث فقط عن الربح ولابد ان يكون للدولة دور لايقاف ذلك بتواجد إنتاجها علي الساحة الفنية بأعمال تناقش المشاكل والاوضاع الحالية بمصداقية.. فالقطاع العام لم ينتج اي عمل ناجح علي الاطلاق منذ 5 أعوام، بعد أن كان يملك قسما خاصا لانتاج الافلام التليفزيونية بجانب المسلسلات وللأسف كل ذلك لم يعد موجودا بعد أن كان قطاع الانتاج ينتج حوالي 40 إلي 50 مسلسلا سنويا غير أعمال شركة صوت القاهرة فبعودة القطاع العام سنستطيع منع مسلسلات الاسفاف وعمل توازن بين الاعمال، أما الان فالساحة الفنية يملكها القطاع الخاص فقط. ما الأعمال التي تابعتها لهذا العام ؟ لم أتابع أعمالاً كثيرة ولكنني اعتقد ان مسلسل «طريقي» للمطربة شيرين عبدالوهاب هو الأفضل، ففريق العمل استطاع اخراج المسلسل بشكل لطيف ورومانسي واجتماعي بحكمة وهدوء.