أكد عدد كبير من نجوم الفن والدراما علي أهمية أن تناقش الدراما المرحلة المقبلة ظاهرة الإرهاب باعتبارها تحدياً قوياً يواجه الأمن القومي المصري. مشددين علي أن للفن دور كبير في معالجة العديد من الظواهر السلبية ومخاطبة الرأي العام بشكل أكبر من السينما خاصة أن التليفزيون الآن أصبح في كل بيت دون استئذان. "المساء" استطلعت آراء نجوم الدراما في كيفية مواجهة ظاهرة الإرهاب من خلال السطور التالية: الكاتب والسيناريست مجدي صابر قال: الحديث عن أهمية الفن وضرورة أن تتحول الأعمال الدرامية إلي سلاح يواجه قضايا الفكر والتطرف أمر مفروغ منه. وفي رأيي أنه واجب وطني علي كل مصري حر يخاف علي الدولة ويتمني لها الاستقرار والانتصار. خاصة بعد أن أصبحت حوادث الإرهاب موجودة بشكل يومي ويتضرر منها الأطفال قبل الكبار. أضاف: أتمني أن تنتبه دراما الإنتاج الخاص لأهمية المرحلة المقبلة. ولا تهدف فقط إلي الربح في أعمالها. لأن هذا هو وقت المشاركة حتي تعبر مصر أزمتها وتمر من تلك المرحلة العصيبة. أشار صابر إلي أن واجبه الوطني ووازعه الأخلاقي يفرض عليه أن يكون عمله القادم عن ملف الإرهاب وقال: أنا بصدد كتابة مسلسل عن حياة أحد ضباط الجيش المصري وهو من أسرة مصرية بسيطة متدينة ويذهب الضابط ليحارب في سيناء ضد الإرهاب ويستشهد في النهاية وهذا العمل سأهديه لأبطال القوات المسلحة والشرطة الذين يستشهدون من أجل الحفاظ علي أمن الوطن. مضيفاً إلي أن العمل سيتطرق لرصد مشاعر الأسرة المصرية التي تفقد ابنها في أحداث مماثلة. اختتم صابر حديثه قائلاً: مثل هذه الأعمال هي المطلوبة الآن وأتمني عودة قطاعات التليفزيون المصري إلي الإنتاج سواء كان قطاع الإنتاج أو شركة صوت القاهرة. فهما معا قدما أهم الأعمال في تاريخ الدراما العربية. ولابد أن يستكملا مسيرتهم لإنتاج أعمال ضد التطرف والإرهاب. * الفنانة فردوس عبدالحميد: بدأت حديثها قائلة: اينما وجد الفن الراقي وجد الشعب المثقف البعيد عن التطرف والخرافات. والدراما ليست بالضرورة أن تقدم موضوعات مباشرة لمعالجة أزمة التطرف والإرهاب. وإنما يكفي أن تقوم بتقديم موضوعات محترمة راقية تشكل وجدان المشاهد وتؤثر في عقله وتدعوه للتفكير والتأمل وتغرس فيه قيم العمل والنجاح والطموح وغيرها من الموضوعات التي تؤثر فيه بشكل لا إرادي وتغير الكثير من المفاهيم الخاطئة التي قد تؤثر عليه من الخارج. أضافت: لماذا كانت ظاهرة الإرهاب منعدمة قديماً. لأن الفن المقدم وهو القوة الناعمة المؤثرة في أي مجتمع كان بالفعل يعبر عن واقع المجتمع وطموحات ابنائه وأفكارهم ويخاطب عقل المشاهد. أما الآن فللأسف نجد بعض الأعمال تقدم فناً هابطاً وألفاظاً وموضوعات لم نكن نتخيل أن تقدم بتلك الصورة الفجة علي الشاشة وهذا ما سمح ل "طيور الظلام" من معتنقي الأفكار المتطرفة أن يخربوا عقول ابنائنا وشبابنا بسهولة. طالبت فردوس عبدالحميد الدولة باحتلال مكانتها مرة أخري في الإنتاج الدرامي بعد أن أصبحت الدراما الخاصة في كثير من القنوات عبئاً علي الفن ولا تراعي القيم وإنما تبحث عن الربح فقط. * المخرج محمد فاضل قال: إن الدراما التليفزيونية تلعب دوراً مهماً في تشكيل وعي الجمهور. ولذلك فأي عمل يقدم خلال المرحلة المقبلة لابد أن يواكب الأحداث ويسهم ولو بقدر ضئيل في مواجهة الجماعات الإرهابية. وتعظيم دور رجال الجيش والشرطة والكشف عن تضحياتهم في سبيل استقرار وأمن مصر. أضاف فاضل أن المسلسلات من الممكن أن تكون سلاحاً مهماً في مواجهة الإرهاب بشرط تقديم أعمال جادة. خاصة أن الحلول الأمنية بمفردها لن تكفي لمقاومة الإرهاب في مصر والذي يجب أن يشارك في مكافحته الرأي العام الذي لن يتغير إلا من خلال الفن. * الفنان أحمد بدير قال: الدراما المصرية تجسد دائماً ما يحدث في الشارع المصري من مشاكل وصراعات والتي أصبحت ظاهرة الإرهاب علي رأسها. والدراما نجحت خلال التسعينيات في مناقشة تلك الظاهرة من خلال العديد من الأعمال الناجحة وكان أبرزها مسلسل "العائلة" للراحل محمود مرسي والفنانة ليلي علوي. وأعتقد أنه آن الأوان للاتجاه مرة أخري في أعمالنا الدرامية نحو تلك الظاهرة خاصة بعد عودة الأحداث الإرهابية ونيلها من أبناء الوطن الشرفاء من رجال الشرطة والقوات المسلحة الذين يضحون بأنفسهم من أجل الوطن. مضيفاً أن الدولة عليها دعم إنتاج العديد من الأعمال الفنية وخاصة الدرامية التي تحارب فكر الإرهاب المتطرف. مشيراً إلي أنه بدأ تصوير مسلسل "دنيا جديدة" الذي يتناول ملف الإرهاب ويضع ضوابط لكل أسرة مصرية لإنقاذ أبنائها من أفكار الإرهاب والتطرف. واختتم حديثه قائلاً إن الدراما أقرب وسيلة لعقول المشاهدين واهتمام الدولة بحل مشاكل قطاع الإنتاج سيسهم في النهاية بإنتاج أعمال هادفة ذات قيمة خاصة في هذا التوقيت الحرج. * المخرج سعيد حامد قال: مصر تخوض حرباً شرسة ضد الإرهاب والفن عليه دور كبير في مخاطبة الرأي العام وتشكيل ثقافته بأسلوب جديد لمساندة الدولة في تلك المرحلة. وأعتقد أن مخاطبة الوجدان هو أقرب الطرق للوصول إلي حلول علمية وواقعية تعالج تلك الأزمة. فلابد من إظهار النماذج الناجحة بالمجتمع والتركيز عليها وحث الشباب بأن تكون تلك النماذج هي القدوة لأيا منهم. مضيفاً أن الدعم النفسي والمعنوي للشباب في سن صغير وعن طريق شخصيات محبوبة ولها جماهيريتها كالفنانين سيسهم كثيراً في معالجة جزء من أزمة التطرف لدي الشباب والتي تنشأ لعدة أسباب من بينها افتقاد القدوة والمثل الحسن.