الأطفال يحتفلون بالأعلام المصرية بأول يوم لالتحاقهم بجامعة عين شمس عمر يسعي للوصول إلي سرعة الضوء.. وجميلة تحلم برفع علم مصر علي القمر علي مدار سنوات طويلة كنا نتحد عن الطفل باعتباره نواة المستقبل. لكن الحديث ظل مجرد عبارات انشائية تتكرر في المناسبات المختلفة. غير أن ماحدث مؤخرا يومئ بأننا أمام اسلوب تعامل مغاير في استثمار ثروتنا القومية في الأطفال. كان مشروع «جامعة الطفل» أحد الاحلام التي يهددها مصير الاحلام السابقة، وهو النسيان. لكن الحلم انتقل الي ارض الواقع وبدأت الجامعات في استقبال الاطفال بالفعل، في تجربة غير مسبوقة في مصر تنفذها اكاديمية البحث العلمي. وسوف تساهم هذه التجربة في اكتشاف علماء المستقبل، وتكرار نماذج فاروق الباز وأحمد زويل. في جامعة عين شمس بدأ 580 طفلا دراستهم داخل جامعة الطفل. الاخبار انتقلت اليهم وتحدثت معهم عن احلامهم وطموحاتهم وآمالهم.. اطفال صغار تبدو علامات التحدي والاصرار علي وجوههم فهم علماء ومهندسو ومخترعو المستقبل. لوحاتهم غطت جدران الجامعة من الداخل واختراعاتهم في كل مكان. يؤكد د. شريف قطب مدير وحدة دعم وتطوير المشروعات ومنسق جامعة الطفل بجامعة عين شمس ان الفكرة معروفة عالميا، وهي تعتمد علي اكتشاف المواهب مبكرا لان الاستثمار في الاطفال هو الذي يحدد مستقبل الامة، لكي تحكم علي تنمية مصر خلال 20 سنة يجب ان ننظر للطفل ونهتم به. واضاف ان الجامعة تستقبل الاطفال من سن 6 الي 18 سنة ويتم تقسيمهم الي 4 مراحل سنية من عمر 6 الي 9 سنوات ومن 9 سنوات الي 12 سنة ومن 12 الي 15 ومن 15سنة الي 18 سنة.. وقد تقدم 580 طفلا، تضم المرحلة الاولي 220 منهم وستبدأ الدراسة يوم السبت من كل اسبوع وتستمر لعشرة اسابيع.. يدرس الطالب خلالها 9 موضوعات هي: المياه، الطاقة، الوطن، البيئة، الصحة، الانسانيات، القضاء، الفنون، والتكنولوجيا. ومشيرا الي ان الاطفال يمثلون 25٪ من الشعب المصري ويتسم الطفل المصري بأنه الاكثر ذكاء. وأكد ان الاسر المصرية «لحوحة» في تعليم اولادها وتدفع ابناءها الي التعليم حتي لو باعت ملابسها من اجل التعليم فهي اسر مهتمة بالتعليم. واوضح قطب انه سوف يتم تقييم الطفل عن طريق نخبة من اعضاء هيئة التدريس والمعاونين بالجامعة ومركز ضمان الجودة بالجامعة ويتم عمل ملف لكل طفل موضح به مدي نشاطه وميوله وسوف يتم تسليم كل طفل شهادة في نهاية البرنامج يحدد فيها درجاته. واضاف ان الجامعة ستحاكي النماذج العالمية حيث ان البرنامج يقوم علي التعليم النشط Active learm الذي يتميز بقدرته علي كشف المهارات الاساسية للطفل ومدي استيعابه للبرنامج المقدم له. التقينا مع عدد من الاطفال داخل الجامعة، منهم عمر خالد 10 سنوات وهو تلميذ في احدي المدارس الابتدائية الخاصة. يؤكد انه شعر بالسعادة عندما فاجأته والدته باشتراكها له في جامعة الطفل العلمية التي ستساعده في تحقق حلمه فهو بالجامعة منذ 5 أيام ووجد تعاملا مختلفا في الشرح. واشار الي انه يحب جميع انواع العلوم وخاصة علوم الحشرات والتغذية العلاجية موضحا انه اتيح اليه القاء محاضرة بالجامعة عن تحليل الالوان وحلمه في تطوير الفكرة والاستفادة منها في صناعة الاجهزة الالكترونية التي ستمكنا من الوصول الي سرعة الضوء. وتمني عمر ان يصبح مثل العالم احمد زويل الذي اكتشف «الفمتو ثانية» وقال : اريد ان اخترع جهازا يمكني من الوصول لسرعة الضوء. اما جميلة (11 سنة) فأوضحت انها تحب الموسيقي والعلوم وتعلمت العزف علي آلة «الفلوت» منذ ان كان عمرها 7 اعوام وهي بذلك تعد اصغر عازفة لتلك الالة في مصر وتعلمت الجمباز وحصلت علي بطولة الجمهورية فيه، وتقول: اعجبت بالجامعة لاني وجدت فيها شيئا مختلفا عن مدرستي فهم يعاملوننا باعتبار ان لنا عقلا نفكر به وليس مجرد اطفال مثلما يعاملنا اساتذتنا في المدرسة بأن تصبح رائدة فضاء في وكالة ناسا وترفع علم مصر علي القمر. وواصل 12 طفلا دراستهم بجامعة الطفل بدمياط حيث اكد الدكتور عبداناصر انيس المنسق العام للمشروع بالجامعة ان 27 طفلا تقدموا وتم اختيار 12 منهم لاجتيازهم اختبارات البحث العلمي ومطابقتهم للمعايير من بينهم 8 اطفال بالمرحلة العمرية من 9 الي 12 سنة و3 اطفال في المرحلة العمرية من 12 الي 15 سنة للدراسة بالمرحلة الاولي وتم تحديد كلية التربية بجامعة اسيوط مقرا لدراستهم. بدورها استقبلت جامعة كفر الشيخ 20 طفلا في المرحلة العمرية اقل من 9 سنوات. واوضح د. ماجد القمري رئيس الجامعة ان جامعة الطفل ستبني جيلا من العلماء المتفوقين في شتي المجالات. واضاف انه تم تخصيص مقر لاستقبال المرحلة العمرية للاطفال ومساعدة الاطفال الذين يمتلكون افكارا بتكارية لتطبيقها وضمان خروج ابتكاراتهم الي النور. واشار الي انه يتم الاستعداد لاستقبال دفعتين من الاطفال في المرحلتين من 9 الي 12 سنة ومن 12 الي 15 سنة خلال الفترة القادمة.