حتي لا ننسي،..، علينا أن نتذكر انه في مثل هذه الأيام من شهر رمضان المبارك، أعاده الله علينا وعلي الأمة العربية والإسلامية بالخير والبركة، ومنذ ما يزيد علي اربعة عقود كاملة، كانت مصر تعيش أروع ايامها واكثرها شموخا وعزة، في ظل نصر رمضان أكتوبر الذي كان حدثا فارقا وعلامة بارزة في تاريخ الوطن والشعب والأمة كلها. في مثل هذه الأيام كنا قد بدأنا بالفعل في تحرير تراب مصر من رجس العدوان والاحتلال، وتطهيره من عار الهزيمة وذل النكسة،..، وكنا قد عبرنا القناة للوفاء بالعهد الذي قطعناه علي انفسنا قبلها بست سنوات، بان نهزم الهزيمة ونغير الواقع ونزيل آثار العدوان، الذي دنس أرض سيناء الغالية وأصاب كرامة مصر والمصريين إصابة جسيمة. وإذا ما رجعنا بالبعد عبر السنوات وصولا إلي تلك اللحظات المجيدة في عمر الوطن، وتوقفنا بالفحص والتأمل والتدقيق في نصر رمضان اكتوبر، استشراقا لما جري وكان، لوجدنا عدة حقائق واضحة ومؤكدة ستبقي رغم مرور الزمن علامات مضيئة علي طريق التضحية والفداء من اجل استعادة الأرض وتحرير الوطن. اكثر هذه الحقائق بروزا علي الاطلاق هي اننا انتصرنا بالعمل والجهد والكفاح، وبذل أقصي ما نستطيع لاستعادة حقوقنا المسلوبة وكرامتنا المهدرة. الحقيقة المؤكدة في ملحمة نصر رمضان اكتوبر، هي ان الله سبحانه وتعالي وفقنا إلي النصر لاننا عملنا بما امرنا به، واعددنا للمعركة كل ما استطعنا من قوة، وجهزنا للحرب عدتها وعتادها، واستعنا بالعلم والمعرفة والتدريب الشاق والعمل المضني ليل نهار، وعقدنا العزم علي التضحية فداء للوطن وتحريرا للارض وانتزاعا للنصر، ثم تولكنا علي الله سبحانه وتعالي، فكان الله معنا والنصر حليفنا. هذه الحقيقة تقودنا إلي حقيقة اخري لابد ان نعيها وندركها جيدا، وهي ان النصر في المعركة وفي الحياة عموما يحتاج إلي العمل والاخلاص، وبذل الجهد بعد التوكل علي الله القادر كي يوفقنا فيما نريد ونسعي. هذا هو الطريق.. وتلك هي الوسيلة لتحقيق الأهداف والوصول إلي الغايات.