لم يعد خافيا علي أحد حالة انعدم «الإرادة السياسية» في إعاقة استحضار رموز نظام مبارك الفاسد، أو رموز الإرهاب «إخوان ومتأسلمون»، وأن المسألة هو ترك الجميع يتعاركون ويتشاجرون ولا مانع يتقاتلون من أجل كراسي البرلمان، وفي النهاية سوف يري أصحاب السلطة في البلاد الأمر للتعامل معه هذا المشهد المؤسف يبدو علي خلفية أن ثورتين لم تندلعا في البلاد، وأن ما حدث في البلاد منذ 25 يناير 2011م، وعلي مدار 4 سنوات، هو مجرد إزاحة رأس النظام إلي حين، ثم استحضار رموزه ولا مانع من تبرئتهم جميعا وعودتهم لممارسة حياتهم الطبيعية، واتباع منهج «عفا الله عما سلف»، هذا مشهد مأساوي خطير.. سبق أن حذرنا من الوصول إليه، وسبق أن نبهنا، إلي أنه لا انتخابات برلمانية إلا بعد اعداد البيئة السياسية والاقتصادية الملائمة.. وفي مقدمة ذلك اصدار ثلاثة قوانين الأول لحماية الثورة، والثاني هو الحرمان المؤقت لمدة 10 سنوات لرموز مبارك الفاسد، والثالث هو: حظر الأحزاب السياسية علي أساس ديني وحل هذه الأحزاب في مقدمتها النور ومصر القوية.. إلخ، تنفيذا للمادة 74 من الدستور الذي أقره الشعب في يناير 2014م. وحتي لا يتهمنا أحد بالكلام فقط فقد أعددنا هذه القوانين وأرسلناها إلي السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، حتي أن وعده باصدار قانون لحماية الثورة لم ينفذ فأصبح الأمر كله «سداح.. مداح».. كما يقولون باللغة الشعبية كما أن البيئة الاقتصادية تتمثل أولا في مواجهة حاسمة مع الفساد واستعادة حقوق الشعب المغتصبة، كما تتمثل في تحقيق نقلة نوعية في حياة الشعب الكادح. فلا هذا تحقق ولا ذاك، ومازال الفاسدون يعيثون فسادا ويستخدمون أموال الشعب للتنكيل بالثورة ورموزها وتشويههم وهؤلاء هم الوجه الآخر للإرهاب بلاشك، لأن الإرهاب والفساد وجهان لعملة واحدة.. كما أن أغلبية الشعب المقهور والمظلوم والذي قام بالثورة مازال يدفع الثمن ومازال في معاناته نتيجة وجود حكومة لا تختلف في درجة شراستها عن حكومات مبارك، حيث لا تحل أي مشكلة «لو حلتها فعلا» علي حساب الفقراء!! ومازالت سياسات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي هي المتسيدة، انظروا للجنيه المصري وما حدث له خلال الأيام الماضية ويتظاهرون بأن ذلك لمواجهة السوق السوداء، وهي من ألاعيب حكومات البنك الدولي بواجهة مصرية، وانظروا لاسعار الطاقة وكيف تم حلها؟ كلها علي حساب الفقراء ولم يقتربوا من الأغنياد والفاسدين ورجال أعمال مبارك.. ومازالت الأغلبية تدفع الثمن «دماء الشهداء بطالة أسعار مرتفعة الغاء الدعم.. إلخ». يا للهول، هل هذه هي من نتائج الثورة؟! ومن يتشدقون بأن الشعب المصري في حاجة إلي من يحنو عليه!! هل الشعب هم الأغنياء ورجال أعمال مبارك والباب الموارب مع الإخوان والأمريكان والقطريين والأوروبيين والأتراك؟!.. وتطالعنا الأخبار في الصحف والقنوات الفضائية بصور أحمد عز وآخر جريمة قبل 25 يناير «شاهيناز النجار»، التي باعت دائرتها من أجل عيون الملايين التي نهبها أحمد عز من دم الشعب المصري، وهما وغيرهما يتقدمون الصفوف لاجراء الكشوف الطبية v.i.p بمبلغ 4200 جنيه!! ويتقدمون الصفوف لتسليم طلبات الترشح لدخول البرلمان وكأن شيئا لم يحدث في مصر في 25 يناير 2011 وحتي الآن!! ان الاستحضار الممنهج لرموز مبارك ورموز الإرهاب معا في الانتخابات يؤكد أن البرلمان القادم هو حصاد محاولات القوي المضادة للثورة وهو برلمان محكوم عليه بالفشل، ويغذي قوي الإرهاب بديل الفساد ويعطي لاخوان الخارج الفرصة لاعدام ثورة 30 يونيو، ويتظاهرون بأنهم طليعة ثورة 25 يناير وحماتها!! لذلك ليس من مستغرب أن أختم مقالاتي بأن الثورة مستمرة حتي النصر، فهو ختام للتذكير وحفزا همم.. ويبدو أن سحب الثورة ستتجمع.. والله الشاهد.. ومازال الحوار متصلا.