سيارات فولفو تكسر حاجز ال 4 ملايين جنيه    جهود الحكومة لدعم المواطنين.. «بره الصندوق»    وزير الداخلية اللبناني: 70 ألفا و100 نازح في 533 مركز إيواء جراء العدوان الإسرائيلي    أبو الغيط: لابد من تدخل المجتمع الدولي بشكلٍ حاسم لفرض حل الدولتين    جرب تدخل الاستاد| إمام عاشور يكشف عن الأغنية المفضلة له من قبل جمهور الأهلى    بمشاركة مرموش| بلزن يخطف تعادلا دراميا أمام آينتراخت في الدوري الأوروبي    استشهاد ضابط شرطة ومصرع عنصر شديد الخطورة بأسوان    تامر عبد المنعم: نستعد لحفل انتصارات أكتوبر بمشاركة فرق البيت الفني    رئيس جامعة الأزهر الأسبق: الكون كله احتفل بميلاد نبينا محمد وأشرقت الأرض بقدومه    رئيس نادي السكة الحديد: سعيد لما وصل إليه الفريق ونسعى للعودة للممتاز    أرخص شقة بمصر.. سعر المتر في وحدات الإسكان بأكتوبر رسميا    المنتدى الإقليمي للاستشارات: الأفق السياسي مغلق أمام التصعيد الإسرائيلي بالمنطقة    فنربخشه التركي يعبر سانت جيلواز بالدوري الأوروبي    أحمد الطلحي: الصلاة على النبي تجلب العافية للأبدان (فيديو)    أحوال الطقس في مصر.. شبورة مائية صباحًا على بعض الطرق    كوريا الجنوبية تدعو إلى تعزيز دور مجلس الأمن للاستجابة بشكل أفضل للصراعات الدولية    أحمد العوضي يعلق على تصريح إلهام شاهين عن الصلاة.. ماذا قال ؟    بالصور.. محمد رجب يستعد لمسلسله الجديد الحلانجي رمضان 2025    بإطلالة شبابية.. ليلى علوي تتألق في أحدث ظهور والجمهور يغازلها (صور)    خبيرة اقتصادية: هناك تحسن بمزاج المستثمرين.. وارتفاعات قريبة بالبورصة المصرية    وزير التعليم: من الآن مفيش مدرس هيخاف تاني من طالب    حملة "100 يوم صحة" قدمت أكثر من 89 مليونا و740 ألف خدمة مجانية خلال 56 يومًا    تنظم ندوة توعوية وورشة تعليم سباكة للسيدات المترددات على القافلة الطبية بقرية الفهمية بالفيوم    409.7 درجة حد أدنى للأسنان.. نتيحة تنسيق شهادة الكويت علمي علوم 2024 في مصر    أهمها شخصة رباح في دراما رمضان الماضي .. وليد فواز يتألق في 2024 ب 3 أعمال درامية وفيلم سينمائي    وزير التعليم: إعادة هيكلة المواد هدفه إتاحة الوقت اللازم لدراستها داخل المدرسة    رئيس حزب الإصلاح: عملية وصول الدعم لمستحقيه تختلف حسب الفئات    أول تعليق من «الأزهر» على تلاوة القرآن الكريم مصحوبًا بالموسيقى: «جريمة»    المملكة أرينا.. أبرز المعلومات عن ملعب السوبر الإفريقي بين الأهلي والزمالك (صور)    عادات يومية من أجل الاستمتاع بيومك للتخلص من التوتر نهائيا    وزير التعليم: نستهدف تدريس البرمجة كلغة أساسية.. المنافسة في سوق العمل ستكون عالمية    الاحتلال الإسرائيلي يقتحم بلدة السموع وقرية ارطاس    شعبة الخضروات: انخفاض أسعار الطماطم ل 28 جنيها للمستهلك نتيجة زيادة المعروض    رئيس جامعة المنصورة يشارك بمراسم توقيع عقود لفتح مكاتب هيئات بريطانية للتصنيف والتسجيل    الرئيس الفلسطينى: القدس تتعرض لحملات تهويد بهدف تغيير وضعها التاريخى    نتائج قرعة دور ال16 من كأس خادم الحرمين الشريفين    دار الإفتاء: المشاركة في ترويج الشائعات حرام شرعًا    وزير الخارجية في الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن: السعودية ملتزمة بتعزيز العمل الجماعي لتحقيق الأمن والتنمية    نقابة المعلمين تنعى مدير مدرسة توفي بأزمة قلبية أثناء اليوم الدراسي بالمنصورة    مبادرة "بداية جديدة" تنظم ندوة توعية لمكافحة وعلاج الإدمان بجنوب سيناء    جثة ملقاة بشوارع الإسماعيلية والسبب آثار.. حبس 5 متهمين    رئيس جامعة عين شمس يستقبل السفير الفرنسي لبحث سبل التعاون    وزيرة التنمية المحلية تتابع الموقف التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب    نائب بالشيوخ: مناقشة التحول من الدعم العيني لنقدي هدفه إعلاء مصلحة المواطن    معهد تيودور بلهارس ينفي وجود مصابين بالكوليرا داخله    خبير عسكري: إخلاء جنوب لبنان بهدف توسيع دائرة المواجهة بين حزب الله وإسرائيل    ضبط أدوية بيطرية منتهية الصلاحية ومجهولة المصدر في الشرقية    5 أبراج تقع في الحب من النظرة الأولى..هل أنت من بينها؟    مصرع عامل صدمته سيارة أثناء عبور الطريق بالمنيا    عمر جابر: لدينا ثقة كبيرة في تحقيق السوبر.. ولا توجد أفضلية لأحد    بينها رد الجنسية المصرية ل84 شخصًا.. 8 قرارات جديدة لوزارة الداخلية اليوم 26-9-2024    وزارة الصحة تفوز بجائزة الأمم المتحدة للوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها    إعلام عبري يفضح سبب قبول نتنياهو بمحادثات تسوية مع حزب الله تشمل غزة ولبنان    وزير الصحة يستعرض تحديات صناعة الأدوية محليا وسبل توطينها    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 26-9-2024 في محافظة قنا    البابا تواضروس: نتألم بشدة لاتساع رقعة الحرب في المنطقة    عاجل.. حقيقة طلب جوميز برحيل صفقة الزمالك الجديدة    أول رد من أسرة إلهام شاهين على أزمة فرح ابن شقيقها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. جمال زهران يكتب
ظاهرة المتنطعين في الإعلام: متي تتوقف
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 23 - 10 - 2014

أفيقوا أيها السادة، فإقطاعيات الإعلام الممنهج ضد الشعب وثورتيه آن لها أن تتوقف وأن يكون للسلطة موقف حاسم، وللنقابة دور واضح في ضبط هذا الإعلام
حالة التنطع التي أتحدث عنها أصبحت ظاهرة تعكس حالة الخواء والفراغ والتسيب والانفلات إلي حد الفوضي في مجال الإعلام الذي هو أداة في الأصل لغرس القيم الإيجابية الناجزة الدافعة للعمل وحب الوطن والانتماء له وليس أداة للهدم والتحريض وتوجيه الشتائم وليّ الحقائق، والترويج للشائعات والإساءات المتعمدة لشخصيات معينة وتزييف الوعي العام والتدليس علي الرأي العام من خلال أسئلة ملتوية ومغرضة، والتعمد في تشويه أصحاب الرأي وكأنهم يمسكون بالمدافع والمسدسات!! والأمثلة كثيرة علي كل كلمة أقولها، ويصل رصدي إلي الربط بين التوظيف السياسي للوسيلة الإعلامية وبين التآمر الحقيقي علي الشعب المصري وثورتيه 25 يناير، 30 يونيو.
مثلاً: نري في صحيفة قومية وغيرها أموراً عجيبة، حيث إتاحة الفرص لشخصيات تنتمي إلي نظام مبارك وعملت معه، وتكتب في المساحات المخصصة لها ذكرياتها!! فما أهمية ذلك للقارئ بعد ثورتين؟! الرأي عندي أن إتاحة الفرصة لهؤلاء هو استحضار ممنهج لنظام مبارك ورموزه وكأن ثورتين لم تقعا.. فهؤلاء مكانهم المنزل يكتبون مذكراتهم ويبحثون عن ناشر من »‬الفلول»، أو يطبعونها علي نفقتهم الخاصة، كما أنه بالمقابل أيضاً تخصص وسائل الإعلام الخاصة برامج معينة لهذه النوعية لغسيل سمعتهم وسمعة نظام مبارك علي خلفية أنه كان في نظام مبارك الصالح والطالح وينسون أن الثورات لا تميز عند اندلاعها لأنها تسقط نظاماً برموزه وسياساته وقواعد عمله، وبالتالي لا وجود لأمثال هؤلاء علي الإطلاق، ولكنه التواطؤ العمدي في إتاحة الفرصة لهؤلاء ليبقي نظام مبارك برموزه في ذاكرة الناس، والهدف هزيمة الثورة وتصدير الإحباط للشعب حتي يكره الثورة ويندم علي ما فات ليقول »‬فين أيامك يا مبارك!!»، فبماذا يفسر إجراء حوار بين رئيس تحرير »‬الوطن» والرئيس المخلوع حسني مبارك، بماذا تفسر نشر الجريدة وغيرها لزيارة المشيرطنطاوي لمبارك، ولماذا ينشر عن زيارات لشخصيات فنية مستفزة، لمبارك وتنشر تصريحاتهم المستفزة أيضاً؟!! إلا أنها محاولات عمدية لاستحضار نظام مبارك في المشهد وغسيل سمعته وتبييضها وأن الثورتين لم تندلعا!! في نفس الوقت فإن هناك منهجة واضحة لتهيئة الرأي العام لحكم البراءة لحسني مبارك، ويتجاوز المحامي دوره في الدفاع داخل المحكمة إلي ممارسة دور سياسي عبر وسائل الإعلام وفي مقدمتها قناة »‬صدي البلد» التي حصلت علي امتياز محكمة مبارك بالإذاعة الحصرية للمحاكمة، وإعداد تقرير عن ملفات القضية، وكلها خطوات علي طريق التبرئة.. وفي المقابل لم يسكت المجتمع فأقام بعض الوطنيين دعوي مخاصمة للقاضي، لم تحظ بالتغطية رغم أنها هي السبب لتأجيل إعلان الحكم بالبراءة حسب توقعي، إلي 29 نوفمبر القادم بعد نظر المخاصمة يوم 20 نوفمبر!! وهناك تعتيم إعلامي في ظل منهج التزييف الإعلامي العمدي، علي هذه الدعوي، الأمر الذي يعكس حجم وقوة نظام مبارك الذي تزايد وجوده بعد 30 يونيو مما أقام فجوة بين ثورة 25 يناير، وثورة 30 يونيو، لدي قطاعات واسعة من الشعب في مقدمتها الشباب المصري صاحب الثورتين، ونحاول من جانبنا التأكيد علي تلاحم الثورتين وتداخلهما معاً، إلا أن رموز مبارك تصر علي إنكار ثورة 25 يناير واعتبارها مؤامرة كما يحدث في العديد من البرامج والصحف الخاصة، وهو ما يحدث يومياً في برنامج لمذيع له صلة بأجهزة أمنية قبل خلع مبارك وبعده!!
والغريب في الأمر أن نقابة الصحفيين تحركت بسرعة لمجرد أنه تم عمل لجنة للتشريع الإعلامي صدرت عن حكومة محلب!! ولكنها لم تتحرك إزاء التزييف العمدي للرأي العام وحالة الانفلات الإعلامي غير المسبوقة!! والرأي عندي، تأميم القنوات الخاصة الفلولية لعدد من أعضاء مجلس النقابة »‬الصحفيين» في مقدمتهم النقيب شخصياً، بإتاحة الفرصة لهم بتقديم برامج مقابل آلاف الجنيهات، وهي جريمة سياسية في حق الشعب المصري، كان أولي بهؤلاء أن يتفرغوا لإدارة شئون الإعلام للنهوض به بعد ثورتين والتدخل بالإدانة لأية تصرفات خارجة وهو ما لم يحدث بكل أسف لتصبح الساحة خالية من بوصلة الضبط الإعلامي في الخطاب واللغة وطريقة العرض!! وقد وصل ببعض البرامج وحتي المقالات، إلي ممارسة البلطجة بتوظيف الوسيلة الإعلامية لنشر الشتائم وتوجيه الاتهامات دون تحرك الأجهزة الأمر الذي يعكس الرضا لدي هؤلاء لتستمر حالة العدوان علي وعي وثقافة الشعب المصري وثورتيه، وتجد نفسك أمام ثلاثي يتم استحضاره بشكل مستمر بالساعات »‬مرتضي موسي الديب»!! والسؤال الذي يواجهني به بعض فئات الشعب هو: متي تتوقف حالة البلطجة الإعلامية والسياسية التي تصدع الأدمغة؟! فما الفارق بين جريمة الجزيرة وصدي البلد وغيرهما؟!
ومن بين الجرائم، ما أشار به رئيس تحرير جريدة خاصة، يعلق علي رأي لي منشور في أحد المواقع، التي انتشرت دون ضوابط أو قانون، وبطبيعة الحال النقابة غائبة لأنها مشغولة بما هو خاص!!، بالقول: »‬اقتراح د. زهران.. نوايا طيبة تقود إلي الجحيم»، فبماذا يعني مثل هذا العنوان ورسالته، وآخر يزعم التحدث باسم تكتل القوي الثورية الذي تفكك أصلاً، ولكنه يتاجر به ويرتزق إلي الحد الذي يخلط بين عمله الإعلامي والدور السياسي، فأصبح يمرر ما يراه الفلول ورموزهم عبر جريدة قومية، وما لم يستطع تمريره، يمرره في جريدة حزبية تم استقطابه فيها علي أمل الحصول علي المقعد البرلماني المنتظر!! تصوروا هذا الشخص القزم يقول عن رأيي »‬أنصاف السياسيين وأرباع المفكرين»!! ماذا تفعل مع مثل هذا الشخص الانتهازي والجاهل والأرزقي والسطحي، وكيف يؤتمن مستقبلاً حال حصوله علي كرسي النيابة؟! فحالياً يوظف نفسه لخدمة أصحاب المال، ورموز الفساد ولديه صفحة في جريدة الجمهورية، فماذا سيفعل غداً؟! ألن يكون في خدمة »‬أحمد عز» القديم أو الجديد باعتبار أن ذلك تعبير عن فساد عصر سابق، وعصر قادم نتمني ألا يحدث، بينما كاتب آخر أن ما طرحته بشأن حل الأحزاب وإعادة بنائها بأنها تعطيل لخارطة المستقبل، وكأنني صاحب سلطة في ذلك، بينما أنا لا أمتلك سوي مجرد رأي أطرحه!! فهل ما أقول وصل إلي حد هذه القوة والسطوة، أم أنه هجوم علي شخصي المتواضع تفادياً لهجوم مستحق علي السلطة في البلاد والتي قد تغضب عليه فيخسر كل شيء!1 فهو هجوم عليّ.. كرسالة للسلطة بشكل خبيث!! والمعروف أن هذا الشخص، يقدم برنامجاً في احدي القنوات. يستضيف فيه رموزا من جميع الاتجاهات دون موقف وكذا تجاهل لثورتين وإهانة للشعب المصري، تحت زعم الحياد، ولكنه دس السم في العسل!!
أفيقوا أيها السادة، فإقطاعيات الإعلام الممنهج ضد الشعب وثورتيه آن لها أن تتوقف وأن يكون للسلطة موقف حاسم، وللنقابة دور واضح في ضبط هذا الإعلام والبداية هي التفرغ لإدارة شئون النقابة والفصل بين ما هو عام وخاص، وإلا فانتظروا الخراب.. وهدم المعبد علي رؤوسنا جميعا من أجل ذلك فالثورة مستمرة حتي النصر بإذن الله، ولازال الحوار متصلاً.
أفيقوا أيها السادة، فإقطاعيات الإعلام الممنهج ضد الشعب وثورتيه آن لها أن تتوقف وأن يكون للسلطة موقف حاسم، وللنقابة دور واضح في ضبط هذا الإعلام
حالة التنطع التي أتحدث عنها أصبحت ظاهرة تعكس حالة الخواء والفراغ والتسيب والانفلات إلي حد الفوضي في مجال الإعلام الذي هو أداة في الأصل لغرس القيم الإيجابية الناجزة الدافعة للعمل وحب الوطن والانتماء له وليس أداة للهدم والتحريض وتوجيه الشتائم وليّ الحقائق، والترويج للشائعات والإساءات المتعمدة لشخصيات معينة وتزييف الوعي العام والتدليس علي الرأي العام من خلال أسئلة ملتوية ومغرضة، والتعمد في تشويه أصحاب الرأي وكأنهم يمسكون بالمدافع والمسدسات!! والأمثلة كثيرة علي كل كلمة أقولها، ويصل رصدي إلي الربط بين التوظيف السياسي للوسيلة الإعلامية وبين التآمر الحقيقي علي الشعب المصري وثورتيه 25 يناير، 30 يونيو.
مثلاً: نري في صحيفة قومية وغيرها أموراً عجيبة، حيث إتاحة الفرص لشخصيات تنتمي إلي نظام مبارك وعملت معه، وتكتب في المساحات المخصصة لها ذكرياتها!! فما أهمية ذلك للقارئ بعد ثورتين؟! الرأي عندي أن إتاحة الفرصة لهؤلاء هو استحضار ممنهج لنظام مبارك ورموزه وكأن ثورتين لم تقعا.. فهؤلاء مكانهم المنزل يكتبون مذكراتهم ويبحثون عن ناشر من »‬الفلول»، أو يطبعونها علي نفقتهم الخاصة، كما أنه بالمقابل أيضاً تخصص وسائل الإعلام الخاصة برامج معينة لهذه النوعية لغسيل سمعتهم وسمعة نظام مبارك علي خلفية أنه كان في نظام مبارك الصالح والطالح وينسون أن الثورات لا تميز عند اندلاعها لأنها تسقط نظاماً برموزه وسياساته وقواعد عمله، وبالتالي لا وجود لأمثال هؤلاء علي الإطلاق، ولكنه التواطؤ العمدي في إتاحة الفرصة لهؤلاء ليبقي نظام مبارك برموزه في ذاكرة الناس، والهدف هزيمة الثورة وتصدير الإحباط للشعب حتي يكره الثورة ويندم علي ما فات ليقول »‬فين أيامك يا مبارك!!»، فبماذا يفسر إجراء حوار بين رئيس تحرير »‬الوطن» والرئيس المخلوع حسني مبارك، بماذا تفسر نشر الجريدة وغيرها لزيارة المشيرطنطاوي لمبارك، ولماذا ينشر عن زيارات لشخصيات فنية مستفزة، لمبارك وتنشر تصريحاتهم المستفزة أيضاً؟!! إلا أنها محاولات عمدية لاستحضار نظام مبارك في المشهد وغسيل سمعته وتبييضها وأن الثورتين لم تندلعا!! في نفس الوقت فإن هناك منهجة واضحة لتهيئة الرأي العام لحكم البراءة لحسني مبارك، ويتجاوز المحامي دوره في الدفاع داخل المحكمة إلي ممارسة دور سياسي عبر وسائل الإعلام وفي مقدمتها قناة »‬صدي البلد» التي حصلت علي امتياز محكمة مبارك بالإذاعة الحصرية للمحاكمة، وإعداد تقرير عن ملفات القضية، وكلها خطوات علي طريق التبرئة.. وفي المقابل لم يسكت المجتمع فأقام بعض الوطنيين دعوي مخاصمة للقاضي، لم تحظ بالتغطية رغم أنها هي السبب لتأجيل إعلان الحكم بالبراءة حسب توقعي، إلي 29 نوفمبر القادم بعد نظر المخاصمة يوم 20 نوفمبر!! وهناك تعتيم إعلامي في ظل منهج التزييف الإعلامي العمدي، علي هذه الدعوي، الأمر الذي يعكس حجم وقوة نظام مبارك الذي تزايد وجوده بعد 30 يونيو مما أقام فجوة بين ثورة 25 يناير، وثورة 30 يونيو، لدي قطاعات واسعة من الشعب في مقدمتها الشباب المصري صاحب الثورتين، ونحاول من جانبنا التأكيد علي تلاحم الثورتين وتداخلهما معاً، إلا أن رموز مبارك تصر علي إنكار ثورة 25 يناير واعتبارها مؤامرة كما يحدث في العديد من البرامج والصحف الخاصة، وهو ما يحدث يومياً في برنامج لمذيع له صلة بأجهزة أمنية قبل خلع مبارك وبعده!!
والغريب في الأمر أن نقابة الصحفيين تحركت بسرعة لمجرد أنه تم عمل لجنة للتشريع الإعلامي صدرت عن حكومة محلب!! ولكنها لم تتحرك إزاء التزييف العمدي للرأي العام وحالة الانفلات الإعلامي غير المسبوقة!! والرأي عندي، تأميم القنوات الخاصة الفلولية لعدد من أعضاء مجلس النقابة »‬الصحفيين» في مقدمتهم النقيب شخصياً، بإتاحة الفرصة لهم بتقديم برامج مقابل آلاف الجنيهات، وهي جريمة سياسية في حق الشعب المصري، كان أولي بهؤلاء أن يتفرغوا لإدارة شئون الإعلام للنهوض به بعد ثورتين والتدخل بالإدانة لأية تصرفات خارجة وهو ما لم يحدث بكل أسف لتصبح الساحة خالية من بوصلة الضبط الإعلامي في الخطاب واللغة وطريقة العرض!! وقد وصل ببعض البرامج وحتي المقالات، إلي ممارسة البلطجة بتوظيف الوسيلة الإعلامية لنشر الشتائم وتوجيه الاتهامات دون تحرك الأجهزة الأمر الذي يعكس الرضا لدي هؤلاء لتستمر حالة العدوان علي وعي وثقافة الشعب المصري وثورتيه، وتجد نفسك أمام ثلاثي يتم استحضاره بشكل مستمر بالساعات »‬مرتضي موسي الديب»!! والسؤال الذي يواجهني به بعض فئات الشعب هو: متي تتوقف حالة البلطجة الإعلامية والسياسية التي تصدع الأدمغة؟! فما الفارق بين جريمة الجزيرة وصدي البلد وغيرهما؟!
ومن بين الجرائم، ما أشار به رئيس تحرير جريدة خاصة، يعلق علي رأي لي منشور في أحد المواقع، التي انتشرت دون ضوابط أو قانون، وبطبيعة الحال النقابة غائبة لأنها مشغولة بما هو خاص!!، بالقول: »‬اقتراح د. زهران.. نوايا طيبة تقود إلي الجحيم»، فبماذا يعني مثل هذا العنوان ورسالته، وآخر يزعم التحدث باسم تكتل القوي الثورية الذي تفكك أصلاً، ولكنه يتاجر به ويرتزق إلي الحد الذي يخلط بين عمله الإعلامي والدور السياسي، فأصبح يمرر ما يراه الفلول ورموزهم عبر جريدة قومية، وما لم يستطع تمريره، يمرره في جريدة حزبية تم استقطابه فيها علي أمل الحصول علي المقعد البرلماني المنتظر!! تصوروا هذا الشخص القزم يقول عن رأيي »‬أنصاف السياسيين وأرباع المفكرين»!! ماذا تفعل مع مثل هذا الشخص الانتهازي والجاهل والأرزقي والسطحي، وكيف يؤتمن مستقبلاً حال حصوله علي كرسي النيابة؟! فحالياً يوظف نفسه لخدمة أصحاب المال، ورموز الفساد ولديه صفحة في جريدة الجمهورية، فماذا سيفعل غداً؟! ألن يكون في خدمة »‬أحمد عز» القديم أو الجديد باعتبار أن ذلك تعبير عن فساد عصر سابق، وعصر قادم نتمني ألا يحدث، بينما كاتب آخر أن ما طرحته بشأن حل الأحزاب وإعادة بنائها بأنها تعطيل لخارطة المستقبل، وكأنني صاحب سلطة في ذلك، بينما أنا لا أمتلك سوي مجرد رأي أطرحه!! فهل ما أقول وصل إلي حد هذه القوة والسطوة، أم أنه هجوم علي شخصي المتواضع تفادياً لهجوم مستحق علي السلطة في البلاد والتي قد تغضب عليه فيخسر كل شيء!1 فهو هجوم عليّ.. كرسالة للسلطة بشكل خبيث!! والمعروف أن هذا الشخص، يقدم برنامجاً في احدي القنوات. يستضيف فيه رموزا من جميع الاتجاهات دون موقف وكذا تجاهل لثورتين وإهانة للشعب المصري، تحت زعم الحياد، ولكنه دس السم في العسل!!
أفيقوا أيها السادة، فإقطاعيات الإعلام الممنهج ضد الشعب وثورتيه آن لها أن تتوقف وأن يكون للسلطة موقف حاسم، وللنقابة دور واضح في ضبط هذا الإعلام والبداية هي التفرغ لإدارة شئون النقابة والفصل بين ما هو عام وخاص، وإلا فانتظروا الخراب.. وهدم المعبد علي رؤوسنا جميعا من أجل ذلك فالثورة مستمرة حتي النصر بإذن الله، ولازال الحوار متصلاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.