صبرى غنىم - قبل أن يخلع عبد الفتاح السيسي البدلة العسكرية كنت من المعارضين لدخوله المعركة الانتخابية لأنني من المحبين له، فقد كنت أخاف عليه من التلطيش في شخصه كقيمة وقامة. أخشي أن يصدم الرجل في شريحة من الشعب المصري اعتادت علي التجريح في سير العظماء بالسفالة وقلة الأدب وإطلاق الإشاعات الكاذبة لتشويه صورهم. - لذلك كنت أدعو السيسي أن يبقي ببدلته العسكرية علي رأس القوات المسلحة لتبقي مصر في أمان.. ولأن الرجل خادم لهذا الشعب كجندي فقد لبي نداء الشعب وعلي حد تعبيره المتواضع نفذ أمر الشعب ونزل المعركة الانتخابية.. أيقنت فعلا أن هذه المرحلة تحتاج الي رئيس في مواصفات السيسي، وراجعت نفسي مرات ومرات وأنا علي يقين أن المدرسة العسكرية التي أتت بالسيسي تستطيع أن تقدم مائة رجل في مواصفاته كقائد عسكري صلب لاتبهره تهديدات التكفيريين ولا الجهاديين ولا جماعة الإخوان المسلمين.. وكان قرار السيسي فعلا موفقا في خوض هذه المعركة التي تحتاج الي الشفافية والمصداقية، بعد أن دفع المصريون الثمن في تضليلهم بالبرامج الانتخابية الخادعة.. - لقد فاجأنا السيسي بتواضعه الشديد عندما رأيناه عن قرب، رأينا فيه النقاء والشفافية وهذه هي عظمة الإنسان عندما تكمن في شخصيته صفات من القيم الي تربينا عليها في الزمن الجميل. - لذلك بهرنا وهو يعيدنا بالذاكرة الي القيم الأصيلة التي ترسخت فينا كمصريين ثم تبددت بظهور جماعة التتار الإخواني الذين خلطوا بين الدين والسياسة وغسلوا عقول أولادنا بالأكاذيب وتبنوا الفكر المتطرف الذي يستخدمون فيه القوة والعنف وكم من الرجال والشباب سقطوا في بؤر التطرف تحت ضغط الظروف المعيشية القاسية والتي كانت سببا في انحراف الكثيرين منهم فتحولوا الي تجار دين وتجار سلاح وتجار ذمم.. ونحمد الله أن واحدا مثل السيسي يعرف أساليبهم ويعرف كيف يتعامل معهم وهذا هو المطلوب في شخصية الرئيس الذي ننتظره.. - نحن نعرف أن أي رئيس قادم للبلاد لا يملك عصا سحرية يحل بها الأزمات لكننا اكتشفنا أن السيسي يملك هذه العصا السحرية، وبكل فخر وثقة قالها « أنا فعلا أملك عصا سحرية وهي إرادة المصريين « كان يقولها وهو فخور بإرادة هذا الشعب الذي تخلص من سيطرة الإخوان علي مفاصل الحكم وأكد علي أنه قادر بإرادة الشعب أن يخوض معركة مع كل الأزمات وينتصر في ادارة عجلة العمل والإنتاج ليعم الرخاء علي كل المصريين.. الرجل يعرف جيدا كيف يبدأ وما هي مفاتيح الإنتاج، جاء إلينا وهو لا يريد أن يطرح وعودا براقة، كل أمله أن يضع يده في يد المصريين لكي يكون البناء مشتركا، ومن يتابع حديثه للإعلاميين يجده لم يقرأ عليهم بيانا مكتوبا بل كان يحاورهم بالعقل والمنطق.. أعلن أن المهمة صعبة ومستحيلة لكن المصريين قادرون عليها بشرط أن ننسي مكاسبنا الشخصية..