غدا موعدنا للتصويت علي الدستور الجديد لمصر، باعتباره الخطوة الأولي والصحيحة لبناء مؤسسات الدولة الديمقراطية الحديثة التي نسعي اليها جميعا، وباعتباره أيضا الطريق السليم لصناعة المستقبل، وفقا لتطلعات وطموحات الشعب التي أعلنها وأكدها في ثورتيه يناير ويونيو، حيث خرجت الملايين لتعلن إرادتها وتختار طريقها للمستقبل مؤكدة حقها المشروع في الحياة الحرة الكريمة. من أجل ذلك فإننا ندعو كل أبناء هذا الوطن، بالحرص علي المشاركة والإدلاء برأيهم في الاستفتاء، والمساهمة الإيجابية في إرساء حجر الأساس الصلب لبناء مصر الجديدة، وفقا لإرادة الشعب منبع السلطات وأصل الشرعية، الرافض للإرهاب والتسلط، والمتطلع للبناء والتنمية والاستقرار والأمن والأمان. ونحن في دعوتنا جميع المواطنين للمشاركة في الاستفتاء ننطلق من انها تأكيد وترسيخ لحقهم الطبيعي في اختيار مستقبلهم، وهي أيضا تأكيد وترسيخ لواجبهم الوطني والقومي في دعم وتأييد التوجه للدولة الحرة الديمقراطية الحديثة، التي نسعي إليها في إطار دستور يحمي حقوق المواطن ويحدد بوضوح سلطات ومسئوليات الحاكم، ويحمي الحريات وحقوق الإنسان، ويؤكد الفصل بين السلطات، ويوازن بينها، ويجسد طبيعة مصر السمحة والوسطية في ظل دينها الإسلامي الحنيف، ويعبر عن تاريخها وثقافتها وامتدادها الحضاري والإنساني. ولا شك ان من حق كل مصري ان يفخر بدستوره الجديد، الذي يفتح بالفعل بنصوص واضحة لا لبس فيها آفاقا واسعة للمستقبل في ظل المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص، والتداول السلمي للسلطة، والتعددية والحياة الكريمة لكل المواطنين. وانطلاقا من ذلك، يصبح لزاما وواجبا علينا جميعا المشاركة في اقرار الدستور، انحيازا لما يتضمنه وينص عليه من مبادئ سامية في الحقوق والحريات الأساسية، وما يؤكده من ترسيخ للمواطنة ومدنية الدولة في ظل سيادة القانون، والمساواة بين كل المواطنين دون تفرقة ودون تمييز. من أجل هذا تنطلق دعوتنا لكل المصريين للمشاركة في الاستفتاء، والتأكيد علي اختيارنا للمستقبل المشرق بإذن الله.