اسمحوا لي بداية ان اسجل إعجابي الشديد بالمؤتمر الصحفي العالمي الذي اداره بحرفية شديدة ومستوي راق الدكتور مصطفي حجازي مستشار الرئيس للشئون السياسية، الذي لم يترك صغيرة أو كبيرة إلا وأجاب عليها بشفافية كاملة بالصوت والصورة، لكني لاحظت غياب مراسلي الجزيرة المشبوهة، وتركيا والدول الاخري التي غابت عنها الحقائق، ولم تر أو تسمع إلا ما تريده، وكأنها في خصومة مع الشعب المصري. أوباما موقفه معروف لان ثورة 03 يونيو لم تجيء علي هواه وحطمت احلامه في تحقيق مطالب اسرائيل بالاستيلاء علي جزء من أرض سيناء التي دفعنا لإستردادها مئات الالوف من الشهداء آخرهم بالأمس استشهاد 25 جنديا قتلهم الارهابيون غدراً وبوحشية لامثيل لها كما كان انحيازه الاعمي للاخوان المسلمين الذين وعدهم بالدعم والمؤازرة لحكم البلاد، وفي المقابل يتنازلون عن الف كيلو من سيناء!! لكن أوباما اكتشف انه كان يلعب علي حصان خاسر، أفقده ثقة المصريين في أقواله وافعاله.. وقبل ان اترك المؤتمر الصحفي الرئاسي المشرف لا يفوتني إلا ان اشيد بالزميله هالة حشيش التي قامت بالترجمة الفورية علي أكمل وجه، دون ان تترك فكرة أو وجهة نظر دون الاشارة والتركيز عليها بكل امانة.. ونعود الي الرئيس الامريكي أوباما الذي اصيب بالصدمة من ثورة الشعب المصري التي لم يكن لها مثيل في العالم.. فقد راهن علي الاخوان الذين اثبتوا فشلهم الذريع في إدارة شئون البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. ولم يكن الشعب امامه إلا ان ينزع الرئيس مرسي من كرسيه بعد ان تكشفت نوايا تنظيم الاخوان الارهابي داخليا وخارجيا، والتي تكشفت اكثر اول أمس باجتماع التنظيم الإخواني العالمي في تركيا. وبعد فشلهم قاموا بحرق المستشفيات والمدارس والكنائس في كل محافظات الجمهورية.. وترويع المسيحيين وحرقوا بيوتهم ومحلاتهم.. كما حرقوا وهاجموا المنشآت العسكرية والشرطية، والاقسام، ومسجدين كانا قد اعتصما بداخلهما مع القيادات الاخوانية.. واستخدموا النساء والاطفال دروعا بشرية واخفاء السلاح في المآذن. وحتي يري العالم ما فعله الاخوان بمصر رحبت الحكومة بزيارة كبار المسئولين الامريكيين والاتحاد الاوروبي للرئيس المنزوع محمد مرسي للاطمئنان علي حسن معاملته.. واطلعوا علي خريطة الطريق التي سيتم تنفيذها خلال الشهور السته القادمة.. بدءا من تعديل الدستور، والاعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتقديم الدكتور الببلاوي الوعد باختصار العمل بقانون الطواريء الذي وصفه بأنه ابغض الحلال.. والآن ماذا يقولون عن مصر بعد ذلك.. القوات قامت بفض اعتصام استمر 54 يوما في مكان واحد وحولوه مخزنا للسلاح واخفاء الارهابيين.. وقبل فض الاعتصام توالت التحذيرات، والانذارات حتي استشهد 71ضابطا! نعم امريكا تواجه الكثير من المشاكل وتريد شغل الرأي العام الامريكي عنها أولها أزمة الجاسوس الامريكي سنودن الذي لجأ الي روسيا وترفض اعادته فحدث شرخ في العلاقات بين البلدين وتذكر العالم حقبة الحرب الباردة، وتواجه امريكا ايضا ازمة مالية بعد ان قدم اوباما ميزانية عام 2014 التي لم يرضي عنها الحزبان لا الجمهوري ولا الديمقراطي بسبب استهداف تخفيض عجز الميزانية 2 تريليون دولار علي مدي عشر سنوات، وتخفيض الانفاق وفرض 03٪ ضريبة علي كل من يحقق اكثر من مليون دولار.. ويعترف اوباما ان ما قدمه ليس الحل المثالي، لذلك كون فريقا من 21 عضوا من المشرعين الجمهوريين لاجراء التعديلات، أما الجديد الذي استحدثه اوباما تخصيص مليار دولار لاطلاق مبادرة معاهد الابتكار.. أما الموقف التركي فهو مكشوف للجميع ويبدو ان رئيس الوزراء الخليفة اردوجان نسي قيامه بكبح المظاهرات التي قامت ضده في مايو الماضي، واستخدمت قواته اقسي اساليب التعذيب لقمعها.. ان وزارة الخارجية والمصريين في الخارج كثفوا المؤتمرات الصحفية التي يتعين ان نحرص عليها دائما. أما التلويح بقطع المساعدات الأجنبية مصر يبدو انهم لم يقرأوا التاريخ، ولا يعرفون معدن الشعب الذي لم يركع ابدا وواجه الاستعمار والارهاب، وتحمل الكثير من اجل الحفاظ علي كرامته. الي أم الشهيد: ماتعيطيش يا امي.. ما انتي اللي صحتيني بدري وفطرتيني.. وانت بسرعة برضه بوستيني وحضنتيني.. كان نفسي احضنك اكتر لكن استعجلتني .. قلت لي ياله بسرعة ومش عايزه تأخريني، وقلت لي خلي بالك من نفسك واحمي بلدك وبالليل حتستنيني.. ما تعيطيش كان نفسي ارجعلك بس الموت كان مستنيني.. ضحيت علشان بلدي واحلي ايامي وسنيني.. أنا مش زعلان يا امي بس امانه تقولي لبنتي ابوكي عند ربه وحازورك كل يوم استنيني .